أعمال درامية تنتصر للمرأة القوية والمكافحة

اهتمام المسلسلات الرمضانية هذا العام بقضايا مهمة تخص المرأة  يتماشى مع السياسات الثقافية الجديدة المعنية بالتركيز على صورة المرأة الجديدة.
الثلاثاء 2023/04/18
"ستهم" امرأة تتحدى ظروفها القاهرة

القاهرة - أثارت الدراما المصرية هذا العام العديد من القضايا الاجتماعية المهمة خاصة تلك التي تهتم بقضايا المرأة والتي قدمت العديد من النماذج الإيجابية للمرأة القوية والمكافحة والرافضة للظلم والمدافعة عن حقوقها والبعيدة عن الصورة النمطية للمرأة الضعيفة والتابعة والخاضعة للسلطة الذكورية والمتنازلة عن حقوقها، وحتى المرأة اللعوب والتي تسجن الدراما عادة في مشاهد الإغراء الجسدي.

وسلطت هذه المسلسلات الضوء على العديد من القضايا الاجتماعية الشائكة مثل ختان البنات وزواج القاصرات من خلال مسلسل «حضرة العمدة»، الذي كتبه المصري المثير للجدل إبراهيم عيسى ليطرح حقيقة قدرة المرأة على تولي القيادة في المجتمعات العربية والمجتمع المصري على وجه الخصوص. ويتحدث المسلسل عن أستاذة علم نفس في الجامعة الأميركية يضغط عليها أهلها من أجل العودة إلى قريتها والترشح لمنصب العمدة. ومن هذا المنصب، تكتشف “حضرة العمدة” انتهاكات لحقوق المرأة على غرار ختان الإناث وزواج القاصرات.

هويدا مصطفى: الدراما المصرية خرجت عن الأدوار النمطية للمرأة
هويدا مصطفى: الدراما المصرية خرجت عن الأدوار النمطية للمرأة

تحضر أيضا مسألة الحرمان من الميراث التي يناقشها مسلسل “عملة نادرة” والذي تواصل من خلاله الممثلة نيللي كريم الاهتمام بقضايا تدافع عن بنات جنسها.

وناقش مسلسل “ستهم” الذي تقوم فيه الممثلة روجينا بدور البطولة الظروف القاهرة التي تضطر النساء في الأرياف للخروج إلى العمل في مهن شاقة وذكورية، وهو ما ناقشه أيضا مسلسل «تحت الوصاية»، بطولة النجمة منى زكي، الذي أثار أيضا معاناة المرأة الأرملة وعدم أحقيتها في الوصاية المالية على أبنائها.

ويرى عدد من النقاد أن اهتمام المسلسلات الرمضانية هذا العام بقضايا مهمة تخص المرأة يأتي انعكاسا لأن الدراما إحدى الأدوات المهمة لإحداث التغيير بالتركيز على صورة المرأة الجديدة، التي ترغب السياسات الثقافية الجديدة في إبرازها.

ورأت الدكتورة هويدا مصطفى العميد الأسبق في كلية الإعلام بجامعة القاهرة أن “دراما رمضان اهتمت هذا العام بتقديم نماذج واقعية وفئات متعددة ومختلفة خارجة عن الصور النمطية وإبرازها، فرأينا المرأة في الطبقات الشعبية والمتوسطة والعليا وفى الريف والصعيد فضلا عن معالجة ظواهر ومشاكل اجتماعية مهمة كميراث المرأة ومشاكل العلاقات الزوجية والأسرية كقضية الطلاق وأزمة منتصف العمر”.

وتابعت في تصريحات محلية “جاءت الصورة إيجابية وواقعية وكان البعض من النماذج يتسم بالقوة والإرادة وتحمّل المسؤولية والطموح ومواجهة المعوقات سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو الموروثات والتقاليد والعادات السلبية، وبذلك خرجت الدراما عن الأدوار النمطية للمرأة. فالنماذج المقدمة تعبر عن سمات المرأة المصرية التي تعرف بالصبر والقدرة على مواجهة الصعاب وتحديها وتحمّل المسؤولية والرغبة في تأكيد الذات والإصرار على الوصول إلى مكانة متميزة ومحاربة الفساد والسعي لتحقيق العدالة ومحاربة السلبيات من العادات والموروثات المعوّقة للتطور والحياة بشكل إيجابي”.

14