الجزائريون يلغون المثل الشعبي "ما يسواش بصلة" لارتفاع سعر البصل

رمضان الحالي يوصف بأنه أحد أكثر الأشهر المكلفة ماليا في تاريخ الجزائريين.
الخميس 2023/04/13
فلان يسوى بصلة

الجزائر- ثارت موجة من الجدل والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر بسبب الارتفاع المشط في أسعار البصل. ووصل سعر الكيلوغرام الواحد من البصل إلى 350 دينارا جزائريا (2.6 دولار)، وهو سعر لا يختلف عن أسعار بعض الفواكه على غرار الفراولة والتفاح المحلي والبرتقال.

واقترح ساخرون إلغاء المثل الشعبي “ما يسواش بصلة (لا تساوي قيمته سعر حبة بصل)”، وهو مثل يشير عادة إلى تحقير شخص ما. وكتب معلق:

au___h@

بعدما وصل سعر البصل إلى 180 دينارا جزائريا تقرر رسميا إلغاء المثل الشعبي “مايسواش بصلة”.

وكتب حساب:

vivalalgerie7@

يواصلُ البصلُ خرجاته الغريبة.. ويكسر حاجز الـ300 دينار جزائري في أسواق الخضر والفواكه اليوم. إلى أين؟

وتهكم آخر:

AmerAdonis@

كنتم على مدى عقود من الزمن تنتقصون من قدره بقولكم “مايسواش بصلة”… حان وقت الانتقام.

وأشارت مغردة إلى الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية. وكتبت:

amina__mzr@

الشعب الجزائري كان نباتيّا، الآن سيصبح هوائيا لأنه حتى الماء صار يُباع. “صحّ فطوركم وسحوركم” يا قوم.

الجزائر تعد من أهم الدول العشرين المنتجة للبصل، ويبلغ معدل الإنتاج نحو 1.525 مليون طن

ويوصف رمضان الحالي بأنه أحد أكثر الأشهر المكلفة ماليا في تاريخ الجزائريين، بسبب الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية الأساسية، والتي حاولت السلطات كبحها من خلال اتخاذ عدة إجراءات، ولكن دون فائدة.

واقترح آخرون عكس المثل الشعبي من “فلان لا يسوى بصلة (قدر فلان لا يساوي سعر بصلة)” في إشارة إلى الحط من قيمة شخص ما إلى “فلان يسوى بصلة” كإشارة إلى قيمته العالية. وكتبت معلقة:

الضحى فاتنة

هناك مثل شعبي يقول “فلان مايسواش بصلة”…

حاليا ينعكس المثل إلى “فلان يسوى بصلة”.

واختلفت مبررات هذا الارتفاع في سعر البصل الذي تزامن مع تراجع الإنتاج في أهم دولتين مصدرتين في السوق العالمية، وهما الهند وباكستان، بسبب السيول والفيضانات التي ألحقت خسائر فادحة بمواسم البصل، ما أدى إلى ارتفاع سعره عالمياً.

وفي منشور له عن أزمة البصل أرجع الناشط مزاري عبدالرحمن ارتفاع سعره إلى “الخسائر التي تكبدها المزارعون في الموسم الماضي”، وشرح وجهة نظره قائلاً “في الموسم الماضي ارتفع الإنتاج ارتفاعاً كبيراً، ما جعل الأسعار تنخفض، ولم تكن غرف التبريد متوفّرة بالشكل اللازم حتى يتم تخزين الفائض من الإنتاج، ولذلك تعرّض المزارع لخسائر كبيرة”، وهو ما جعله يعزف عن زراعة البصل في هذا الموسم “حتى لا يتعرض للخسارة”.

الجزائر تأتي في المرتبة 13 عالمياً والثالثة عربياً بعد مصر والسودان، وتقدر المساحة المزروعة المخصصة لمادة البصل بـ49.896 هكتار

وعادة ما يعرف إنتاج البصل ذي الاستهلاك الواسع وفرة كبيرة، إذ شهد الموسم الماضي إنتاجاً وفيراً ومردودية كبيرة للبصل الأحمر، إلى درجة أن المزارعين عانوا الكساد وانخفاضاً في الأسعار وانكماش الطلب، فلم تتجاوز الأسعار 30 ديناراً للكيلوغرام.

