علاء البابا فلسطيني يرسم المخيم ويحوله إلى مرسم كبير

المعرض يضم 48 لوحة فنية بأحجام مختلفة هي نتاج خمس سنوات من العمل في مشاريع فنية تناول فيها البابا مخيم الأمعري من جميع جوانبه.
الثلاثاء 2023/03/21
المخيم بأنامل علاء البابا يتحول إلى لوحة ترسم العلاقة بينهما

مخيم الأمعري (الضفة الغربية)- يقدم غاليري “زاوية” في الضفة الغربية تجربة حية لهواة الفن بإفساح المجال أمامهم للسير عبر أزقة مخيم الأمعري القريب من رام الله والتجول بين أعمال الفنان التشكيلي علاء البابا والتحدث معه داخل مرسمه في المخيم الذي ولد ونشأ فيه.

ويضم المعرض 48 لوحة فنية بأحجام مختلفة هي نتاج خمس سنوات من العمل في مشاريع فنية تناول فيها البابا (38 عاما) المخيم من جميع جوانبه.

وقال مدير الغاليري يوسف درّس “حبينا نعمل شيئا مختلف والتجربة تكون مسلطة على الفنان وعلى ساحة عمله، وهذه الفعالية الأولى من سلسلة معارض مفتوحة ستكون على مدار السنة”.

وأضاف “بدأنا بعلاء البابا وتواجده في المخيم هو شيء يضيف إلى التجربة الفنية، والزائر يمشي في أجواء المخيم وصولا إلى المعرض”.

◙ أعمال علاء البابا تركز على الحياة اليومية في المخيم، ويعيد من خلالها بناء تفاصيل المخيم من ناحية معمارية
أعمال علاء البابا تركز على الحياة اليومية في المخيم، ويعيد من خلالها بناء تفاصيل المخيم من ناحية معمارية

وتابع قائلا “سعينا إلى إتاحة تجربة جديدة كليا لمحبي الفن ومقتني الأعمال الفنية، وأن يكون هناك تعارف شخصي مع الفنان، وأن يروا المكان الذي ينتج فيه الفنان أعماله التي يركز فيها على المخيم بطرق مختلفة تعطي لونا وحياة وأملا في المخيم”.

وتأتي مبادرة غاليري “زاوية” ضمن مشروع أكبر يهدف إلى إلقاء الضوء على أعمال عدد من الفنانين في مراسمهم الخاصة من خلال سلسلة من المعارض تتخذ من مراسم الفنانين أمكنة للعرض.

وجاء في بيان للغاليري أن أعمال علاء البابا “تركز على الحياة اليومية في المخيم.. ويعيد الفنان من خلالها بناء تفاصيل المخيم من ناحية معمارية باستخدام ألوان صارخة تحمل رؤيته الشخصية وتجربته في المخيم الذي ترعرع فيه”.

وأضاف البيان “يتميز أسلوب البابا بالتراوح ما بين التعبيري والواقعي ويبرز المخيم في لوحاته عبر مقارنات ومقاربات مختلفة مع محيطه العمراني الحديث في إشارة إلى التحولات التي طالت المجتمع الفلسطيني التي يمكن ملاحظتها في العمارات والأبراج والإعلانات الدعائية الضخمة المجاورة للمخيم الذي حافظ على هويته عبر السنين”.

وأشار إلى أنه سيعمل على الترويج لهذه الأعمال من خلال شبكة علاقاته في رام الله ودبي، من أجل دعم الفنان وتحفيزه على الإنتاج وخلق شبكة تفاعل ما بينه وجمهوره وبيئته الحاضنة.

وقال الفنان علاء البابا فيما كان يقف وسط مرسمه “أشتغل منذ خمس سنوات على الشكل المعماري للمخيم بكافة تفاصليه وأعمل على إضافة ألوان زاهية إليه”.

وأضاف “اللوحات تتحدث عن نفسها وليست في حاجة إلى شرح أو توضيح، وأهدف إلى تغيير الفكرة النمطية بأن المخيم لونه رمادي والحياة فيه صعبة”.

ولفت إلى أن بعض اللوحات تتناول هويته الشخصية كأحد الذين ولدوا ونشأوا في المخيم قائلا “أشتغل على شخصيتي من خلال رمزية السمكة”. وأضاف “لماذا اخترت السمكة؟ لأني ابن الساحل، ووجودي في هذا المخيم أبعدني عن الساحل والمنطقة الساحلية”.

وتابع قائلا “الفكرة الأساسية انطلقت من أن الأمم المتحدة وزّعت علب سردين على السكان، والمخيم يشبه علبة السردين، والسمك الذي انتقل منها إلى بيئة افتراضية”.

يذكر أن الفنان علاء البابا، بدأ من مرسمه الصغير داخل مخيم الأمعري في العام 2010، وسرعان ما استطاع الخروج ببضعة مشاريع فنية فريدة كمشروع “مسار السمك” في العام 2016، ومشروع “عالحيط” الذي يعتمد فيه مرسمه كنواة أولى ينثر من خلالها الألوان والرسوم على جدران المخيم الباهتة.

ويستعد البابا للمشاركة بلوحاته التي تجسد المخيم والحياة فيه في معرضين فنين في هولندا والولايات المتحدة خلال الفترة القادمة.

لوحة

 

لوحة

14