الدقم (سلطنة عمان)- كثفت الحكومة العمانية جهودها نحو ترسيخ أسس الحياد الكربوني في القطاع الصناعي بعدما أعلنت عن مشروع جديد في قطاع الحديد في المنطقة الاقتصادية بالدقم يعتمد على تقليل الانبعاثات خلال عمليات الإنتاج.

ووقعت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة الاثنين على مذكرة تفاهم مع شركتين يابانيتين هما كوبي ستيل وميتسوي وشركائها المحدودة، لإنشاء مصنع للحديد المختزل بطاقة إنتاجية تقدر بنحو 5 ملايين طن من الحديد.

كما أبرمت الشركتان اتفاقية حجز أرض مع شركة ميناء الدقم ومذكرة تفاهم أخرى مع شركة مرافق لتزويد المشروع بالكهرباء والمياه.

وأكد رئيس الهيئة علي بن مسعود السنيدي على أن جلب هذا المشروع إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يمثل إضافة قيمة إلى مجموعة المشاريع العالمية المعدنية الكبيرة ومشاريع الطاقة المتجددة قيد التأسيس في المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية عن السنيدي قوله “ستسهم هذه المشاريع في استقطاب مجموعة من الصناعات والأعمال الأخرى متوسطة الحجم والمرتبطة بها، وستعزز قطاع صناعة الحديد في سلطنة عُمان”.

وأشار إلى أنها ستعزز القيمة المحلية المضافة من خلال دعم الشركات المحلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتوفير فرص العمل للشباب العُمانيّين. ويتميز المشروع بانخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون باستخدام تقنية ميدركس المثبتة تجاريا وفنيا في هذا المجال.

وتهدف كوبي ستيل وميتسوي من إنشاء المشروع إلى توفير أحد أفضل الحلول للتخلص من الكربون على المدى القريب في صناعة الحديد الصلب.

كما تسعيان إلى التخلص التام من الكربون باستخدام تدابير معيّنة تتمثّل في توسيع الطاقة الإنتاجية، والتحوّل إلى تقليل الهيدروجين واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه على المدى الطويل.

وبموجب الاتفاقية ستقوم الشركتان بإعداد دراسة للأعمال التفصيلية للبدء في إنتاج معادن حديدية تتميّز بانخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون فيها بحلول عام 2027، وسيتم توفير المنتج في الأسواق الآسيوية والعالمية والأسواق الأخرى مثل أوروبا وغيرها.

وتبذل مسقط جهودا كبيرة نحو استخدام مصادر أنظف للطاقة لتلبية المتطلبات الصناعية، وتحقيق التوجّه الإستراتيجي في استخدام الطاقة البديلة والموارد الطبيعية المستدامة.

وكانت الهيئة قد أبرمت في ديسمبر الماضي شراكة مع مجموعة جندال شديد باستثمارات تقدر بنحو 3 مليارات دولار لإقامة مصنع إنتاج الحديد الأخضر، وهو باكورة المشاريع في هذا المجال، وسيتم تشييده في منطقة الدقم.

وقال السنيدي حينها إن “المشروع يُعد الأول بهذا الحجم ومن المتوقع أن ينتج 5 ملايين طن من الحديد الأخضر عند اكتمال البنية الأساسية”. وتأتي هذه المشاريع ضمن أولويات رؤية “عُمان 2040″، وهو ما يخدم أيضا الإستراتيجية الحكومية الشاملة للاستثمار في الخفض من الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.

وخلال الأشهر الأخيرة سرعت مسقط خطواتها باتجاه تجسيد رؤيتها المستقبلية في مجال تخفيف الانبعاثات الضارة بتدشين أول منشأة لتدوير الكربون في المنطقة الحرة بمدينة صحار.

وافتتحت المنطقة في منتصف نوفمبر الماضي مصنع سانفيرا للكربون، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 600 ألف طن سنويا من الفحم البترولي المكلسن، ونحو 24 ميغاواط من الكهرباء سنويا عبر البخار المنتج.

والمصنع عبارة عن شراكة عُمانية – هندية ممثلة بالشركة العُمانية لتنمية الاستثمارات (تنمية) وشركة المتحدة للأعمال التجارية العمانية، من جهة، وشركة سانفيرا للصناعات المحدودة الهندية، من جهة أخرى.