وبحسب أرقام رسمية، تعد الجزائر من أهم الدول العشرين المنتجة للبصل، ويبلغ معدل الإنتاج نحو 1.525 مليون طن، وتأتي الجزائر في المرتبة 13 عالمياً والثالثة عربياً بعد مصر والسودان، وتقدر المساحة المزروعة المخصصة لمادة البصل بـ49.896 هكتار.

أما الناشط ياسين مشري فكتب:

Dr. Yacine Mecheri

المشكلة أكبر من ارتفاع أسعار البصل؛ المشكلة تكمن في غياب رؤية علمية لحاجيات السوق.

والإشكال الأكبر يكمن في القوانين التي جعلت المزارع لا يجرؤ على تخزين فائض إنتاجه خوفا من أن يطبق عليه قانون المضاربة، علما أن مئات الأطنان من البصل أصابها التلف.

كما يكمن في غياب جهاز يضبط ميزان العرض والطلب كنتاج لسياسة غلق السوق ومنع الاستيراد المنتهجة من طرف وزير التجارة المعزول.

المسألة تتجاوز البصل؛ المسألة مسألة عقليات لا تتناسب مع تسيير ملف قوت الجزائريين.

وربط الناشط خليل سميث، المهتم بالشأن الاقتصادي، الأزمة الحالية في الأسواق بالتضخم، وقال في منشور:

Khalil Smith

كيلو البصل بـ300 دينار جزائري!

تصحيح لبعض المفاهيم؛ نعاني من تضخم بسبب ندرة في السوق وهذا منطقي وليس التاجر من يزيد الأسعار.

في سنة 1946 شهدت هنغاريا واحدة من أسوأ حالات التضخم في التاريخ الحديث. بسبب الحرب العالمية الثانية والاضطرابات السياسية والاقتصادية التي أعقبتها، تعرضت البلاد لنقص حاد في السلع والخدمات وارتفاع كبير في الأسعار؛ حيث كانت الأسعار الغذائية تتضاعف كل 15 دقيقة وبلغت نسبة التضخم 1000 في المئة سنويا في بعض الأحيان مما أدى إلى انهيار اقتصاد دولة المجر.

هذا ما قد نعيشه مستقبلا.

اليوم أسعار الخضر والفواكه في ارتفاع مستمر خاصة البصل الذي بلغ سعره أمس 250 دينارا جزائريا، واليوم بلغ سعره 300 دينار وسيبقى في ارتفاع، وهذا يعود إلى ندرة في سوق المواد الغذائية والسياسة التقشفية التي اعتمدتها الدولة بمنع الاستيراد، وهذا نتيجة لوجود عجز في احتياطي الصرف من العملة الصعبة، وهذه السياسة منطقية لأنه لا يوجد بديل بالمعطيات الحالية للاقتصاد الجزائري من جهة، وعدم قدرة الإنتاج المحلي على تغطية السوق المحلية بالسلع والخدمات لعدة أسباب من جهة أخرى.

ملاحظة: أسعار البصل تشهد ارتفاعا كبيرا في مجموعة من الدول وليس في الجزائر فقط.

ويحاول معلقون التغلب على ارتفاع الأسعار في الجزائر بالسخرية والتنكيت. وقالت صفحة على فيسبوك:

Bouimane news

اجتهد البصل في الجزائر، حتى فرض انضمامه إلى عائلة الفاكهة، وأصبح يطلق عليه اسم #البصنان (البصل والبنان) لأنه يجمع بين الفاكهة والخضر، وتم تعديله وراثيا في مخابر التجار الجزائريين حيث وصل سعره إلى 300 دينار جزائري، هكذا يستطيع الجزائري أن يشتري كيلو بصل أثناء زيارة الأقارب أو عيادة المريض.

لا تيأس. كن مجتهدا مثل البصل. حتما ستصل.

5