إدانات عربية ودولية لاقتحام القوات الإسرائيلية باحات الأقصى

القدس - عاد الهدوء الخميس إلى الحرم القدسي بعد صدامات عنيفة جرت ليلا بين مصلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت مئات منهم، إثر اقتحام الباحة من قبل يهود عشية عيد الفصح الذي يحتفلون به الأربعاء، ما خلف موجة من الانتقادات العربية والدولية مصحوبة بتحذيرات من تدهور الأوضاع في القدس.
وجاءت هذه المواجهات في أجواء من التوتر المتزايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وخصوصا خلال شهر رمضان الذي يعتكف فيه مسلمون عادة في المسجد الأقصى ويؤدون فيه الصلاة ليلا.
وأدانت جامعة الدول العربية “اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى” واعتبرته “عملا عدوانيا مرفوضا” في اجتماع طارئ الأربعاء.
وقالت وزارة الخارجية السعودية إن “المملكة تتابع بقلق بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، واعتقالها عددا من المواطنين الفلسطينيين”.
وأضافت الوزارة في بيان “المملكة إذ تدين هذا الاقتحام السافر، تعبّر عن رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوّض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية”.
وجددت السعودية “التأكيد على موقفها الراسخ في دعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.
ومن جانبها أدانت الخارجية المصرية بأشد العبارات الاقتحام، وما صاحبه من “اعتداءات سافرة أدّت إلى وقوع إصابات عديدة بين المصلين والمعتكفين بما فيهم النساء، في انتهاك لجميع القوانين والأعراف الدولية”.
وحمّلت مصر في بيان خارجيتها “إسرائيل مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي من شأنه أن يقوّض جهود التهدئة التي تنخرط فيها مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين”.
وطالبت الخارجية المصرية المجتمع الدولي “بتحمّل مسؤوليته في وضع حدّ لتلك الاعتداءات، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر”.
وفي السياق ذاته أدانت الخارجية الأردنية اقتحام الأقصى والاعتداء عليه وعلى الموجودين فيه، وطالبت إسرائيل بـ”إخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم القدسي الشريف فوراً”.
ونقلت الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها السفير سنان المجالي قوله إن الاقتحام “يعدّ انتهاكًا صارخًا وتصرّفًا مدانًا ومرفوضًا”.
وطالب المجالي إسرائيل “بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي الإنساني والكف عن جميع الإجراءات المستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها”.
وأثار اقتحام الشرطة الإسرائيلية للحرم القدسي سلسلة من الإدانات، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن دولته “ملتزمة بالوضع الراهن”.
وقال نتنياهو في بيان أن إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على “حرية العبادة وحرية الوصول (إلى المسجد) لجميع الأديان (…) ولن تسمح للمتطرفين العنيفين بتغيير هذا”. وبحسب نتنياهو هناك “إجراءات إسرائيلية للحفاظ على الوضع الراهن وتهدئة النفوس”.
وردا على اقتحام الشرطة للمسجد أُطلقت عدة صواريخ من شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “أُطلقت خمسة صواريخ من قطاع غزة على المناطق الإسرائيلية وتم اعتراضها جميعا بواسطة منظومة الدفاع الجوي”. وفي وقت لاحق شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات على قطاع غزة.
وتجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بعد الغارات الإسرائيلية فيما شن الطيران الإسرائيلي غارات مجددا. ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ.
ولم تسفر الغارات عن وقوع إصابات بحسب مصادر طبية. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال “سنضرب كل من يحاول إلحاق الأذى بنا”.
وأضاف خلال زيارته إلى موقع بطارية القبة الحديدية في الجنوب “سنجعله يدفع الثمن باهظا ويندم على تهديد المواطنين الإسرائيليين أو قوات الجيش”. أما الأمم المتحدة فعبرت عن “انزعاجها” من الأحداث.
وقال منسق المنظمة الدولية في الشرق الأوسط تور وينسلاند “صدمتني صور العنف داخل المصلى القبلي، إنني منزعج من الضرب الواضح للفلسطينيين على يد قوات الأمن الإسرائيلية”.
وأضاف وينسلاند “أرفض بشدة تخزين واستخدام الألعاب النارية والحجارة من قبل الفلسطينيين داخل المسجد”. ووصف المنسق إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بأنه “غير مقبول ويجب أن يتوقف”.
ودعت ألمانيا إلى تجنب التصعيد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية كريستوفر بورغر في مؤتمر صحفي “كلّ من له تأثير على الوضع لديه مسؤولية عدم صبّ المزيد من الزيت على النار وبذل كل ما في وسعه لتهدئة الوضع”.
وتصاعد العنف منذ مطلع العام الجاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعدما وصلت إلى السلطة في إسرائيل حكومة يمينية هي الأكثر تشددا في تاريخ البلاد.
وأسفرت أعمال العنف منذ مطلع العام عن مقتل أكثر من 100 شخص، معظمهم من الجانب الفلسطيني.