العنف بالضفة الغربية والتهديد الإيراني محور لقاء الملك عبدالله الثاني وأوستن

عمان – أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال استقباله في عمان، الأحد، وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ضرورة "التهدئة" في الأراضي الفلسطينية، داعياً إلى "خلق أفق سياسي يمهد الطريق لإعادة إطلاق مفاوضات السلام"، فيما يعتزم أوستن خلال جولته طمأنة حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط وتوجيه رسائل صارمة لزعماء إسرائيل ومصر.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي إن الملك عبدالله أكد خلال لقائه أوستن "ضرورة التهدئة وخفض التصعيد في الأراضي الفلسطينية ووقف أي إجراءات أحادية الجانب تزعزع الاستقرار وتقوض فرص تحقيق السلام"، كما شدد على "ضرورة تكثيف الجهود لخلق أفق سياسي يمهد الطريق لإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين".
وكان الأردن قد استضاف اجتماعاً إسرائيلياً - فلسطينياً في مدينة العقبة، الأسبوع الماضي، بمشاركة ممثلين كبار عن الولايات المتحدة ومصر.
وتناول اللقاء "الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، خصوصا في المجال الدفاعي"، بحسب البيان.
وقال مسؤولون أردنيون إن العاهل الأردني طلب من وزير الدفاع الأميركي المساعدة في مكافحة عمليات تهريب المخدرات على امتداد حدود بلاده مع سوريا، والتي ألقى باللوم فيها على فصائل مسلحة تدعمها إيران.
وأكد المسؤولون أن عمان ترغب في الحصول على مزيد من المساعدات العسكرية الأميركية لتعزيز الأمن على الحدود، حيث قدمت واشنطن منذ بدء الصراع في سوريا قبل ما يزيد على 10 أعوام نحو مليار دولار لإنشاء مراكز مراقبة حدودية. وتمتد حدود الأردن مع سوريا لمسافة 375 كيلومتراً.
وكان أوستن قد وصل إلى الأردن في وقت سابق في مستهل جولة بالشرق الأوسط تشمل أيضا إسرائيل ومصر، وتهدف لإظهار دعم الولايات المتحدة لحلفائها الرئيسين في المنطقة في مواجهة التهديد المتزايد الذي تشكله إيران.
وقال مسؤولون إن أوستن سيعبر خلال زيارته التي تشمل ثلاث دول، يهدف إلى التأكيد للحلفاء الرئيسيين على الالتزام الأميركي بالمنطقة على الرغم من تركيز واشنطن في الآونة الأخيرة على روسيا والصين ولكنه يعتزم توجيه رسائل صريحة لزعماء إسرائيل ومصر.
ويُتوقع أن يحث الوزير الأميركي زعماء إسرائيل على الحد من التوترات في الضفة الغربية والعمل على تعزيز العلاقات خلال محادثات مع زعماء مصر في الوقت الذي يتطرق فيه إلى المخاوف بشأن حقوق الإنسان.
وقال مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى -تحدث مشترطا عدم الكشف عن هويته- "سينقل أوستن التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه الشرق الأوسط والتأكيد لشركائنا بأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بدعم دفاعهم".
وللولايات المتحدة نحو 30 ألف جندي في المنطقة كما أنها تعد طرفا محوريا في المساعدة في مواجهة النفوذ الإيراني.
وقبيل زيارة أوستن للمنطقة، أفادت وزارة الدفاع الأميركية بأن المناقشات ستركز على التهديد المتزايد الذي تشكله إيران على استقرار المنطقة، وعلى تعزيز التعاون الأمني متعدد الأطراف بأنظمة دفاع جوية وصاروخية متكاملة.
وقال جنرال مشاة البحرية الأميركية المتقاعد فرانك ماكنزي، الذي ترأس القوات الأمريكية في الشرق الأوسط حتى العام الماضي، إن المنطقة مهمة للولايات المتحدة جزئيا بسبب دور الصين المتنامي.
وأضاف ماكنزي، الذي يرأس الآن معهد الأمن القومي والعالمي التابع لجامعة ساوث فلوريدا "أعتقد أن هذه الرحلة هي مثال ممتاز لفرصة مواصلة إبلاغ الناس في المنطقة أنهم ما زالوا مهمين بالنسبة لنا".
وتوسعت العلاقات بين الصين ودول الشرق الأوسط في ظل جهود التنويع الاقتصادي في المنطقة مما أثار مخاوف الولايات المتحدة بشأن تنامي مشاركة الصين في البنية التحتية الحساسة في الخليج بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة.
وطالبت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفض دعوة وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش إلى "محو" قرية فلسطينية وهو تصريح وصفه نتنياهو يوم الأحد بأنه "غير ملائم". ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية تعليق سموتريش بأنه "بغيض".
وقال المسؤول الدفاعي الأميركي "سيكون (أوستن) صريحا تماما مع الزعماء الإسرائيليين بشأن مخاوفه من دائرة العنف في الضفة الغربية والتشاور بشأن الخطوات التي يمكن للزعماء الإسرائيليين اتخاذها لإعادة الهدوء بشكل فعال قبل الأعياد المقبلة".
ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفصح اليهودي بعد أسابيع، سعى وسطاء أجانب للحد من التوترات التي تصاعدت بعد أن استعاد نتنياهو السلطة على رأس ائتلاف يميني متشدد.
ويستعد أوستن لإرسال رسالة واضحة حول ضرورة احترام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لحقوق الإنسان في تأكيد لقلق واشنطن بشأن هذه القضية.
وقال المسؤول الدفاعي الأميركي "أتوقع تماما أن يتحدث عن حقوق الإنسان واحترام الحريات الأساسية".
وتأتي زيارة أوستن في ظل تصاعد العنف في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، لا سيما في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.
منذ بداية العام، أودى النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني بحياة 65 فلسطينياً من بالغين وأطفال ومقاتلين ومدنيين.
وقتل خلال الفترة نفسها 13 بالغاً وطفلاً إسرائيلياً، بينهم أفراد من قوات الأمن ومدنيون، إضافة إلى امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى مصادر رسمية من الجانبين.
وتعهد مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون في 26 فبراير العمل على "خفض التصعيد" خلال اجتماع عقد في العقبة بالأردن برعاية الولايات