عدوى التقنيات الكهربائية تنتقل إلى السيارات الخارقة

يلاحظ المتابعون لعالم السيارات انتقال عدوى التكنولوجيا إلى المركبات ذات المحركات الخارقة بعدما باتت الشركات الأميركية تستفيد من البرمجيات المتطورة للحفاظ على استمرار حروب القوة في هذه النوعية من المركبات والتي تبدو على أعتاب تحول أخضر.
نيويورك - ستعتمد شركات صناعة السيارات الأميركية على التكنولوجيا للحفاظ على استمرار حروب القوة الحصانية بين سيارات “العضلات” الكهربائية في تحول تكتوني عن المحركات الكبيرة الهادرة في الماضي.
ولعبت هذه النوعية من المركبات دورا مهما في الثقافة الأميركية من خلال الأفلام أو البرامج التلفزيونية مثل بوليت ودوقات هازارد، بينما تعمل أيضا بمثابة علامة تجارية أدت إلى زيادة المبيعات الأخرى.
وطالما هيمنت على هذه الفئة طرازات مثل موستانغ من شركة فورد موتور، ودودج تشارجر المملوكة لشركة ستيلانتيس، وشيفروليه كامارو التابعة لشركة جنرال موتورز.
ويقول مسؤولون تنفيذيون ومحللون في الصناعة إن هذا يتغير مع ظهور السيارات، التي تعمل بمحركات كهربائية ومحملة برقائق الكمبيوتر.
وقال مالك موقع مزادات السيارات دوغ ديمورو لوكالة رويترز “قد تكون بداية نهاية السيارة الخارقة، التي تعمل بمحرك يتكون من ثماني أسطوانات (في 8) والتي تعمل بالوقود”.
وأضاف إن “التمايز بين سيارات العضلات الكهربائية من السيارات العائلية العادية سوف يعود إلى معدات غريبة أو إضافات لا تمتلكها السيارات الأخرى”.
وتشير سيارات العضلات إلى الموديلات الأميركية ذات البابين الموجهة نحو الأداء، والتي تعمل بمحركات في 8 بقوة 400 حصان ترسل الطاقة إلى عجلاتها الخلفية، مما يساعدها على إخراج أوقات تسارع أقل من 5 ثوان من صفر إلى مئة كيلومتر في الساعة.
وابتداء من ستينات القرن الماضي، كان الصانعون الأميركيون، الذين يتطلعون إلى الاستفادة من الطلب الذي يحفزه عامل التجديد والولاء للعلامة التجارية، يستخدمون محركات ذات سعة كبيرة لمنافسين متنافسين في ذلك الوقت.
وظلت الشركات تعمل لكي تصل إلى إنتاج أكبر قدر من القوة في المحرك، وهو الاتجاه الذي استمر حتى منتصف القرن الماضي.
ومع ذلك، بدأ الطلب في التناقص التدريجي في السبعينات بسبب ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري وتضرر بشدة من الأسعار القياسية خلال حرب الخليج.
وأفسح ذلك الوضع حينها المجال لمنافسين يابانيين أصغر حجما وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود مثل هوندا موتور كو سيفيك، وتويوتا كورولا.
واستمرت مبيعات الطرز الخارقة في التدهور على مر السنوات التالية حيث تحول المستهلكون إلى الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي.
والآن أدى تركيز عصر السيارات الكهربائية على الكفاءة العالية والانبعاثات المنخفضة إلى زيادة المخاطر على الطرز ذات المحركات القوية بشكل أكبر حيث توفر التقنيات الكهربائية أوقات تسريع رائعة.
وقال سائق السباق بن كولينز الذي شارك في البرنامج البريطاني الشهير للسيارات “توب غير” إن “جميع المركبات الكهربائية تقريبا تتعامل مع نفس الشيء، إنها صلبة جدا وثقيلة لأنك لا تستطيع الهروب من حقيقة أن البطاريات ذات أوزان ثقيلة جدا”.
