"رواد".. معرض يستعيد تجربة مؤسسي الفن الحديث في لبنان

المعرض يضم أعمال عمر الأنسي، مصطفى فروخ، قيصر الجميل، وصليبا الدويهي الذين ساهموا في تحديث الفن اللبناني.
السبت 2023/04/01
لوحة من تجربة الفنان مصطفى فروخ

بيروت - يستعيد معرض “رواد”، الذي استضافته الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، ذاكرة أربعة فنانين كانوا من أوائل المؤسسين للحداثة الفنية في لبنان، بدأت مطلع القرن العشرين وامتدت عقودا من الزمن، ثم تطوّرت وتنوّعت وصولا إلى ما نشهده اليوم من فنون تشكيلية محلية بلغ انتشارها وشهرتها المنطقة العربية والعالم.

يضمّ المعرض أعمالا لروّاد النهضة الفنية اللبنانية، التي تُعرف بـ”المدرسة الانطباعية اللبنانية”، التي بدأت ملامحها مع الفنان داود قرم أواخر القرن التاسع عشر وبرز من مؤسّسيها الأوائل حبيب سرور، واشتهرت منها أسماء عديدة، اختير أربعة منها فقط للمعرض، هم عمر الأنسي، مصطفى فروخ، قيصر الجميل، وصليبا الدويهي.

ساهم هؤلاء الروّاد في تحديث الحركة الفنية التشكيلية في لبنان، كلّ بطريقته، وحاول كل منهم التجديد في الفن المحلي، وبناء تجربة خاصّة به، لكنهم جميعا نقلوا ما تمكنوا من الاطلاع عليه في المدارس الفنية الأوروبية، وتياراتها المختلفة لتكون بداية التغيير والتحديث في التشكيل اللبناني.

أول الفنانين الذين يستعيد المعرض تجربتهم هو عمر الأنسي المولود في بيروت سنة 1901، وهو الذي ساعد على خلق الرسم الأيقوني اللبناني، فرسم المناظر الريفية متأثرا بثقافته العميقة المتأتية من نشأته في عائلة متعلمة تجمع بين علم الصيدلة والسياسة والفن التشكيلي. وهو يعد أيضا من الأسماء الشهيرة في المدرسة الانطباعية اللبنانية.

ومن الفنانين المشاركة أعمالهم في المعرض مصطفى فروخ، وهو من مواليد بيروت سنة 1901، تخصص في أكاديمية “ريجيا” للفنون الجميلة في إيطاليا، وتخرج فيها سنة 1927، ثم انتقل إلى باريس لينغمس في تيارات الفنون المنتشرة على يد بول أميل شاباس، وجان لويس فوران، وأمثالهما. وخلال وجوده في أوروبا، عرض فروخ أعماله في صالونات باريس، كما سافر إلى إسبانيا ليكتشف شغفه في فن العمارة الأندلسي. وكل ذلك انعكس على أسلوبه الفني.

Thumbnail

شملت مواضيع أعماله العمل والجسد البشري والتأمل، كما ركز اهتمامه على الطبيعة، على غرار الانطباعية الأوروبية، فكانت طبيعة لبنان رافدا أساسيا لأعماله.

ثالث الفنانين المحتفى بهم، هو قيصر الجميّل المولود سنة 1898، وهو من الجيل الثاني للفنانين اللبنانيين الحديثين، تميّز برسم المناظر الطبيعية والحياة الساكنة، باستخدام الزيت أو الماء أو الباستيل. وقد تأثّر بالانطباعية الأوروبية التقليدية.

يعود لهذا الفنان الفضل في تأسيس البنية التحتية للفنون البصرية، كعضو مؤسس في “لجنة الصداقة للمتاحف والمواقع الأثرية” سنة 1923، ومن خلال تدريسه في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة سنة 1937.

عرض الفنان أعماله داخل لبنان وخارجه، ونال جائزة أولى في معرض كولونيال في باريس سنة 1930.

أما رابع الفنانين الذين يستعيد المعرض تجربتهم فهو صليبا الدويهي (1915 – 1994)، والذي عرف بالرسم على الزجاج، حيث كان يرى أن الألوان على الزجاج أكثر توهّجا منها على “الكانفا”.

ومع ابتعاده عن النمط اللبناني التقليدي في الرسم، بدأ الغوص في عالم التبسيط، فاستخدم ألوانا زرقاء وحمراء وصفراء مشبعة، وخلق أشكالا بسيطة لعرض الجبال والوديان والقرى والأبنية ومشاهد طبيعية، اشتهر منها “وادي قاديشا”.

14