ميقاتي يغسل أيدي حماس من صواريخ الجنوب على إسرائيل

بيروت - أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن عناصر "غير منظمة وغير لبنانية" أطلقت الصواريخ على إسرائيل، الخميس "كردة فعل على العدوان الاسرائيلي" على الأراضي الفلسطينية، في محاولة لإبعاد التهمة عن حركة حماس، التي يزور رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية بيروت، بالوقوف وراء التصعيد.
وقال ميقاتي خلال استقباله زوارا بمناسبة "عيد الفصح" لدى الطوائف المسيحية، وفقا لبيان صادر عن مكتبه الإعلامي "تبين من التحقيقات الأولية التي قام بها الجيش اللبناني أن مَن قام بإطلاق الصواريخ ليست جهات منظمة، بل عناصر غير لبنانية، والأمر كان ردة فعل على العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة".
وكان الجيش اللبناني قد أعلن السبت، العثور على صواريخ في جنوب لبنان أعدت للإطلاق وأنه يجري العمل على تفكيكها.
وشدد على أن "لبنان يرفض مطلقا أي تصعيد عسكري من أرضه واستخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات تتسبب بزعزعة الاستقرار القائم".
والخميس، أُطلق أكثر من 30 صاروخا من جنوبي لبنان تجاه شمالي إسرائيل، قابله قصف إسرائيلي استهدف مناطق مفتوحة في محيط الأراضي اللبنانية التي انطلقت منها الصواريخ، من دون خسائر بشرية.
ولم تتبنّ أي جهة مسؤولية إطلاق الصواريخ من جنوبي لبنان، لكن متحدث عسكري إسرائيلي قال عبر تويتر إن حركة حماس الفلسطينية في لبنان، وليست جماعة حزب الله اللبنانية، هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ.
وتسيطر جماعة حزب الله على الوضع الأمني في جنوب لبنان حيث توجد عدة مخيمات تستضيف لاجئين فلسطينيين وفصائل مسلحة.
وتقع المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ ضمن مناطق نفوذ حزب الله، العدو اللدود لإسرائيل، في جنوب لبنان.
وأحصت إسرائيل إطلاق 34 صاروخا على الأقل من جنوب لبنان باتجاهها، سقط خمسة منها في مناطق سكنية وأوقع إصابة خلال الأسبوع الماضي.
وردا على ما يثار بشأن غياب الحكومة عن التطورات الأخيرة، أشار ميقاتي إلى أنه يعالج مسألة الأحداث في جنوب لبنان على حدود إسرائيل دون صخب إعلامي.
وقال إنه "منذ اللحظة الأولى لبدء الأحداث في الجنوب، قمنا بالاتصالات اللازمة مع جميع المعنيين، ومع الجهات الدولية الفاعلة بعيدا عن الأضواء؛ لأن هذه المسائل لا تعالج بالصخب الإعلامي أو بالتصريحات".
وأشار إلى أنه أوعز إلى وزارة الخارجية بالتحرك على خط مواز وإجراء الاتصالات المناسبة، لافتا إلى أنه "خلال الأزمة (الخميس) عقد اجتماعا مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو وطلب منه الضغط على إسرائيل لوقف أي عمليات تؤدي إلى مزيد من التوتر في جنوب لبنان".
وكانت الخارجية قد حذرت في الشكوى من "خطورة وتداعيات الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية في القدس الشريف وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة".
وأكد ميقاتي أن "العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والانتهاك المتمادي للسيادة اللبنانية أمر مرفوض، وقدمنا شكوى جديدة بهذا الصدد إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن الدولي".
وأوضح أن "الهجوم الإسرائيلي على المصلّين في جامع الأقصى وانتهاك حرمته أمر غير مقبول على الاطلاق ويشكل تجاوزا لكل القوانين والأعراف ويتطلب وقفة عربية ودولية جامعة لوقف هذا العدوان السافر".
ومنذ أيام، تعتدي الشرطة الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمصلين والمعتكفين فيه، مما أحدث موجة غضب بين الفلسطينيين بالإضافة إلى دعوات عربية وإسلامية إلى وقف تلك الاعتداءات.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل بكثافة على تهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، ويتمسكون بالمدينة عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للقدس عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981.
وعلى صعيد آخر، التقى الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ونائبه الشيخ صالح العاروري والوفد القيادي للحركة، وفق بيان أصدره الحزب اللبناني، الأحد، وبحث الطرفان "جهوزية محور المقاومة وتعاون أطرافه" في منطقة تشهد توترا وتصعيدا عسكريا.
وخلال السنوات الماضية، زار هنية مرات عدة لبنان، حيث عادة ما يلتقي نصرالله.
وتشهد المنطقة توترا متصاعدا عقب اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، ليل الثلاثاء الأربعاء، واعتقالها نحو 350 فلسطينيا تحصنوا فيه خلال شهر رمضان.
ويعتكف مسلمون عادة خلال هذا الشهر في المسجد الأقصى لتأدية الصلاة ليلا.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ستنشر قوات إضافية من حرس الحدود بدءا من الأحد وسط المدن، بالإضافة إلى الوحدات التي تم استدعاؤها بالفعل في منطقة القدس ومدينة اللد.