الممثلون الأطفال نجوم الدراما السورية هذا العام

دمشق- تأتي المسلسلات الرمضانية كل عام لتكشف عن وجوه جديدة تمتلك قدرات كبيرة في التمثيل، ويحجز البعض منها مكانا له منذ أدواره الأولى ضمن نجوم الدراما.
هذا العام، أضاءت موهبة الأطفال في التمثيل عالم الدراما السورية التي تميزت في الموسم الرمضاني الحالي، فألفت الشاشة وجوههم واستطاعوا لفت الانتباه منذ المشاهد الأولى لهم من خلال تجسيد أدوار أضافت إلى أحداث الأعمال المعروضة نكهة مميزة بعفوية صادقة أقنعت الجمهور ووصلت إلى وجدانه.
وكسر أطفال الدراما السورية هذا العام الصورة النمطية في التعامل السطحي مع الممثلين الأطفال الذين دأبوا على المشاركة في المسلسلات كلون تزييني طفيف يضاف إلى بقية الأدوار الفاعلة والمؤثرة في العمل الدرامي، كما أثبتوا أنفسهم كقدرات ومواهب تلعب أدوارا رئيسية وتقف في صفوف البطولة، وليست مجرد “كومبارس” يحظى بظهور سريع هذه الأعمال.
وصقل هؤلاء الأطفال المبدعون شخصياتهم بمهارة بدءا من الإماءات في حركة الجسد والتعبير عن المشاعر الوجدانية التي تعتري الشخوص الدرامية بنظراتهم البريئة، فأثّروا في التكوين الجمالي للأعمال، ما أدى إلى تكامل في السلوك الشخصي للطفل مع عناصر المشهد والممثلين المشاركين، كونه استطاع أن يخرج ما في داخله من طاقات إبداعية من جهة وتنمية إحساسه بالجمال وتذوّقه الحس الفني من جهة ثانية.
وتميز الأطفال المشاركون في مسلسل “مربى العز” وهم سيزار عبدالقادر بشخصية “مناع” الذي أكمل دوره عندما كبر الفنان محمود نصر، وجاد شمسو بشخصية “فارس” الذي تقاسمها مع الشاب حسن خليل، والطفل الأصغر سنا في هذا العمل محمد الشيخ رجب بشخصية “زين” الذي أكملها الممثل جبريل حسام.
وتمكنت مخرجة العمل رشا شربتجي من اكتشاف إمكانيات الأطفال الثلاثة وإدارة دفة مواهبهم وحضورهم لترجمة مشاعرهم أمام عدسة كاميرتها، وكسر حاجز الخجل والرهبة لديهم، بأسلوب أضاف إلى العمل بصمة طفولية مميزة تم توظيفها في خدمة المشهد، ما لفت الأنظار إليهم، وهو الأمر الذي يعد من أصعب المهام الإخراجية.
وبالرغم من أن العديد من هذه المواهب ما زالت تشق طريقها في عالم الدراما استطاع اليافع ربيع جان أداء دور من عدة مشاهد قليلة في مسلسل “الزند” إلا أنها احتلت البطولة في الحلقة الأولى للعمل، حيث راهن مخرج العمل سامر البرقاوي على أدائه لشخصية “عاصي” التي أكملها النجم تيم حسن، وكان على قدر كاف من المسؤولية ونجح في الرهان عليه.
كما شاركت الطفلة يارا إدريس هذا الموسم بأكثر من عمل فتميزت بدورها لشخصية “ميرا” ابنة المحقق ورد الذي يؤديه الفنان محمد الأحمد في مسلسل “مقابلة مع السيد آدم” للعام الثاني على التوالي، إضافة إلى دورها في عدة مشاهد باسم “شمس” في مسلسل “الزند” التي تكمل أداء الشخصية عندما تكبر الممثلة رهام قصار، ما جعلها وجها طفوليا يحفر صورته في ذاكرة المخرجين والمشاهدين.
وحلت الطفلة ساندي ضحية ابنة الفنانة جيني إسبر ضيفة على مسلسل “صبايا” بجزئه السادس كأول تجربة تمثيل لها، ولم يكن الدور غريبا عليها فأدت شخصية ابنة “ميديا”.
ومنذ بداية ظهور الدراما السورية برزت على الواجهة وجوه أطفال يحملون موهبة التمثيل والحضور من مختلف الأعمار، بعضهم ترك بصمة خلفه وحجز مكاناً له في مستقبل الدراما وبات نجماً لامعاً فيها، منهم الفنانون ربا وروعة السعدي، جفرا يونس، أدهم الملا، ماسة الجمال، سليمان رزق، مؤيد الخراط وفادي الشامي وغيرهم.