العراق يلاحق ترويج المخدرات عبر الإنترنيت

بغداد - أوصت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، بتشديد الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكشف عمليات الترويج لآفة المخدرات، في خطوة تهدف إلى تحجيم الظاهرة الخطيرة المتفشية في المجتمع، وملاحقة المتاجرين بها.
ونشطت ظاهرة الترويج للمخدرات مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل تجار مخدرات يديرون العمليات بصفحات أغلبها وهمية.
ووفقا لمدير قسم العلاقات والإعلام للمفوضية سرمد البدري فإن "المفوضية عقدت أخيرا بالتنسيق مع الجامعة التكنولوجية، اجتماعا بشأن دور المؤسسات التعليمية في مكافحة آفة المخدرات".
وأوضح في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الأحد، أهمية "استثمار العالم الرقمي والتكنولوجيا الحديثة المتمثلة بانتشار مواقع التواصل الاجتماعي في مكافحة هذه الآفة، بدلاً من استخدامها في عمليات الترويج".
وشدد البدري على "ضرورة التنسيق مع الجهات الأمنية ذات العلاقة لتشديد الرقابة على هذه المواقع، والكشف عن المحتويات السيئة لها التي قد تسبب بشكل أو بآخر انتشار المخدرات".
وأكد أن "المرحلة الحالية تتطلب أن يكون للمؤسسات التعليمية كافة دور من أجل التثقيف على الحد من انتشارها ومكافحة آثارها بالمجتمع".
ودعا الجهات الحكومية والمجتمعية كافة إلى "تنفيذ برامج تربوية وتعليمية في المدارس والمعاهد والمراكز التأهيلية الخاصة بالمُدمنين، وتنظيم فعاليات وأنشطة للتوعية بمخاطر المخدرات، فضلاً عن استعراض القوانين والتشريعات الواردة في الدستور والمواثيق الدولية بهذا الشأن".
وتنفذ القوات الأمنية العراقية حملات يومية لإطاحة متاجري المخدرات، إذ ألقت السبت القبض على تاجرين اثنين في محافظة البصرة، بعد اشتباك مسلح معهما، وألقت القبض على 4 آخرين في منطقة شارع فلسطين ببغداد، وضبطت كميات من الحبوب المخدرة بحوزتهم، سبقها بيوم واحد اعتقال 7 تجار للمخدرات بمحافظة النجف جنوبا، بعمليتين نوعيتين بالمحافظة، وصادرت كميات من المخدرات والأسلحة كانت بحوزتهم.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد بحث، الأسبوع الماضي، مع وفد عشائري من بغداد، الظواهر السلبية بالمجتمع، ومنها المخدرات، مؤكدا أهمية أن يكون هناك دور للعشائر بمحاربتها.
واتسعت خلال السنوات الأخيرة تجارة المخدرات وتعاطيها في العراق الذي أصبح ممرا لها من إيران باتجاه عدد من الدول العربية، في ظل عدم ضبط الحدود.
وفي السنوات الأخيرة، صار العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، والتي تُهرَّب عبر الحدود من إيران، وأخيرا سوريا.
ونفّذت القوات العراقية خلال الأشهر الماضية، حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات المخدرات وتجارها في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من تجار المخدرات ومتعاطيها. كذلك، أسهمت بمحاصرة شبكات توريد المخدرات بشكل كبير.
وأعلنت مديرية شؤون مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية، منتصف الشهر الماضي، توقيف أكثر من 1400 متهم بتجارة المخدرات وترويجها وتعاطيها، ومصادرة نحو 63 طناً من المواد المخدرة خلال شهر واحد فقط، وهو يناير الماضي، وذلك في إحصائية هي الأولى من نوعها في العراق.
وأجملت مديرية مكافحة المخدرات العراقية في بيانها عملها خلال شهر يناير الماضي في بغداد والمحافظات، قالت فيه "استمراراً بملاحقة تجار المخدرات، وتفكيك شبكاتهم محلياً ودولياً، تمكنت المديرية العامة من تنفيذ عمليات نوعية، أسفرت عن إلقاء القبض على 1417 متهماً بتجارة وترويج ونقل وتهريب المخدرات".
والحصيلة الشهرية المعلنة هي الأولى من نوعها من حيث عدد المعتقلين بقضايا المخدرات والمواد المخدرة التي ضبطتها قوات الأمن العراقية خلال شهر واحد.
وسبق لوزارة الداخلية أن أصدرت بياناً أكدت فيه إلقاء القبض على 15 ألف متهم بتجارة المخدرات وترويجها وتعاطيها، وضبط كميات ضخمة من المخدرات خلال عام 2022 المنصرم.
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن تأسيس "قاعدة بيانات متكاملة عن طرق وأساليب ومناطق ودخول المواد المخدرة وأكثر المواد انتشارا في العراق".