#خونه_الأوطان، هاشتاغ سعودي للرد على المتشددين الرافضين للتطور والانفتاح

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي السعودية موجة غضب بعد إعلان عقيد سعودي انشقاقه وداعية متشدد خروجه إلى “دولة آمنة”، واعتبر الناشطون أنها خيانة للوطن لا تبررها ادعاءات معارضة الانفتاح.
الرياض - تتواصل ردود فعل السعوديين الغاضبين على ما قيل إنه إعلان عقيد سعودي يدعى رابح العنزي من جهاز الأمن العام السعودي انشقاقه عن النظام السعودي بالإضافة إلى إعلان رجل الدين السعودي عماد المبيض مغادرته بلاده والتوجه إلى “دولة آمنة”.
ودشن ناشطون هاشتاغ #خونه_الأوطان، إثر نشر العنزي مقطع فيديو يعلن فيه “انشقاقه” عن جهاز الأمن العام السعودي بسبب ما أسماها “السياسات المتهورة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على الصعيدين المحلي والدولي”.
وحذر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ ممن أسماهم بـ”المتحزبين المتخندقين وراء جماعات الإرهاب والتطرف الذين يترقبون لإشعال نار الفتنة بفكر ظلامي متطرف تمكّن من عقولهم”. وقال في تصريحاته لبرنامج “هنا الرياض” على قناة “الإخبارية” السعودية مساء الأربعاء “إنهم يكذبون ويدلّسون ويغالطون ويستعملون جميع الوسائل في إلصاق التهم ظلما وعدوانا في كل من يريدون إيذاءه أو إسقاطه”. وأضاف آل الشيخ “هم صامتون لا يخرجون وإذا خرجوا هناك من يوقفهم، ولكنهم يمارسون ممارسات فردية تجاه من يريدون تصفيته”.
وظهر الداعية السعودي عائض القرني في مقطع فيديو عبر تويتر وهو يقول إن “خونة الأوطان (يتكلمون) بعقيدة الولاء”، وتابع “يسبّون القيادة والوطن والأمة، وخانوا الرسالة، (..) وتمردوا على الوطن..”.
وكتب في تغريدة:
واعتبر ناشطون أن رابح العنزي لم يربح لوطنه، بل خسر وطنه، وكتب أحدهم:
ويعتبر الداعية المبيض من المتشددين الرافضين لانفتاح المملكة رغم الأصداء الإيجابية في الداخل والخارج على التطور الكبير الذي تشهده البلاد في جميع المجالات.
ونشر المبيض في بداية مارس مقطع فيديو عبر حسابه بموقع تويتر قال فيه “اتقوا الله في أمر البلاد، وأصلحوا ما يحدث فيها من طمس لعقيدة الإسلام، وتبديل هوية الإسلام بهويات أخرى مغايرة”، وأضاف “هذه البلاد (السعودية) قامت على أساس العقيدة، وقامت على أساس دين الله وتطبيقه، وإن ما يحدث اليوم هو مخالف لما قامت على أساسه هذه البلاد”.
ووجه رسالة إلى رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ قائلا “اتق الله فيما ولاّك الله أمره، اتق الله في شبابنا وبناتنا، اتق الله في هذا الجيل”.
ولاحقا، نشر المبيض مقطع فيديو قال إنه “لتوضيح ما فهمه البعض بشكل خاطئ من الفيديو الأول”.
◙ السرورية تأسست على يد محمد سرور زين العابدين الذي كان من الإخوان المسلمين وانشق عنهم لاحقاً، ويسمى التنظيم أيضاً "السلفية السرورية"
وظهر في مقطع الفيديو الثاني، ليقول “ربما فهم البعض فهما خاطئا ما ذكرته في المقطع السابق، وأحب أن أوضح وأكد أن بلادنا وقيادتها وشعبها تنعم بخير عظيم وأمن وأمان ورخاء ونماء”.
ويجرم قانون مكافحة جرائم المعلوماتية في السعودية “إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي”.
ويعاقب من يقوم بذلك، بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفقا لـ”هيئة الخبراء التابعة لمجلس الوزراء السعودي”.
