سماء يحيى فنانة مصرية تحاول صناعة التاريخ عبر البرونز المنصهر

منحوتات معرض "سرجي مرجي" هي حنين إلى دفء الإبداع الإنساني الأول وحميميته وفطرته والمتفاعل مع الطبيعة.
الجمعة 2023/03/03
خلاصة تاريخ الفنانة

القاهرة - تحتفي الفنانة التشكيلية سماء يحيى حتى التاسع عشر من مارس الجاري بمعرضها الشخصي الجديد الذي يحمل عنوان “سرجي مرجي”.

ويضم المعرض مجموعة من المنحوتات البرونزية، التي تواصل فيها الفنانة الاشتغال بمادة البرونز المنصهر لتصنع أعمالا تبدو للوهلة الأولى شديدة القدم ومستوحاة من التراث المصري والهوية المصرية، وهي بهذه المنحوتات تدخل المتلقي في حالتها الفنية الخاصة، لينفصل عن عالمه ويدخل إلى عالمها الذاتي وأفكارها ورؤاها التي تعيد من خلالها قراءة الموروث الفني.

العودة إلى فطرة الجمال الأولى
العودة إلى فطرة الجمال الأولى

تقول الفنانة عن المعرض “سرجي مرجي، كلنا سمعنا أو غنينا هذه الأغنية الجميلة ونحن أطفال لكن قلة هم من عرفوا أن سرجي مرجي هي ملخص فطري وبريء لتاريخ من الحب والتعايش والوحدة والاحتفاء بالحياة رغم الصعاب، منذ أن كانت جملة سرجي مرجي جملة إثبات حضور العمال في عزبة السيد العثمانلي، بعدها أصبحت إشارة للقديسين أبوسرجة ومار جرجس عندما وقف الأطفال الفقراء يتلقون العلاج والطعام من الكنائس، ثم لتصبح تهويدة للأطفال المسلمين تنشدها الجدات، ويتمنون فيها رؤية النبي وزيارة البيت الحرام ليغنيها بعد ذلك الأطفال اللاعبون في الأزقة”.

وتضيف “كما يستطيع سامع سرجي مرجي تتبع تاريخ وطن وناس بإذنه يستطيع المتلقي للعمل الفني تتبع تاريخه بصريا ورؤية قيم العمل والمحبة وشخصية الفنان إذا كان هذا العمل أصيلا وصادقا”.

وتوضح الفنانة “في هذا المعرض أحاول محاولة جديدة لصناعة تاريخ لي مع الخامة، تاريخ يمر عبر بوتقة البرونز المنصهر ليصنع أشكالا تلعب وتركض وتحلق في الفراغ.. منحوتات سرجي مرجي لاهية وعابثة ونزقة مثل أطفال حواري المحروسة وشوارعها وأحيائها وقراها، هي حنين لدفء الإبداع الإنساني الأول وحميميته وفطرته النابع والمتفاعل مع الطبيعة قبل أن يرتدي الأقنعة ويختنق من وطأة التكلف، والأجمل هو حالة في محبة النحت للشكل والكتلة والتكوين والحيوية، للعب بالخامة مع الفراغ وفي الفراغ دون خوف من لوم أو إخفاء لآثار جريمة اللعب والفوضى وما يترتب عليها من جروح وخدوش وفوضى”.

وتستدرك “سرجي مرجي هي خلاصة لعبي وتاريخي ومخاطرتي غير المألوفة مع الخامة والفكرة أتشاركه معكم لنخوض سويا مغامرة جوهرها العودة إلى فطرة الجمال الأولى”.

تستخدم الفنانة المصرية سبائك البرونز المكونة من خامتي النحاس والحديد في ممارستها لفن النحت، وتغلب على المظهر الخارجي لمنحوتاتها سمة القدم، فيشعر المشاهد لأحد أعمالها النحتية البرونزية أنها قطع فنية تم نحتها منذ سنوات طويلة كونها تستخدم الألوان الخضراء والنحاسية.

وعن هذا التكنيك الذي تستخدمه في أعمالها النحتية تقول “لا أستخدم في طريقة صب منحوتاتي سوى طريقة الصب باستخدام الرمل، وهي أقدم طريقة لصب المنحوتات؛ حيث تتم العملية كاملة بشكل يدوي، إضافة إلى أن تلك الطريقة والنحت عمومًا يجعلاني أشعر بحرية أكبر”.

حح

سماء يحيى هي فنانة مصرية حاصلة على درجة الدكتوراه من كلية التربية الفنية – جامعة حلوان في العام 2009، لديها العديد من المقالات النقدية والبحثية في عدد من المجلات والإصدارات المصرية والعربية.

شاركت في العديد من المعارض الجماعية داخل مصر وخارجها، من أهمها: الدورة الثالثة عشرة للمعرض الدولي إكسبو عام 2011، معرض

جماعي في إيطاليا عام 2012، مهرجان سان فلنتين الدولي الدورة 14 و15، معرض مختارات عربية الخامس في السعودية عام 2012، إكسبو باري الدولي للفن الحديث في إيطاليا عام 2012، مهرجان “الفن غذاء الكوكب” وهو إحدى فاعليات إكسبو ميلانو تحت رعاية الاتحاد الأوروبي في إيطاليا عام 2015، معرض أجندة في مكتبة الإسكندرية عام 2019، ملتقى البرلس للرسم على الحوائط والقوارب عام 2019، صالون الفن المعاصر الأول “ما بعد الفكرة” بقصر الفنون عام 2021.

وللفنانة عشرة معارض شخصية آخرها “عرايس الخبيز” في قاعة الباب سليم بدار الأوبرا عام 2021، ونالت العديد من الجوائز الدولية والمحلية ولها مقتنيات في متحف الفن المصري الحديث، ومقتنيات في مجموعات شخصية في مصر وكندا والسعودية والكويت وإيطاليا وعمان وفلسطين.

Thumbnail
14