حميدتي يعمل على تعزيز الاستقرار في أبيي بعد دارفور

مباحثات لإنهاء النزاعات والفراغ الإداري والحكومي في المنطقة الحدودية المضطربة.
الاثنين 2023/04/10
دفع للسلام على عدة جبهات

يبذل قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو جهودا حثيثة على عدة جبهات لضمان الاستقرار الأمني والاجتماعي في السودان، ما يهيئ الأرضية الملائمة لتنزيل الاتفاق السياسي المنتظر على أرض الواقع في ظروف جيدة تضمن نجاحه.

الخرطوم - يعمل نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) على تعزيز الاستقرار الأمني والاجتماعي في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها مع دولة جنوب السودان، بعد أن نجح في عقد مصالحات في إقليم دارفور تمثل لبنة لتسوية الخلافات العالقة بين الفرقاء في الإقليم المضطرب. وأشرف حميدتي الأحد على اجتماع اللجنة العليا للإشراف السياسي والإداري على منطقة أبيي لبحث سبل الدفع بحل الخلافات العالقة، ما يضمن الاستقرار الأمني والاجتماعي في المنطقة المتنازع عليها.

وجاء الاجتماع المشترك حول أبيي والذي عقد بالخرطوم بمبادرة من حميدتي وهو الثاني من نوعه لبحث الحلول المستدامة لقضية أبيي وتقديم المعالجات الضرورية للمجتمعات المحلية. وأكد حميدتي الذي يترأس اللجنة على “ضرورة استمرار التنسيق والتعاون بين السودان وجنوب السودان، لبناء الثقة وتبادل الآراء حول كيفية توفير أساس متين للحل النهائي لقضية أبيي".

وقال نائب رئيس مجلس السيادة في الاجتماع المشترك بين السودان وجنوب السودان حول أبيي بفندق السلام روتانا بالخرطوم الأحد إنه “بالرغم من الظروف الحرجة التي يمر بها السودان، إلا أن عقد الاجتماع كان أولوية تقديراً لحساسية قضية المنطقة والمعاناة الإنسانية التي تمر بها المجتمعات”، مبيناً أن ظروف السكان في أبيي لا تحتمل التأخير.

◙ الاجتماع المشترك حول أبيي جاء بمبادرة من حميدتي وهو الثاني من نوعه لبحث الحلول المستدامة للاستقرار

وأشار إلى "أهمية التوصل من خلال الاجتماع إلى نتائج إيجابية لوضع أبيي على مسار السلام العادل والمستدام". وأوضح أن "الروابط التاريخية المشتركة بين مجتمعات المنطقة والعلاقات الإستراتيجية التي تجمع السودان وجنوب السودان، كلها عوامل محفزة تسهم في إحراز تقدم حقيقي، يضمن مستقبلاً أفضل لسكان أبيي".

ودعا حميدتي إلى "تفعيل الآليات المشتركة وخلق البيئة المناسبة، التي تسهم في تعزيز الأمن والتنمية والاستقرار لمصلحة المجتمعات بالمنطقة”، مؤكداً على “أهمية مشاركة أصحاب الشأن ومواطني المنطقة لتعزيز العمل المشترك، وخلق بيئة مواتية للتعايش السلمي والاجتماعي وفتح المجال أمام الشرائح ذات الصلة من مجتمع المنطقة، خاصة الشباب والنساء، للاستماع إلى آرائهم، التي من شأنها المساهمة في تعزيز التعايش والاستقرار".

وطالب المجتمع الدولي بمزيد من التعاون والقيام بدور يتجاوز المساعدات الإنسانية إلى تنفيذ مشروعات تنموية تنهض بالمجتمعات المحلية، داعياً المجتمع الدولي وخاصة مكتب الأمم المتحدة بالسودان وجنوب السودان والمانحين إلى زيارة ميدانية.

وكانت منطقة أبيي تابعة لولاية غرب كردفان التي تم حلها بعد توقيع اتفاق السلام وسكانها مزيج من قبائل المسيرية العربية والزنوج وتعد في نفس الوقت جسرا بين شمال السودان وجنوبه. وأصبحت تبعية هذه المنطقة الغنية بالنفط محل نزاع بين الحكومة والحركة الشعبية.

