تحالف عربي – ألماني يستثمر في مشاريع للهيدروجين بموريتانيا

برلين - شكل إعلان تحالف عربي – ألماني عن عزمه الاستثمار في الهيدروجين الأخضر في موريتانيا بادرة مهمة قد تساعد البلد على توطين هذه الصناعة، والتي تشتد الحاجة إليها مع جهود العالم للتحول الأخضر.
وكشفت شركة كونيونكتا الألمانية الأربعاء أنها وقعت مع شركتي إنفينيتي للطاقة المصرية ومصدر الإماراتية مذكرة تفاهم مع الحكومة الموريتانية تتعلق بمشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة 34 مليار دولار.
وقالت كونيونكتا في بيان مشترك مع الشركتين وحكومة موريتانيا إن “المشروع ستبلغ طاقته الإنتاجية سنويا ما يصل إلى 8 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر أو غيره من المنتجات التي تعتمد على الهيدروجين”.
وأوضحت أنه إلى جانب هذا المشروع سيتم أيضا بناء منشأة تحليل كهربائي بطاقة تصل إلى عشرة غيغاواط.
وموريتانيا التي يعد اقتصادها من بين الأضعف في منطقة المغرب العربي ليس لها تقاليد في هذه الصناعة، ولكن يبدو أن السلطات مهتمة بجذب المستثمرين لإرساء قطاعات ذات قيمة مضافة خاصة وأن هذه المنتجات سيكثر الطلب عليها مستقبلا.
طاقة المشروع الإنتاجية ستبلغ سنويا ما يصل إلى 8 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر أو غيره من المنتجات التي تعتمد على الهيدروجين
وقال شتيفان ليبينج الرئيس التنفيذي لشركة كونيونكتا إن هذا المشروع “ستكون له صلة قوية بألمانيا كمزودة للتكنولوجيا ومشترية محتملة للطاقة النظيفة”.
وتسعى ألمانيا لزيادة قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة بسرعة لتعويض واردات الوقود الروسية والوفاء بأهداف الحد من تغير المناخ. وفي ديسمبر الماضي، وافقت برلين على بناء أول شبكة أنابيب لنقل الهيدروجين في البلاد.
ومن المزمع أن تقام المرحلة الأولى من المشروع في موريتانيا في منطقة إلى الشمال الشرقي من العاصمة نواكشوط، ومن المقرر أن تكتمل في عام 2028 بطاقة تبلغ 400 ميغاواط.
ويجتذب الهيدروجين الأخضر في موريتانيا كبرى الشركات التي تبحث عن الاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة، خاصة في الدول التي تمتلك إمكانات من شأنها إنجاح مثل هذه المشروعات.
ووضعت نواكشوط خارطة طريق لتنمية الهيدروجين تهدف إلى تحقيق وصول الجميع إلى الكهرباء بحلول نهاية العقد الجاري، مع مزيج من الطاقة المتجددة بنسبة خمسين في المئة.
وكانت دراسة نشرتها شركة شارليوت البريطانية في سبتمبر الماضي قد أظهرت أن موريتانيا تبدو مؤهلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بكلفة أرخص مقارنة بغيرها من الدول، بفضل مواردها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
الهيدروجين الأخضر في موريتانيا يجتذب كبرى الشركات التي تبحث عن الاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة
وقال الرئيس التنفيذي للشركة أدونيس بوروليس حينها إن “التركيز ما زال منصبا على تأمين مواقع رائدة وواسعة النطاق وقابلة للتطوير في المشاريع التي يمكنها أن تنوع مزيج الطاقة وتقلل انبعاثات الكربون وتدعم التنمية الصناعية الخضراء”.
وأكد أن المشروع الذي تنفذه شركته من فرص موريتانيا، لتصبح واحدة من المنتجين والمصدرين الرئيسيين في العالم، ويضمن ذلك حلا للطاقة منخفضة الكلفة والقابلة للنقل، بهدف التصدير إلى السوق الأوروبية عوضًا عن أنواع الوقود المنتجة للانبعاثات.
وفي نوفمبر الماضي وعلى هامش قمة المناخ (كوب 26) الذي احتضنته شرم الشيخ المصرية أبرمت موريتانيا اتفاقية مع عملاق الطاقة البريطاني بي.بي حول دراسات تطوير مشروع هيدروجين أخضر ضخم، بقدرة تصل إلى 30 غيغاواط.
ولم يتم الإعلان بالتحديد عن القيمة التقديرية للمشروع أو موعد إنشائه، ولكن من الواضح أنها تعتبر إحدى الخطوات لمواكبة هذه الطفرة.
كما وقعت السلطات الموريتانية خلال العام 2021 اتفاقيات لتنفيذ منشأة نور للهيدروجين الأخضر، أحد أكبر المشاريع في قارة أفريقيا، بقدرات تصل إلى 10 غيغاواط من المصادر المستدامة، باستثمارات تصل إلى نحو 3.5 مليار دولار.
ويعمل البلد على تعزيز مكانته في الخارطة العالمية لاقتصاد الهيدروجين خلال العقود القادمة نظرا لمقدّراته التي تشمل وفرة الشمس والرياح والمساحات الصحراوية الشاسعة والقرب من مياه المحيط الأطلسي إضافة إلى الموقع الجغرافي المتميز بقربها من الأسواق الأوربية والأميركية.