الأقمار الاصطناعية تنتشل الدول الفقيرة من التصحر الرقمي

شركات تكنولوجيا عملاقة، بينها مايكروسوفت، تتعهد بمساعدة السكان الذين يعانون من ضعف البنى التحتية وخدمات الإنترنت على الانتقال إلى حقبة الاتصال بالشبكة.
الاثنين 2023/03/06
للتو فقط وصلت التغطية

الدوحة – يتطلع الاتحاد الدولي للاتصالات إلى حشد الجهود من أجل اعتماد الأقمار الاصطناعية بكثافة لانتشال الدول الأشد فقرا، وخاصة في أفريقيا، من التصحر الرقمي وجسر الفجوة مع بقية بلدان العالم.

وأكدت الوكالة الأممية الأحد على هامش مؤتمر الدول الأقل نموا المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، أن ثلث سكان دول العالم الأفقر فقط، أي ما يعادل نحو 2.9 مليار شخص، يمكنهم الاتصال بشبكة الإنترنت.

لكنها أشارت إلى أن الأقمار الاصطناعية منخفضة العلو يمكن أن تعطي الأمل للملايين، خصوصا في مناطق نائية من قارة أفريقيا.

وتعهّدت شركات تكنولوجيا عملاقة، بينها مايكروسوفت، بمساعدة السكان الذين يعانون من ضعف البنى التحتية وخدمات الإنترنت على الانتقال إلى حقبة الاتصال بالشبكة.

براد سميث: بلدان أفريقيا تملك فرصة للقيام بقفزة وتجاوز دول أخرى
براد سميث: بلدان أفريقيا تملك فرصة للقيام بقفزة وتجاوز دول أخرى

ويُتوقع أن تؤدي الأقمار الاصطناعية دورا رئيسيا، فيما ترسل شركات أخرى الآلاف من أجهزة البث من الجيل الجديد إلى مدار الأرض المنخفض.

وحاليا، لا يمكن سوى لنحو 36 في المئة من سكان 46 بلدا هي الأفقر في العالم والبالغ عددهم 1.25 مليار شخص، الاتصال بالإنترنت، في المقابل، يتمتع أكثر من 90 في المئة من سكان الاتحاد الأوروبي بإمكانية الاتصال بالإنترنت.

وانتقد الاتحاد الدولي للاتصالات “الفجوة الدولية المذهلة في الاتصالات”، التي قال إنها “اتسعت على مدى العقد الماضي”.

وكانت هذه الفجوة من بين الشكاوى الرئيسية في مؤتمر الأمم المتحدة للبلدان الأقل نموا، حيث أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن هذه الدول تم التخلي عنها في إطار “الثورة الرقمية”.

ويعد الشح في المجال الرقمي على قدر خاص من الشدة في بعض دول أفريقيا، بما في ذلك الكونغو الديمقراطية، حيث بالكاد يمكن لربع سكان البلاد البالغ تعدادهم 100 مليون الاتصال بالشبكة.

وبينما يعد الوصول إلى الإنترنت سهلا في مدن رئيسية في هذا البلد مثل كينشاسا، تعتبر مناطق ريفية كبيرة ومساحات شاسعة تنشط فيها مجموعات متمردة منذ أكثر من عقدين بمثابة صحراء رقمية.

وتوقع خبراء التكنولوجيا خلال المؤتمر أن يجلب إطلاق الآلاف من الأقمار الاصطناعية ضمن مدار أرضي منخفض تغييرا سريعا ويعزز آمال أفريقيا.

وستلعب تغطية الأقمار الاصطناعية دورا رئيسيا في تعهّد مايكروسوفت بتمكين مئة مليون أفريقي من الوصول إلى الإنترنت بحلول العام 2025، وهو أمر تم رسم ملامحه قبيل انطلاق المؤتمر.

وتندرج الجهود ضمن مبادرة إيرباند التي يهدف من خلالها عملاق صناعة البرمجيات إلى تقديم الإنترنت لنحو 250 مليون شخص في العالم بحلول نهاية 2025.

