السمراوات الجميلات من حولنا

حين يقول لك أحدهم “أبحث عن سمراء” في بلد معظم نسائه سمراوات، فإنك قد تشك بقواه العقلية. كان في إمكانه أن يدق على باب جيرانه فتخرج جارته السمراء ليمتع نظره في لون بشرتها.
ربما المفارقة التي اخترعها ناظم الغزالي مقبولة إلى حد ما حين غنى “سمراء من قوم عيسى مَن أباح لها/ قتل امرئ مسلم قاسى بها ولها”، فالمرأة المسيحية قد لا تكون سمراء دائما في الخيال الشرقي. وهو أمر مشكوك فيه.
غالبا ما يكتشف المرء أن زميلته الشقراء في العمل هي ليست كذلك في حقيقتها، ولكنها ستكون دائما محرومة من الغزل لأنها ليست سمراء.
صنع عبدالحليم حافظ أسطورة السمراء حين غنى “اسمر يا اسمراني/ مين قساك عليا/ لو تدري بهواني/ أنت اللي ليا” التي غنتها فائزة أحمد أولا من غير أن تظهر في فيلم “الوسادة الخالية” ومن ثم غناها حليم.
كانت لبنى عبدالعزيز هي السمراء في الفيلم، ولكن قبل فائزة أحمد وعبدالحليم حافظ كانت منيرة المهدية قد غنت “أسمر ملك روحي/ يا حبيبي/ تعالي بالعجل” وهي أغنية ظلت على القمة لأنها انسجمت مع إيقاع عصرها البطيء.
ولم ينته مفعول تلك الأغنية إلى أن غنى عبدالعزيز محمود “يا اسمر يا جميل/ يا بو الخلاخيل/ يلي المنديل/ راح ياكل من حاجبك حتة”.
ولو لم يظهر عبدالحليم حافظ لكان عبدالعزيز نجما، ولكن محمد قنديل هو الآخر ضرب ضربته حين غنى “جميل واسمر”.
تلك أغنية صنعت شهرة وصيتا لصاحب “يا حلو صبح/ يا حلو طل/ يا حلو صبح/ نهارنا فل”.
في الوقت نفسه غنى كارم محمود “سمرا يا سمرا مرة بمرة شغلني هواكي/ دمك خفة وتاج العفة شبكني معاكي”، في المقابل غنت شادية “أه يا اسمراني اللون/ حبيبي الأسمراني”.
وهكذا حدث التوازن. الرجال يفضلون المرأة السمراء والنساء يفضلن الشاب الأسمر، ولأن اسم “سمر” يعني المحادثات النسائية التي تتضمن الموسيقى العربية والشعر، فإنه يذكر باللون الأسمر وهو ما دفع المطرب والملحن العراقي رضا علي إلى أن يغني “سمر سمر يا سمر/ منك يغار القمر”، وفيها يقول “سمرا وسيعة عين عيني سمر/ حلوة وجمالك زين عيني سمر”.
أما حين يقول “عيني سمر وين تروح/ وأنت القلب وأنت الروح” فإنه ينهي حيرة محرم فؤاد وهو يقول “أبحث عن سمراء”.