أولوية طهران ملاحقة رؤساء تحرير الصحف بدل المتهمين في قضية تسميم الطالبات

طهران - أعلن مكتب المدعي العام في طهران توجيه اتهامات ضد ستة أشخاص، بينهم رؤساء تحرير صحف، بسبب كتاباتهم حول الهجمات الكيميائية على مدارس الطالبات، مع تلويح السلطات بمعاقبة ناشري “الشائعات والكذب”.
وبعد ثلاثة أشهر على بدء هذه الهجمات الكيميائية في مدارس الطالبات، لم يتم القبض على أي مشتبه بهم أو متهمين، ومع ذلك أعلن علي صالحي، مدعي عام طهران، الثلاثاء، أنه تم رفع قضايا ضد رؤساء تحرير “هم ميهن” و”رويداد 24” و“شرق”، وكذلك أشخاص مثل آذر منصوري وصادق زيبا كلام ورضا كيانيان، بسبب كتاباتهم عن تسمم الطالبات، وتم تشكيل ملفات لهم.
وادعى أن لائحة الاتهام ضد هؤلاء الأشخاص تأتي بسبب نشر “الكذب والشائعات”، و”نشر ادعاءات خاطئة وكاذبة تماما”، و”تضليل الرأي العام”، وأن جميع أولئك الذين يهددون “الأمن النفسي” للمجتمع سيتم رصدهم من قبل أجهزة الأمن وإنفاذ القانون والقضاء، وسوف ينتظرهم “إجراء حاسم وقانوني”.
وأعلن رئيس القضاء الإيراني غلام حسين محسني إيجه إي، الاثنين، أن “أوامر صدرت للمحاكم في جميع المحافظات بتخصيص فرع في مراكز المحافظات لاستدعاء الأشخاص الذين ينشرون الأكاذيب في قضية التسمم. هؤلاء الأشخاص لا يخرجون عن حالتين، إما أن يتم تأكيد سوء نواياهم ومرافقتهم للعدو، وفي هذه الحالة يحكم عليهم بأقسى العقوبات، أو يتم التأكد من أنهم ليست لديهم نوايا سيئة، وفي هذه الحالة أيضا لا يمكن التغاضي عنهم، ويتم التعامل معهم وفق القانون”.
وتتهم السلطات الإيرانية كل من يتحدث عن رواية تخالف الرواية الرسمية عن الأحداث التي تجري في البلاد، بنشر الشائعات والتضليل والكذب، ويتعرض للمساءلة القانونية تبعا لذلك.
السلطات الإيرانية تتهم كل من يتحدث عن رواية تخالف الرواية الرسمية عن الأحداث التي تجري في البلاد، بنشر الشائعات والتضليل والكذب
ونظرا لأن قضية تسميم الطالبات أخذت صدى واسعا داخل البلاد وخارجها، فإن الحكومة تحرص على عدم خروج أي تفاصيل عنها إلا من خلالها، ومنع أي مصادر إخبارية من إظهار تقصيرها أو تخاذلها في هذه القضية.
ونقلت وكالة “فارس للأنباء”، التابعة للحرس الثوري، عن مسؤول أمني لم يتم ذكر اسمه، قوله إنه “تم فحص كاميرات جميع المدارس المجهزة بكاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة وكاميرات المدينة حول هذه المدارس، وحتى الآن لم يتم رصد أي حالات مشبوهة”. وقالت الوكالة نقلا عن هذا المصدر “بالطبع في بعض الحالات تم القبض على مشتبه بهم، لكن بعد التحقيق تبين أن لا علاقة لهم بالموضوع”.
في الأيام الأخيرة، استخدمت السلطات القضائية والسياسية في إيران مصطلح “المنشطات” لتسميم طالبات المدارس والجامعات عن عمد.
من ناحية أخرى، أصر المسؤولون الإيرانيون ووسائل الإعلام التابعة لهم على أن “أكثر من 90 في المئة مما تعاني منه الطالبات ناتج عن القلق والمخاوف”، وليس التسمم.