ومع قيام معظم الشركات بالتخلص التدريجي من سياراتهم التي تعمل بالوقود لصالح المتغيرات الكهربائية، فإن الصانعين، الذين كانوا يميزون في وقت سابق طرز قوية ذات محركات كبيرة سيعتمدون الآن على تحديثات البرامج والمراوغات لتحديد سياراتهم العضلية.
وأصدرت خلال الفترة الأخيرة كل من جنرال موتورز ودودج جداول زمنية للتوقف عن بيع سياراتها الخارقة، التي تعمل بالغاز واستبدالها بمتغيرات كهربائية سترتدي نفس الشارات.
ولن يتم تصنيع سيارات دودج تشارجر وتشالنجر القوية العام المقبل، بينما وضعت شيفروليه خططا لسيارة كورفيت كهربائية.
وسيترك هذا التحول إلى مجموعات نقل الحركة الكهربائية المزودة بالبرمجيات والتكنولوجيا السيارات الكهربائية الخارقة في مواجهة المنافسة من المركبات النظيفة الأخرى عالية الأداء التي تنتجها تسلا ولوسيد وريفيان، التي تعد أمازون أحد أكبر المستثمرين فيها.
وأعلنت علامات تجارية مثل بوليستار ومرسيدس – بنز عن ترقيات اختيارية للطاقة لسياراتها السيدان تعمل على تحسين التسارع والقدرة الحصانية الإجمالية عبر تحديثات برامج عبر الهواء (أو.تي.أي) المدفوعة.
وأشارت شركة دودج إلى أنها ستحول سياراتها الخارقة إلى منصة كهربائية، وتعمل على تمييز تلك الطرازات.
وقال رئيس العلامة التجارية تيم كونيسكيس لرويترز إن “دودج ستبيع مفاتيح تردد لاسلكي مادية للسائقين الذين يرغبون في ترقية سيارتهم”.
وأوضح أنها خطوة للتميز عن الشركات التي تصنع السيارات اليومية وتطرح عبر الهواء تحديثات لتحسين الميزات وإعطاء سياراتهم المزيد من القوة.
وأضاف “لن نبيعك عبر التحديث الجوي كما تعلم، مقاعد ساخنة، ولكن سنبيع لك ترقيات اتصال مباشرة للأداء والتعليق وأشياء من هذا القبيل، حيث يتعين عليك فعليا تغيير السيارة”.
وأطلقت دودج مفهوم تشارجر دايتونا إي.في خلال أغسطس الماضي مع ميزات لتقليد الشعور بقيادة مركبة تعمل بالوقود، والتي تجذب المتحمسين، بما في ذلك ملاحظة “العادم”، والقدرة على تغيير التروس، على عكس معظم السيارات الكهربائية.
وبينما قالت جنرال موتورز إنها كانت تستخدم برنامجا للحفاظ على تفاعل سياراتها مع الأداء، أكدت فورد، التي تبيع طرز دفع رباعي كهربائية تحمل نفس شارة موستانغ، إن تحديثات برنامجها باور – آب عبر الهواء تخلق “تجربة ملكية قابلة للترقية” بمرور الوقت.
وفي جوهرها، تعد سرعة وأداء السيارات الكهربائية من وظائف حجم البطارية، وتقييم قوة المحرك إلى جانب عوامل مثل الديناميكا الهوائية والوزن الذي يلعب دورا.
ويؤكد مسؤولون وأوساط الصناعة إن المستهلكين لا يحتاجون إلى الخوف بعد الآن من المستقبل بدون محركات تعمل بالوقود.
وقال نك رومان خبير السيارات في منصة يوتيوب إنه “من نواحٍ كثيرة، يتم التعامل مع السيارات الكهربائية مثل البعبع لعشاقها، كما لو كانوا يأتون لسحب محركات الاحتراق الداخلي الخاصة بك”.
وأضاف رومان، الذي يكتب في مجلة ريغيولر كار ريفيوز إن “السيارات الكهربائية هي ببساطة أحدث تطور في الصناعة. إنه تغيير. وبينما التغيير غير مريح، يجب أن يمثل تحديك أيضا”.