انتحال الأسماء.. معضلة وسائل الإعلام التي ترفض الدفع لتويتر

اختفاء شهادة الحساب الرسمي لـ"نيويورك تايمز" يأتي غداة إطلاق تويتر برنامج ترخيص جديد.
الثلاثاء 2023/04/04
مشهد إعلامي ضبابي

واشنطن - انتحل المنتج والكاتب الأميركي بيل أوكلي الاثنين، صفة “نيويورك تايمز” على تويتر بعد أن خسرت الصحيفة علامة التوثيق الذهبية بسبب رفضها الدفاع مقابل الاشتراك بها.

وغيّر أوكلي صورتي واجهة حسابه الموثق بالعلامة الزرقاء، واستبدلهما بشعار الصحيفة الشهيرة، وهو يملك قرابة 61 ألف متابع.

ونشر المنتج والكاتب التلفزيوني الذي عُرف من خلال سلسلة “ذا سمبسونز”، عدّة تغريدات ساخرة للترويج لموقعه على الإنترنت، بعد انتحاله اسم “ذا نيويورك تايمز” والتي يملك حسابها الرسمي قرابة 55 مليون متابع، وذلك بعد الضجة التي أثيرت حول مسألة رفض مؤسسات إعلامية الدفع لتويتر قابل توثيق حساباتها.

وخسر الحساب الرسمي لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية على موقع تويتر الأحد العلامة الذهبية المخصّصة لتصديق حسابات الشركات، وذلك بعد تغريدة لإيلون ماسك اتّهم فيها الصحيفة الرافضة لدفع بدل مالي مقابل الاحتفاظ بهذه العلامة، بممارسة “دعاية” مبتذلة.

وأتت خسارة “نيويورك تايمز” لهذه العلامة في أعقاب تغريدتين نشرهما مالك موقع التدوينات القصيرة ماسك ووصف فيهما المعلومات المنشورة في الصحيفة بـ”دعاية ليست حتى مثيرة للاهتمام” ونعت فيها شريطها الإخباري بـ”ما يعادل على تويتر إسهالاً لا يُقرأ”.

وكتب ماسك في تغريدة “تعتبر نيويورك تايمز منافقة بشكل لا يصدق هنا، لأنها عدوانية للغاية بشأن إجبار الجميع على دفع اشتراكهم”.

وتابع “المأساة الحقيقية لنيويورك تايمز هي أن دعايتها ليست مثيرة للاهتمام، كما أن تقاريرها تشبه الإسهال على تويتر.

وأضاف ماسك “سيكون لديهم متابعون حقيقيون أكثر بكثير إذا نشروا أهم مقالاتهم فقط والأمر نفسه ينطبق على جميع الصحف”.

كما يأتي اختفاء شهادة الحساب الرسمي لليومية الأميركية غداة إطلاق تويتر برنامج ترخيص جديداً لن يحصل بموجبه أصحاب الحسابات على شهادة بذلك إلا مقابل بدل مالي.

ويعتزم تويتر تحصيل ثمانية دولارات شهرياً من الأفراد مقابل هذه الشهادة، وترتفع هذه القيمة إلى 11 دولاراً إذا ما مرّت عبر متجر آبل للتطبيقات، في حين تصل كلفة الشهادة للشركات إلى ألف دولار شهرياً.

وردّاً على سؤال لوكالة فرانس برس، أكّد متحدّث باسم نيويورك تايمز أنّ الصحيفة ما زالت ترفض “الدفع للحفاظ على تصديق حساباتنا الرسمية”، كما أنها لن تعوّض صحافييها الراغبين بدفع بدلات مالية مقابل تصديق حساباتهم الخاصة إلا إذا كان ذلك “ضرورياً لعملهم”.

الحساب الرسمي لصحيفة "نيويورك تايمز" على موقع تويتر خسر العلامة الذهبية المخصّصة لتصديق حسابات الشركات

وفي الوقت الحالي، ليست هناك أيّ وسيلة إعلام أميركية أو أجنبية أخرى، ولا أيّ شخصية ممّن أعلنت أنها لن تدفع للحفاظ على شهادة حسابها، مثل لاعب كرة السلة ليبرون جيمس، خسرت علامتها الزرقاء أو الذهبية.

وقد سخرت العديد من المؤسسات الإعلامية من هذه الفكرة، ومن هؤلاء سي.إن.إن، ولوس أنجلس تايمز، وواشنطن بوست، وبوليتيكو وفوكس.

وأخبرت صحيفة لوس أنجلس تايمز الموظفين أن تويتر “ليس موثوقا كما كان من قبل”، وأنه “لن يدفع للتحقق من مؤسستنا” على تويتر.

ونفس الشيء قالته لوس أنجلس تايمز، ورفضت دفع أي مبالغ مقابل علامة التوثيق الزرقاء.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إنها “لن تدفع مقابل خدمة تويتر بلو كمؤسسة أو نيابة عن صحافيينا”، لأنه “من الواضح أن علامات التحقق التي تم التحقق منها لم تعد تمثل السلطة والخبرة”.

بالإضافة إلى ذلك، قالت بوليتيكو إنها لن تدفع مقابل هذه الخدمة. وورد في مذكرة مرسلة إلى موظفي صحيفة بوليتيكو أنها لن تدفع لطاقم عملها مقابل شارات التوثيق الزرقاء على تويتر.

5