تصعيد إسرائيلي - فلسطيني من لبنان على وقع التوترات في القدس

تل أبيب تقصف جنوب لبنان ردّا على إطلاق صواريخ باتجاه الجليل.
الجمعة 2023/04/07
صواريخ فلسطينية من الجبهة الجنوبية

توسع نطاق التوتر الإسرائيلي - الفلسطيني ليشمل الجبهة اللبنانية التي تحتضن فصائل فلسطينية مسلحة، إلا أن محللين يقللون من شأن تدحرج الأوضاع إلى مواجهة شاملة في المنطقة.

القدس - قللت مصادر إسرائيلية ولبنانية من إمكانية انزلاق إسرائيل نحو حرب مع الفصائل المناوئة لها جنوب لبنان بعد تبادل إطلاق للنار بين الطرفيين سرعان ما تم تطويقه، وسط اتهامات إسرائيلية لحركة حماس بالوقوف وراء التصعيد.

ونادرا ما تطلق صواريخ من لبنان على إسرائيل، لكنها عادة ما تحدث أثناء التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية قولها “لن ندخل في حرب ضد لبنان لكن سيكون هناك رد”.

إيلي كوهين: ينبغي ألا يختبرنا أحد، سنتخذ جميع التدابير اللازمة
إيلي كوهين: ينبغي ألا يختبرنا أحد، سنتخذ جميع التدابير اللازمة

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها لكن متحدث عسكري إسرائيلي قال عبر تويتر إن حركة حماس الفلسطينية في لبنان، وليست جماعة حزب الله اللبنانية، هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ.

وتسيطر جماعة حزب الله على الوضع الأمني في جنوب لبنان حيث توجد عدة مخيمات تستضيف لاجئين فلسطينيين وفصائل مسلحة.

وتقع المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ ضمن مناطق نفوذ حزب الله، العدو اللدود لإسرائيل، في جنوب لبنان.

وكان حزب الله قد أدان في بيان صباح الخميس “قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام باحات المسجد الأقصى واعتداءاتها على المصلّين”.

وأبدى الحزب “تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة”، مؤكداً “وقوفه إلى جانبهم في كلّ الخطوات التي يتخذونها لحماية المصلّين والمسجد الأقصى وردع العدو عن مواصلة اعتداءاته”.

ولبنان وإسرائيل في حالة حرب رسميّا. وشهد لبنان صيف 2006 حرباً دامية بدأت بإقدام عناصر من حزب الله على خطف جنديين إسرائيليين. وقتل خلال الحرب 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 إسرائيليّا معظمهم جنود.

وقال مسؤولون إن صواريخ أُطلقت من لبنان على إسرائيل الخميس وإن إسرائيل ردت بإطلاق نيران المدفعية عبر الحدود، وسط تصاعد التوتر بعد اقتحام قوات من الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخا وسط سماع دوي صفارات الإنذار في بلدات بالشمال قرب الحدود، فيما أفاد مصدران أمنيان لبنانيان بوقوع هجومين على الأقل بعدة صواريخ.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نحو 30 صاروخا أُطلقت من لبنان، اعترضت الدفاعات الجوية نصفها، فيما سقطت خمسة بمناطق إسرائيلية. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن شخصا تعرض لإصابات طفيفة جراء شظايا.

وتأتي هذه التطورات فيما يقوم إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بزيارة إلى لبنان.

وفي بيان مكتوب وصفت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) الوضع بأنه “خطير للغاية” ودعت إلى ضبط النفس. وقالت إن رئيس القوة أرولدو لاثارو على اتصال بالسلطات من الجانبين.

وبعد وقت قصير من إطلاق المجموعة الثانية من الصواريخ، قالت مصادر أمنية لبنانية إن جنوب البلاد تعرض لإطلاق نيران مدفعية، وقال سكان إنهم سمعوا دوي انفجارات لكن لم ترد أنباء على الفور عن وقوع إصابات.

