"مهدي منتظر يتآمر عليه العالم".. نظرية المؤامرة تسند الدعاية الموالية للرئيس التركي

روايات تركية تتحدث عن حملة معادية للإسلام ولتركيا بسبب مخاوف من تحقيق هدفها المتمثل في إنشاء دولة قوية إسلامية تنضوي تحتها عشرات من الدول الإسلامية.
الجمعة 2023/02/24
هل فهمتم

أنقرة - قامت الوحدة شبه العسكرية التركية الخاصة “سادات” SADAT، وهي وحدة موالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بترويج نظرية المؤامرة التي تزعم أن الولايات المتحدة قد تكون وراء الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا في وقت سابق من هذا الشهر وأن حملة غربية مناهضة للإسلام ومعادية لتركيا تهدف إلى الإطاحة بالزعيم الإسلامي التركي أردوغان.

وزعمت العديد من المقالات التي كتبها علي كوشار العقيد المتقاعد وعضو مجلس إدارة “سادات” ونشرتها الذراع الدعائية للجماعة شبه العسكرية “أسام”، ASSAM (مركز الدراسات الإستراتيجية لجمعية المدافعين عن العدالة)، أن “الولايات المتحدة كانت تهدد تركيا” ثم أن “الزلازل حدثت مباشرة بعد زيارة سفينة حربية أميركية إلى إسطنبول”.

وأكد كوشار أيضًا أن الغرب أطلق حملة معادية للإسلام ولتركيا بسبب مخاوف من صعودها وتحقيق هدفها المتمثل في إنشاء دولة قوية إسلامية تنضوي تحتها عشرات من الدول الإسلامية. وقال إن “الحملة المناهضة لتركيا تكثفت بعد عرقلتها لعضوية السويد وفنلندا في الناتو”.

"سادات" تتمتع بنفوذ كبير في مكتب الرئيس التركي وتساعد في تشكيل السياسة
"سادات" تتمتع بنفوذ كبير في مكتب الرئيس التركي وتساعد في تشكيل السياسة

وأكد موقع “مونيتور نورديك” تمتّع “سادات” (شركة المساهمة الدولية للاستشارات الدفاعية والصناعة والتجارة) بنفوذ كبير في مكتب الرئيس التركي وتساعد في تشكيل السياسة الخارجية والعسكرية والأمنية في تركيا وخارجها، وهي شركة هادفة إلى الربح أسسها الجنرال المتقاعد عدنان تانريفيردي ورفاقه في الثاني والعشرين فبراير 2012. ولا يزال يقدم المشورة لأردوغان، وإن كان ذلك بشكل غير رسمي، في الأمور العسكرية والأمنية.

وأضاف الموقع أن المجموعة شبه العسكرية شاركت في تسليح وتدريب ورعاية الجهاديين في سوريا وليبيا، وإراقة الدماء في الشوارع نيابة عن أردوغان خلال محاولة انقلاب في الخامس عشر يوليو 2016، ولم تتم محاسبتها على جرائمها.

ووفقًا لـ”سادات” فإن الهدف النهائي للغرب هو الإطاحة بالرئيس التركي من السلطة وإحباط تحالف الدول الإسلامية من أن يتحقق.

وكتب كوشار في مقال نُشر على موقع “أسام” الإلكتروني في السادس فبراير، بعد حوالي 12 ساعة من الزلزال المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص “إن رسو السفينة الحربية الأميركية يو.إس.إس نيمتز في إسطنبول ثم خليج كوجالي إزميت له معنى عميق”. كما ذكر الادعاءات بأن تقنية “هارب” (HAARP) قد استخدمت من قبل الولايات المتحدة في الإنشاء الاصطناعي لزلزال غولكوك عام 1999 الذي أودى بحياة حوالي 18000 شخص في تركيا، وقال “من يمكنه تقديم تأكيدات بأن المرافق التي تم إنشاؤها في ألاسكا لم يتم استخدامها كمحطة أساسية لإرسال موجات كهرومغناطيسية قوية إلى أي جزء من العالم بما في ذلك الزلازل التي دمرت 10 مدن تركية (…) ولن يتم استخدامها في المستقبل؟”.

