غوتيريش يدعو في زيارته الأولى إلى بغداد منذ سنوات إلى كسر حلقة عدم الاستقرار

زيارة الأمين العام للأمم المتحدة تأتي تزامنا مع مرور عشرين عاما على سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين.
الخميس 2023/03/02
زيارة تضامن

بغداد - دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء، من بغداد العراقيين إلى “كسر دائرة عدم الاستقرار” ومواصلة العمل على طريق تحقيق “الازدهار والحرية”، خلال زيارة هي الأولى إلى البلاد منذ ستّ سنوات، أكد فيها على “التضامن” مع العراقيين.

وتأتي زيارة غوتيريش تزامنا مع مرور عشرين عاما على سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين على يد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في مارس من العام 2003.

وأعلن غوتيريش خلال مؤتمر صحافي إلى جانب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأربعاء “أنا هنا في زيارة تضامن وللتأكيد على التزام الأمم المتحدة بدعم العراق في توطيد المؤسسات الديمقراطية (…) وحقوق الإنسان لكل العراقيين”.

متطرقاً إلى عدة ملفات هامة، لاسيما التغير المناخي، رحب غوتيريش بجهود رئيس الوزراء العراقي في “معالجة التحديات التي تواجه البلاد بما في ذلك محاربة الفساد وتحسين الخدمات العامة والتنويع الاقتصادي من أجل خفض البطالة وإيجاد فرص للشباب”.

الأمين العام للأمم المتحدة يرحب بدور العراق في الاستقرار الإقليمي، و"التزام الحكومة بتحقيق تقدّم في الدبلوماسية"

ويتمتع العراق بثروات نفطية هائلة، ويعتمد على النفط بنسبة 90 في المئة من إيراداته، فيما تخطّت احتياطاته بالعملة الأجنبية مئة مليار دولار. لكن بعد عقود من الحروب، لا يزال العراق يعاني من تهالك في بنيته التحتية وتلكؤ في اقتصاده الذي لا يزال نموه متعثراً خارج القطاع النفطي.

وتواجه البلاد كذلك عدم استقرار سياسي مزمنا، فرئيس الوزراء الذي كلّف أواخر العام 2022 بتشكيل الحكومة جاء بعد مناوشات ومفاوضات طويلة الأمد بين الأحزاب الشيعية الكبرى واشتباكات دامية في بغداد في أغسطس 2022.

وشهد البلد كذلك في العام 2019 موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة المنددة باختلالات النظام السياسي والبطالة بين الشباب وهيمنة فصائل مسلحة والفساد المزمن وتهالك البنى التحتية بعد عقود من النزاعات.

وأعرب غوتيريش الذي تعود آخر زيارة له إلى العراق إلى صيف العام 2017، عن “الأمل” في أن يكسر العراق “دائرة عدم الاستقرار والهشاشة” من أجل الانطلاق نحو “مزيد من الازدهار والحرية والسلام”.

ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة كذلك بدور العراق “المحوري” في “الاستقرار الإقليمي”، و”التزام الحكومة بتحقيق تقدّم في الحوار والدبلوماسية”، في إشارة إلى المفاوضات غير المسبوقة التي تتوسط فيها بغداد بين إيران والسعودية الخصمين الإقليميين، وذلك على الرغم من أنه وبعد عدة لقاءات مثمرة لا تزال المحادثات بين الطرفين متعثرة حتى الآن.

الأمين العام للأمم المتحدة سيتوجّه من العراق إلى قطر للمشاركة خصوصاً في قمّة أقلّ البلدان نمواً

من جهته، شدد رئيس الوزراء العراقي على أولويات حكومته في “توفير فرص العمل” و”محاربة الفقر ومكافحة الفساد”.

وأضاف السوداني “نحن ماضون في إرساء معادلة الاستقرار. حكومتنا خلقت حالة من الاستقرار السياسي والأمني، واليوم العراق هو مفتاح للحل في المنطقة وليس جزءاً من مشكلة أمنية وسياسية”.

وتابع “نعمل على جلب الفرقاء والآراء المتناقضة في العراق الذي نرى أنه يلعب دوراً ريادياً بين الأشقاء والأصدقاء لخلق هذا النظام الإقليمي المستقر والذي ينعكس قطعا على الاستقرار في عموم المنطقة والعالم”.

والتقى الأمين العام للأمم المتحدة كذلك رئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد، ووزير الخارجية فؤاد حسين، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وفق بيان صادر عن الخارجية العراقية.

كما اجتمع غوتيريش بممثّلين عن منظّمات تدافع عن حقوق المرأة والشباب، وفق بيان للمتحدث باسم الأمم المتحدة.

ودشن الغزو الأميركي للعراق في العشرين من مارس 2003 وسقوط نظام صدام حسين واحدةً من الصفحات الأكثر دمويةً في تاريخ البلاد، من محطاتها اقتتال طائفي عنيف وصعود لجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.

ويزور غوتيريش الخميس مخيّماً للنازحين في شمال العراق، قبل أن يتوجّه إلى أربيل حيث سيلتقي ممثّلين عن حكومة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي.

ومن العراق سيتوجّه الأمين العام للأمم المتحدة إلى قطر للمشاركة خصوصاً في قمّة أقلّ البلدان نمواً.

3