تشكيل وحدة مشتركة لتأمين الحدود خطوة على مسار توحيد الجيش الليبي

طرابلس - كشفت قيادات الجيش الليبي المنقسم، السبت، عن تشكيل وحدة عسكرية مشتركة لحماية الحدود، كخطوة أولى لتوحيد المؤسسة العسكرية، في سابقة من نوعها منذ أن غرق البلد قبل 11 عاماً في الفوضى والانقسامات.
وفق بيان صادر عن رئاسة أركان الجيش الليبي التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، نشرته عبر حسابها الرسمي في فيسبوك "شارك الفريق محمد الحداد رئيس أركان الجيش بغرب البلاد، والفريق عبدالرازق الناظوري نظيره في الشرق، ضمن وفد ليبي مشترك حضر ندوة رؤساء الدفاع الأفارقة بالعاصمة الإيطالية روما، من 27 فبراير إلى 2 مارس الحالي".
وخلال الندوة ناقش الجانبان "عددا من المواضيع التي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وأساليب وطرق حماية الموارد والاستعداد للأزمات وآلية الاستجابة لها، وآفاق استخدام التقنية الحديثة والاستفادة منها"، وفق البيان.
ويقول متابعون أن لقاء الجنرالين الناظوري والحداد يعكس التقارب الذي حدث مؤخرا بين حفتر ورئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، خصوصا في مجال تنظيم قطاع النفط واستئناف التصدير.
وبحسب البيان، "عقد الحداد والناظوري على هامش أعمال المؤتمر، اجتماعات ثنائية منفصلة مع رئيس أركان الدفاع الإيطالي ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية".
كما التقيا قائد القيادة العسكرية للقوات الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال ميشال لانجلي، حيث أكدا له "وحدة التراب الليبي والمحافظة على السيادة الوطنية وحرمة الدم الليبي"، وفق المصدر نفسه.
وشددا للجنرال الأميركي على "المضيّ قدمًا لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية وتشكيل قوة مشتركة كخطوة أولى لحماية الحدود وتبنّي مشروع وطني لاستيعاب الشباب وإدماجهم في مؤسسات الدولة".
من جهة ثانية، نقل البيان الليبي عن لانجلي أنه أكد "الوقوف مع الشعب الليبي في دعواته للسلام والوحدة الوطنية والسيادة الكاملة لتحقيق مستقبل آمن يتسم بالازدهار الاقتصادي والاستقرار الإقليمي".
وتوحيد المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا، هو واحد من أهم المطالب والركائز الأساسية لإعادة الاستقرار والسلم إلى البلاد.
ويعتبر العديد من الخبراء في الشأن الليبي أن توحيد المؤسسة العسكرية مرتبط بتوفر جملة من الشروط تتعلّق بحل التشكيلات الميليشياوية الحاملة للفكر الإرهابي أو منطق الجهوية عبر تجريدها من سلاحها، فضلا عن اعتماد جيش ليبي بعقيدة جيش وطنية لا بأوامر قبلية أو ميليشياوية، مع ضرورة إخراج كل المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
ولسنوات عانى البلد الغني بالنفط صراعا مسلحا، وصارت الميليشيات تتحكم في ثروات البلاد وتعرقل عملية الإنتاج.
والعام الماضي، التقى الحداد والناظوري 3 مرات في القاهرة وطرابلس وتونس، في إطار مشاركتهما بأعمال اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) التي تضمّ خمسة أعضاء من المؤسسة العسكرية غرب ليبيا وخمسة من قوات الجيش الليبي في شرق البلاد.
وتعقد اللجنة منذ عامين حوارات برعاية الأمم المتحدة داخل وخارج ليبيا لتوحيد الجيش، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في جنيف في أكتوبر 2020 بين أطراف النزاع المتحاربة.
ويتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت من اتفاق سياسي قبل عام ونصف يرأسها الدبيبة الرافض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عيّنها البرلمان في فبراير الماضي ومنحها ثقته في مارس وتتّخذ من سرت (وسط) مقرّاً موقتاً لها بعدما مُنعت من دخول طرابلس رغم محاولتها ذلك.