علي بابا تلتحق بركب المنافسين على الذكاء الاصطناعي التوليدي

شنغهاي (الصين) - طرحت مجموعة علي بابا الصينية الثلاثاء نموذجها للذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو نسختها من التكنولوجيا المستخدمة لتشغيل روبوت الدردشة "تشات جي.بي.تي".
وقالت الشركة التي تسعى إلى اللحاق بركب المنافسين في هذه السوق، وفي مقدمتهم غوغل ومايكروسوفت، إن "هذه التكنولوجيا ستدمج في جميع تطبيقات الشركة في المستقبل القريب".
وجاء هذا الكشف في أعقاب إطلاق شركة سنس تايم مجموعة كبيرة من منتجات الذكاء الاصطناعي الجديدة هذا الأسبوع، وفي أعقاب نشر الحكومة مسودة قواعد تحدد كيفية إدارة خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي عرض توضيحي مصور، قام نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد الذي أطلق عليه اسم "تونغ يي تشيان ون" أو "الحقيقة من ألف سؤال”، بصياغة خطابات دعوة، وتحديد مسارات لرحلات مخططة، ونصح متسوقين بأنواع مساحيق التجميل الملائمة للشراء.
وسيتم دمج تونغ يي تشيان ون مبدئيا مع تطبيق دينغ توك للمراسلة في أماكن العمل التابع لشركة علي بابا، ويمكن استخدامه لتلخيص ملاحظات الاجتماعات وكتابة رسائل البريد الإلكتروني ومسودة مقترحات الأعمال. كما سيدمج مع تطبيق تي مول جيني، وهو المساعد الصوتي للمجموعة العملاقة في قطاع التكنولوجيا.
وقال الرئيس التنفيذي دانييل زانغ للحدث الذي تم بثه على الهواء مباشرة إن التكنولوجيا "ستحدث تغييرات كبيرة في طريقة إنتاجنا والطريقة التي نعمل بها والطريقة التي نعيش بها حياتنا". وأوضح أن نماذج الذكاء الاصطناعي مثل تونغ يي تشيان ون هي “الصورة الكبيرة لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر شهرة في المستقبل”.
وتخطط وحدة الحوسبة السحابية بالشركة لطرح التطبيق للزبائن كي يتمكنوا من صنع نماذجهم الخاصة وبدء التسجيل يوم الجمعة.
وذكرت مسودة القواعد التي نشرتها إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين أن بكين تدعم ابتكار التكنولوجيا ونشرها، لكن المحتوى الذي يتم إنشاؤه يجب أن يلتزم “بالقيم الاشتراكية الأساسية”، وكذلك القوانين الخاصة بأمن البيانات وحماية المعلومات الشخصية. وأضافت أن من يخالف القواعد قد يواجه غرامات أو تحقيقا جنائيا.
وتأتي القواعد المقترحة، والمطروحة للنقاش العام حتى العاشر من مايو المقبل، في الوقت الذي تبحث فيه الحكومات في جميع أنحاء العالم عن أفضل السبل لتنظيم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأثارت هذه التقنية التي برزت بقوة خلال الأشهر القليلة الماضية الكثير من القلق بشأن آثارها الأخلاقية وكذلك تأثيرها على الأمن القومي والوظائف والتعليم.
وحظرت إيطاليا الشهر الماضي مؤقتا تقنية تشات جي.بي.تي وهي عبارة عن روبوت للدردشة طورته شركة أوبن أي.آي الأميركية المدعومة من مايكروسوفت، والتي أطلقت شرارة سلسلة من الشركات التي تطور منتجات مماثلة.
ودعا رئيس تسلا إيلون ماسك ومجموعة من خبراء الذكاء الاصطناعي والمديرين التنفيذيين في الصناعة، في خطاب مفتوح يشير إلى المخاطر المحتملة على المجتمع، إلى التوقف لمدة ستة أشهر في تطوير أنظمة أقوى من جي.بي.تي – 4 التي أطلقتها أوبن أي.آي.
وقال تشارلي تشاي، المحلل في شركة 86 للأبحاث إن القواعد الجديدة لبكين من المحتمل أن تبطئ التقدم “في مقابل نشر أكثر تنظيما ومسؤولية اجتماعيا للتكنولوجيا”.
وأضاف أنهم “سيضعون أيضا عقبات أمام الشركات الأجنبية التي تتطلع إلى تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي في البلاد، بما يعود بالفائدة على الشركات المحلية".
وفرضت الصين منذ سنوات رقابة صارمة على الإنترنت، كما أن عمالقة التكنولوجيا لديها حريصون على اتباع الخط، لاسيما في الموضوعات التي تعتبر حساسة من الناحية السياسية.
ورفض روبوت الدردشة إيرني الخاص بمحرك البحث بايدو، أحد نماذج الذكاء الاصطناعي، أو روبوتات الدردشة العديدة التي كشفت عنها الشركات الصينية، الإجابة على أسئلة حول مثل هذه الموضوعات أو طُلب منها تغيير الموضوع.