وما لبث أن أعلن المبيض الثلاثاء عبر تغريدة له في موقع تويتر عن مغادرته بلاده والتوجه إلى “دولة آمنة” من دون أن يفصح عن المزيد من التفاصيل.
وأثارت هذه التغريدة غضبا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقال مغرد:
وأضاف آخر:
ورأى ناشطون أن المتشددين الرافضين لتطور البلاد وينتقدون الحفلات والانفتاح، لا يلبثوا أن يقعوا في فخ ادعاءاتهم بلجوئهم إلى الغرب ودول الحريات بلا قيود، فكتب ناشط:
وأجرت المملكة تغييرات اجتماعيّة كبيرة وإصلاحات اقتصاديّة يقودها وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان منذ 2017، لم يكن تخيلها أمرا ممكنا قبل سنوات قليلة.
ولاقت سياسة الانفتاح ترحيبا واسعا، خاصة في صفوف الشباب كما أيدها رجال دين بارزون..
لكن هذا الانفتاح واجه تحفظ عدد من السعوديين المحافظين، وبشكل أكبر غضب المتشددين، أو ما يعرفون بالسروريين.
وكان لافتا هبّة لحسابات وهمية “تتباكى” على تعاليم الإسلام في السعودية. ولطالما سخّر الصحويون حساباتهم المليونية على تويتر لمهاجمة كل من يخرج عن القطيع في محاولة لنقد أفكارهم المتطرفة.
لكن الشباب السعوديين، الذين يمثلون نسبة 75 في المئة من مجموع الشعب ويعتبرون من المستخدمين الجيدين للشبكات الاجتماعية، قادوا تيار التغيير في السعودية .
وحقق أنصار التغيير إنجازات غير مسبوقة تمكنت خاصة من إيقاف مدّ التيار المحافظ وسحبت البساط ببطء وثبات من تحت أقدام المتشدّدين بدعم رسمي وقرارات وأوامر ملكية، تتوافق ورؤية المملكة 2030 للانفتاح الاجتماعي والاقتصادي. وحظيت خطوات التجديد الطموحة برضا ودعم نخب ثقافية وحقوقية، وتواءمت مع شغف السعوديين للانفتاح والترفيه الذين حُرموا منهما على مدى عقود.
◙ الداعية المبيض يعتبر من المتشددين الرافضين لانفتاح المملكة رغم الأصداء الإيجابية في الداخل والخارج
ورغم ذلك قال وزير الشؤون الإسلامية السعودي عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الخميس، إنّ “التيار السروري” لا يزال موجوداً في السعودية.
وأوضح آل الشيخ عبر تصريحات لقناة الإخبارية السعودية، أنّ “السروريين لا يزالون موجودين ولكنهم لا يستطيعون الخروج برؤوسهم، لأنّهم ليسوا أصحاب حق وجبناء”.
وتابع “يكذبون ويدلّسون ويغالطون ويستعملون جميع الوسائل لإلصاق التهم ظلماً وعدواناً بكل من يريدون إيذاءه أو إسقاطه”.
ويجمع “التيار السروري” بشكل انتقائي بين عقيدة السلفية وأشكال التنظيم الحركي للإخوان، فجماعة الإخوان لا تكترث بالعقيدة، وجلّهم أشاعرة، وتتساهل مع الفرق التي تدّعي أنها إسلامية، بينما السروريون يجعلون العقيدة أولا، ولكنهم يسبغون عليها البعد السياسي، كشرط ضروري، لا يكتمل إسلام المرء إلا به، ويسمونها (الحاكمية)، رغم أن السلف الأوائل لم يشترطوا هذا الشرط”.
وتأسست السرورية على يد محمد سرور زين العابدين الذي كان من الإخوان المسلمين وانشق عنهم لاحقاً، ويسمى التنظيم أيضاً “السلفية السرورية” أو “التيار السروري” أو “السرورية” و”السروريين”، ويعرف بـ”التيار الصحوي”.
وجاء في تغريدة.
وشمل التوجيه التشديد على الخطباء بأهمية توضيح “كيف ينتهج هذا التنظيم السريّة للوصول إلى أهدافه وعلى رأسها تحريض الناس على الخروج على ولاة الأمور وتفريق جماعة المسلمين وبث الفرقة بينهم ونشر الحروب في بلدانهم”.