وأعلنت الشركة الأميركية عن مرحلة أولى تشمل 5 ملايين أفريقي في ديسمبر 2022، وأضافت الأسبوع الماضي تعهّدا بتغطية 20 مليون شخص آخرين.

36

في المئة من سكان 46 بلدا هي الأفقر في العالم والبالغ عددهم 1.25 مليار شخص، الاتصال بالإنترنت

وستؤمّن اتصال أول خمسة ملايين شخص “فياسات”، إحدى الشركات التي ترسل مجموعات الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء لمنافسة الألياف الأرضية ذات النطاق العريض.

كما سترسل شركتا إيلون ماسك سبايس إكس وستار لينك الآلاف من الأقمار الاصطناعية إلى مدار على ارتفاع ما بين 400 و700 كيلومتر عن الأرض.

وأفاد رئيس مايكروسوفت براد سميث لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه لدى رؤيته رقم 20 مليون شخص، الذي اقترحه فريقه العام الماضي، تساءل “هل هذا واقعي؟”، لكنه بات الآن مقتنعا بأن الأمر ممكن.

وأشار إلى أن “كلفة التكنولوجيا تراجعت بشكل كبير وستواصل التراجع.. هذا من العوامل التي تسمح بالتحرّك بهذه السرعة للوصول إلى شريحة سكانية بهذا الحجم”.

وأضاف أن “البلدان الأفريقية لديها فرصة للقيام بقفزة وتجاوز دول أخرى عندما يتعلق الأمر بهيكل تنظيمي لأمور على غرار الاتصالات اللاسلكية”.

وتابع “يمكننا الوصول إلى عدد أكبر بكثير من الناس مقارنة بما كان يمكننا القيام به عبر تكنولوجيا الخطوط الثابتة قبل خمس أو 10 أو 15 عاما”.

وخصصت البلدان الغنية إلى حد كبير عرض النطاق الترددي المتاح للاتصالات والتلفزيون. وقال سميث “في أفريقيا، لا يتم استخدام النطاق وبالتالي فإنه متاح، فيما تتحرّك الحكومات لتوفير هذا الاتصال للمزيد من الناس”.

وتعمل مايكروسوفت مع شركة ليكويد إنتيليجنت تكنولوجيز لتوفير الإنترنت للشريحة الثانية التي تشمل عشرين مليون شخص.

خخ

وأوضح سميث أن توفير خدمة الإنترنت والتدريب على المهارات الرقمية للآلاف من الأفارقة هما من ضمن مجهود يهدف إلى توفير بديل من القطاع الخاص “للمساعدات الأجنبية”، مؤكدا “نحن متفائلون حيال ما يمكن للتكنولوجيا الرقمية تحقيقه من أجل التنمية”.

لكنه أقر بأن القطاع الخاص يعاني من “نقص التنمية والاستثمار إلى حدّ مؤسف” في العديد من اقتصادات البلدان الأقل نموا.

وتشير ليكويد إنتيليجنت إلى أن لديها 100 ألف كيلومتر من الألياف البرية في أفريقيا، لكنها تتحرّك لتوسيع حضورها إلى مجال الأقمار الصناعية.

وقال نائب الرئيس التنفيذي للشركة نك رودنك إنها “مناطق يصعب الوصول إليها، والأقمار الاصطناعية هي عادة التكنولوجيا الوحيدة أو الأكثر موثوقية لتأمين إنترنت بتقنية النطاق العريض سريعة ومستقرة”.

وفي 2018، طورت شركة خدمات الإنترنت غوغل تطبيقا يستهدف مساعدة مستخدمي الشبكة العنكبوتية في أفريقيا على التغلب على ضعف سرعة الإنترنت وارتفاع أسعارها.

ويقلص تطبيق غوغل غو، الذي تم توفيره في 26 دولة جنوب الصحراء الأفريقية، كمية البيانات المطلوبة لعرض نتائج البحث على محرك الشركة بنسبة 40 في المئة، ويتيح الوصول إلى نتائج عمليات البحث السابقة مجددا من دون إنترنت.

10