ويدور الخلاف بين الشمال والجنوب في منطقة أبيي حول قبيلة المسيرية العربية التي يقول الجنوبيون إنها ليست مستقرة في أبيي، وإنما هي من القبائل الرحل التي تقوم بالانتقال إلى للرعي لمدة بضعة أشهر كل عام ثم تهاجر شمالا بقية العام.

لكن القبيلة العربية وكذلك الخرطوم تقولان إن أبيي هي أرض المستقر للمسيرية، وأن هذه القبيلة تهاجر شمالا بسبب الظروف المناخية التي تؤثر على المراعي ثم تعود إلى أبيي. ولم تحسم هذه القضية بين الشمال والجنوب، بينما يتمسك الأخير بعدم منح قبائل المسيرية حق التصويت.

وتعثرت مفاوضات بين جنوب السودان والسودان حول وضعية أبيي، فيما دخل الجانبان العام الماضي في نقاش جاد شمل بحث إمكانية تشكيل إدارة مشتركة، لكن التقلبات السياسية والأزمة التي تعيشها الخرطوم تسببت في توقف النقاشات.

ومن المتوقع أن يستأنف الطرفان النقاشات حول وضع أبيي بمجرد تشكيل حكومة مدنية، بينما يجري العمل على اتفاق سياسي بين القادة العسكريين والقوى المدنية لتشكيل حكومة يقودها المدنيون في الخرطوم. ويأتي الاعتناء بمنطقة أبيي الآن بعد مساع بذلها قائد قوات الدعم السريع في دارفور أفضت إلى وضع لبنة الاستقرار النسبي في الإقليم المضطرب وفتحت أبواب الحوار بين الفرقاء بدل الاقتتال.

◙ انتقادات للسلطة الانتقالية في السودان بعد ذهابها بتوزيع الغنائم السياسية لاتفاق جوبا عبر إدماج الحركات في هياكل السلطة

وشكلت مبادرة "غرب دارفور للتعايش السلمي وبناء السلام" التي قادتها قوات الدعم السريع بالتعاون مع الروابط الشبابية في شرق الوادي بمحلية الجنينة ومشاركة الإدارات الأهلية في غرب دارفور، نقطة انطلاق للبناء عليها مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ولايات غرب دارفور، بعد أحداث دامية راح ضحيتها المئات من المواطنين ونزوح مئات الآلاف منهم.

واستفادت قيادة الدعم السريع من علاقاتها القبلية الواسعة وقوتها العسكرية التي لعبت دورا في مواجهة الانفلات الأمني المتكرر في الإقليم في السنوات الماضية، مع توسع الانتشار العسكري في دارفور وتولي قوات الجيش مهمة تأمين العاصمة الخرطوم.

وساعد انخراط حميدتي في المفاوضات الطويلة التي جرت مع الحركات المسلحة في أثناء اتفاق جوبا على دعم العلاقة أيضا مع الحركات المسلحة التي تعد ضلعا ثالثا في معادلة الإقليم، إلى جانب الإدارات الأهلية والقوة الأمنية النظامية. وعقد حميدتي في أغسطس الماضي لقاءات مع مكونات متباينة في غرب دارفور، ناقش خلالها العديد من القضايا الحيوية، وتم التوصل فيها إلى تفاهمات أسفرت عن وقف الحرب ومنع نزيف الدم وتوسيع رقعة الاتفاق والتصالح.

ويوجه العديد من أصحاب المصلحة في دارفور انتقادات للسلطة الانتقالية في السودان، والحركات المسلحة، بعد أن ذهبت باتجاه توزيع الغنائم السياسية لاتفاق جوبا عبر إدماج الحركات في هياكل السلطة، دون أن تمضي في طريق تحسين الأوضاع في الإقليم الذي شهد توترات موسعة، وجعل تجميد ملف الترتيبات الأمنية باتفاق جوبا للسلام وتعثر تشكيل القوة العسكرية المشتركة مساعي قوات الدعم السريع تدور في فلك الجهود الفردية، والتي تريد توفير شبكة أمان متينة للاستقرار في الإقليم.

 

• اقرأ أيضا:

          تهدئة واسعة على الحدود السودانية

2