هجمات وهجمات مضادة تزيد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين

القدس - تصاعد التوتر في الضفة الغربية والقدس السبت، عقب مقتل شقيقتين إسرائيليتين في هجوم بالرصاص في الضفة الغربية وعملية دهس في تل أبيب.
وزادت الهجمات، التي جاءت بعد ليلة من الضربات عبر الحدود في غزة ولبنان، من تصاعد حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في أعقاب مداهمات الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى قبل أيام.
وهددت التوترات بالتحول إلى صراع أوسع نطاقا حيث ردت إسرائيل على وابل من الصواريخ بقصف أهداف مرتبطة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة وجنوب لبنان، لكن القتال شهد حالة من الهدوء الجمعة.
ومع ذلك سلط الهجومان الضوء على الوضع غير المستقر بعد اضطرابات لعدة ليالي متتالية أثارت القلق في جميع أنحاء العالم ودعوات للتحلي بالهدوء.
الهجومان سلطا الضوء على الوضع غير المستقر بعد اضطرابات متتالية أثارت القلق ودعوات إلى التحلي بالهدوء
وفي الهجوم الأحدث دهست سيارة مجموعة من الأشخاص في شارع بالقرب من ممشى شهير للدراجات والمشاة في تل أبيب. وقالت الشرطة إن أحد أفرادها كان على مقربة من مكان الحادث وتمكن من قتل السائق بالرصاص عندما حاول سحب مسدس.
وذكر مصدر أمني إسرائيلي أن منفذ الهجوم عربي يحمل الجنسية الإسرائيلية من بلدة كفر قاسم.
وأظهر مقطع مصور نشرته رويترز بعد وقت قصير من الحادث سيارة بيضاء مقلوبة على عشب حديقة. وطوقت الشرطة المنطقة التي كانت تعج بمسؤولي التعامل الفوري مع الطوارئ.
وقالت خدمة إسعاف (نجمة داوود الحمراء)إن جميع القتلى والمصابين في هجوم تل أبيب من السياح الأجانب. وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني مقتل إيطالي وقال إن مواطنين آخرين ربما يكونون ضمن المصابين.
وفي وقت سابق لقيت شقيقتان إسرائيليتان 20 و16 عاما حتفهما بعد إطلاق النار على سيارتهما بالقرب من مستوطنة الحمرا اليهودية في غور الأردن. وأفادت الأنباء أن الشقيقتين تحملان الجنسية البريطانية أيضا وأن والدتهما أصيبت في الهجوم.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد زيارة موقع الهجوم مع وزير الدفاع يوآف جالانت “أعداؤنا يختبروننا مرة أخرى”.
وأثناء مطاردة الجنود للمهاجم، أمر نتنياهو بتعبئة جميع الوحدات الاحتياطية لشرطة الحدود وحشد قوات إضافية لمواجهة موجة الهجمات.
ونددت وزارة الخارجية الأميركية بالهجمات قائلة إن “استهداف المدنيين الأبرياء من أي جنسية أمر غير مقبول”. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من الهجمات التي وقعت الجمعة.
واعتبرت حركة حماس في قطاع غزة أن هجوم تل أبيب يأتي ” في سياق الرّد الطبيعي والمشروع على عدوان الاحتلال وحكومته الفاشية ضدّ المسجد الأقصى المبارك”.
وجاء التصعيد بعد صدامات عنيفة دارت الاربعاء في المسجد الأقصى بالقدس الشرقيّة بين مصلّين فلسطينيّين وقوّات الأمن الإسرائيليّة وتوعّدت في أعقابها فصائل فلسطينيّة بشنّ هجمات انتقاميّة.
وأطلق الخميس نحو 30 صاروخًا من لبنان باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى إصابة شخص وخلّف أضرارا مادية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنّه قصف ثلاث “منشآت” تابعة لحركة حماس في منطقة الرشيدية حيث يقع مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب صور في جنوب لبنان. وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها اسرائيل استهداف الأراضي اللبنانية منذ نيسان/أبريل 2022.
والسبت، دان الاتحاد الأوروبي الهجمات في إسرائيل وإطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه الدولة العبرية، ودعا إلى “ضبط النفس”.
و أكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) في بيان فجر الجمعة أن الطرفين “لا يريدان الحرب”، داعية إلى التهدئة.
وقالت مصادر فلسطينية الجمعة، إن وساطة مصرية وقطرية وأممية تواصلت مع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، من أجل منع التصعيد وفرض الهدوء.
وتصاعد العنف منذ مطلع العام الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعدما وصلت إلى السلطة في إسرائيل حكومة تعتبر من الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.
وأسفرت أعمال العنف منذ مطلع العام عن مقتل أكثر من 100 شخص معظمهم من الجانب الفلسطيني.
ومنذ بداية العام الجاري، قتل 91 فلسطينياً على الأقل و 18 إسرائيلياً بالإضافة إلى امرأة أوكرانية وإيطالي بحسب حصيلة وضعتها فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.