فرار جماعي لجهاديين من سجن في موريتانيا

نواكشوط - فرّ أربعة جهاديين مساء الأحد من سجن في نواكشوط عاصمة موريتانيا، أثناء عملية أدت إلى مقتل عنصرَي أمن، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية الموريتانية الاثنين.
وقالت الوزارة في بيان "عند الساعة 21:00 في 5 مارس 2023، نجح أربعة إرهابيين في الفرار من سجن نواكشوط المركزي بعد أن هاجموا الحرّاس، ما أدى إلى تبادل إطلاق نار" قُتل خلاله "عنصران من الحرس الوطني" وجُرح آخران.
ولم يتم الكشف عن هوية الهاربين، لكن موقع "صحراء ميديا" أفاد بأن اثنين منهم محكوم عليهما بالإعدام، بينما ينتظر الآخران المحاكمة بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية.
لم يتم تطبيق عقوبة الإعدام في موريتانيا منذ العام 1987.
وأوضح الموقع الموريتاني أن المحكوم عليهما بالإعدام هما اشبيه محمد الرسول، الذين أدين بتهمة "حمل السلاح ضد موريتانيا وارتكاب اعتداءات بغرض القتل"، والشيخ ولد السالك، المدان بالخيانة العظمى وحمل السلاح.
واشتهر ولد السالك بأنه أحد المنتمين لتنظيم القاعدة، واعتقل أول مرة حين كان ينوي تفجير القصر الرئاسي عام 2011، بسيارة مفخخة قادمة من شمال مالي.
وفر ولد السالك من السجن نهاية عام 2015، وبعد ملاحقته جرى توقيفه في غينيا.
وأشار "صحراء ميديا" إلى أن السجين الثالث يدعى محمد محمود محمد يسلم، وهو مدان بمحاولة الانتساب إلى تجمع بهدف ارتكاب جرائم إرهابية، حكم عليه بالسجن عشر سنوات منذ 2020.
أما السجين الرابع الفار فيدعى أبوبكر الصديق عبدالكريم، وأدين بمحاولة إنشاء تجمع بهدف ارتكاب جرائم إرهابية وتلقي تدريبات في الخارج، وحكم عليه بالسجن سبع سنوات منذ 2021.
وقالت الوزارة إنّ "الحرس الوطني عزّز سيطرته على السجن وبدأ فورا في تعقّب الهاربين من أجل القبض عليهم في أسرع وقت ممكن"، داعية المواطنين إلى تقديم أي معلومات يمكن أن تُسهم في توقيفهم.
وتقع موريتانيا على الحدود مع مالي، حيث اندلع تمرّد جهادي في العام 2012، قبل أن يمتدّ إلى دول أخرى في منطقة الساحل. ومع ذلك، لم تكن هناك هجمات جهادية في موريتانيا منذ العام 2011.
ورغم أن الوزارة لم تكشف عن ملابسات حادثة الفرار الجماعية، إلا وسائل إعلام محلية ذكرت أن السجناء كانت بحوزتهم أسلحة، ولا يعرف كيف حصلوا عليها.
ووفق "صحراء ميديا" نقلا عن مصادر -لم تسمها- فإن السجناء استخدموا مسدسات في العملية، قبل أن يستحوذوا على سلاح رشاش كان بحوزة أحد عناصر الحرس عند بوابة السجن.
كما أشار الموقع -بحسب روايته- إلى أن السجناء استحوذوا أيضا على سيارة أحد المدنيين بالقرب من بوابة السجن، على شارع جمال عبدالناصر.
ونقل الموقع عن مصادر وصفها بالمطلعة على شؤون السجون قولهم إن الحراس الذين يباشرون السجناء غير مسلحين، معتبرين أن فرضية انتزاع السجناء للسلاح منهم غير قائمة، لكنهم رجحوا في المقابل أن يكون السلاح قد جرى تهريبه إلى داخل السجن.
ومنذ الساعات الأولى لفرار السجناء، طوقت وحدات من الحرس الرئاسي القصر الرئاسي القريب من السجن، كما أغلقت القوات الأمنية الشوارع الرئيسية المؤدية إلى السجن.
وعقد وزير الدفاع الموريتاني حنن ولد سيدي اجتماعا حضره وزير الداخلية محمد أحمد ولد محمد الأمين، وقيادات أمنية رفيعة المستوى، لمتابعة تطورات الوضع، فيما انطلقت عملية مطاردة السجناء الفارين.
وتم العثور على السيارة التي فرّ على متنها السجناء في مقاطعة دار النعيم، قرب ملتقى طرق المقاومة بالعاصمة نواكشوط، ويبدو أن الجهاديون الفارون تخلصوا منها بعد تعرضهم لحادث سير تسبب في تعطل إحدى العجلات.
وكثفت القوات الأمنية من انتشارها في الأحياء القريبة من المنطقة التي عثر فيها على السيارة، فيما تحركت وحدات من الجيش وشرطة مكافحة الإرهاب في أحياء دار النعيم.
وأثار فرار السجناء الجهاديين موجة رعب في أوساط سكان العاصمة نواكشوط، ولكن سرعان ما عادت الحياة إلى طبيعتها، وفتحت الطرق الرئيسية في قلب المدينة.