وخيم الهدوء الحذر على جنوب لبنان، إثر توقف القصف الإسرائيلي باتجاه الأراضي اللبنانية الجنوبية، بعد ظهر الخميس.

نادرا ما تطلق صواريخ من لبنان على إسرائيل، لكنها عادة ما تحدث أثناء التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية

وأعلنت قناة “المنار” المحلية التابعة لـحزب الله أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت “أكثر من 15 قذيفة ثقيلة من عيار 155 ملم على خلفية إطلاق دفعات من الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة”.

وتأتي هذه التقارير في وقت يتصاعد فيه التوتر بعد اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى في القدس هذا الأسبوع.

كما تتزامن التطورات مع احتفال إسرائيل بعيد الفصح. وأعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه سيجري تقييما أمنيا في أعقاب إطلاق الصواريخ من لبنان وأنه استدعى مجلس الوزراء الأمني المصغر لعقد اجتماع.

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين على تويتر “ينبغي ألا يختبرنا أحد، سنتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن بلدنا وشعبنا”.

وقال كوهين “في أول يوم من عيد الفصح، وبينما نجلس إلى طاولة العطلة مع أفراد الأسرة والأصدقاء، تواجه إسرائيل وابلا من الصواريخ من الشمال والجنوب”.

ويربط الوزير في تغريدته بين الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل من جنوب لبنان والتي أطلقت من قطاع غزة.

وضربت إسرائيل عددا من الأهداف في غزة بعد إطلاق صواريخ من القطاع في أعقاب اقتحام الأقصى الذي قوبل بتنديد عربي واسع النطاق.

وأشاد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية محمد البريم من غزة بالضربات الصاروخية من لبنان وربطها بما يحدث في الأقصى لكن دون أن يعلن المسؤولية عنها.

وقال “لا يمكن لأي عربي أو مسلم حر أن يصمت على استباحاته (أي المسجد الأقصى) بهذا الشكل الهمجي والبربري دون أن يدفع العدو ثمن عدوانه”.

وتصاعد العنف منذ مطلع العام الجاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعدما وصلت إلى السلطة في إسرائيل حكومة يمينية هي الأكثر تشددا في تاريخ البلاد.

محمد البريم: استباحة الأقصى لن تمر دون أن يدفع العدو ثمن عدوانه
محمد البريم: استباحة الأقصى لن تمر دون أن يدفع العدو ثمن عدوانه

وأسفرت أعمال العنف منذ مطلع العام عن مقتل أكثر من 100 شخص، معظمهم من الجانب الفلسطيني.

والخميس حمّل الجيش الإسرائيلي الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق صواريخ من لبنان نحو إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان إن “الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية عندما أُطلقت من داخل أراضيها قذائف صاروخية نحو إسرائيل، إطلاق تلك القذائف يعتبر حدثًا خطيرًا”.

وأضاف “الحديث عن حدث متعدد الجبهات لكن الفاعل والجهة التي أطلقت القذائف الصاروخية هي جهة حركة حماس الفلسطينية من لبنان”.

وأفاد البيان بأن “الجيش يفحص أيضًا إمكانية تورط إيران في هذا الحادث”، وأنه “في حالة جاهزية كبيرة، نسبة اعتراض الصواريخ (…) تدلل على تلك الجاهزية”.

وفي المقابل أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن “عدداً من الصواريخ أُطلق من محيط بلدات القليلة والمعلية وزبقين في قضاء صور باتجاه الأراضي الفلسطينية، ويقوم الجيش اللبناني بتسيير دوريات في المنطقة بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان”.

كما أعلن العثور على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ المعدّة للإطلاق في محيط بلدتَي زبقين والقليلة، وجرى تفكيكها.

وندّدت وزارة الخارجية الأميركية الخميس بإطلاق صواريخ من لبنان وقطاع غزة على إسرائيل بالتزامن مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

2