وكان كوشار يشير إلى برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد “هارب”، أقوى جهاز إرسال عالي التردد في العالم لدراسة سلوك الغلاف الجوي للأرض. ويعد البرنامج جزءًا من بحث أجرته جامعة ألاسكا. ولا يمكن لـ”هارب” إنشاء أو تضخيم الكوارث الطبيعية وفقًا للخبراء الذين يستبعدون احتمال حدوث زلازل من خلال الإرسال اللاسلكي.

علاوة على ذلك، وصلت حاملة الطائرات “يو.إس.إس نيمتز” إلى قاعدة غولجوك البحرية التركية في زيارة مقررة إلى الميناء في الثالث فبراير قبل ثلاثة أيام من الزلازل المميتة، ورست في إسطنبول لفترة وجيزة في طريقها لإظهار التضامن مع تركيا حليفة الناتو.

jj

وتناول مقال آخر لكوشار “مؤامرة حكومة عالمية سرية يسيطر عليها اليهود” ضد تركيا. واتهم مركز الأبحاث “مجلس العلاقات الخارجية” (CFR) ومقره نيويورك بالعمل كموظف لهذه اليد الخفية لتشكيل السياسة العالمية.

وفي معرض حديثه عن مقال نشره الأكاديمي التركي الأميركي هنري باركي مؤخرًا عن تركيا، قال كوشار إن الرئيس أردوغان وتركيا يتعرضان للتهديد من قبل باركي الذي وصفه بأنه “عدو الأتراك”. واتهم باركي بالحث على التدخل العسكري الأميركي في الانتخابات التركية المقبلة رغم أن المقال لم يذكر مثل هذا الاحتمال على الإطلاق.

ولطالما كان باركي في مرمى نيران حكومة أردوغان بسبب انتقاداته. واتهم الادعاء التركي رسمياً باركي بالتحريض على الانقلاب الفاشل عام 2016، مطالباً بالسجن المؤبد في حقه. كما يواجه مذكرة توقيف معلقة، على ما يبدو بتهم ملفقة.

وفقًا لـ"سادات"، الهدف النهائي للغرب هو الإطاحة بالرئيس التركي من السلطة وإحباط تحالف الدول الإسلامية من أن يتحقق

وفي مقال آخر نشره “أسام” في الثلاثين يناير أرجع كوشار ما ادعى أنه أصل كراهية المسلمين والأتراك في أوروبا إلى إرث الإمبراطورية العثمانية، التي قال إنها “غزت البلقان، ووصلت إلى أبواب فيينا وجعلت الأوروبيين يرتعدون خوفًا لعدة قرون”. وكتب أن “تركيا أردوغان تولت قيادة جميع المسلمين في العالم وجلبت الوعي الإسلامي للقيادة السياسية وأن هذا أثار الخوف بين الأوروبيين”.

وأوضح أن الاعتداءات على المسلمين، وتحديدا حرق القرآن في السويد أمام السفارة التركية، سببها الخوف من الأتراك.

وزعم كوشار أن المطبوعات الأميركية الرائدة مثل “نيويورك تايمز” و”وول ستريت جورنال” و”واشنطن بوست” ومجلة “الإيكونوميست” البريطانية مملوكة لليهود الذين يستهدفون تركيا وأردوغان. ومع ذلك، قال إن “كل هذه الجهود ستذهب سدى لأن الله سيكمل نوره الإلهي – وهو تعبير مستعار من القرآن – من خلال تركيا ويخلق دول الاتحاد الإسلامي الكونفدرالية التي يهدف أردوغان إلى تأسيسها”.

يذكر أن “سادات” تعمل مع وكالة المخابرات التركية التي تقود بدورها مع مديرية الاتصالات الرئاسية خطة قوامها الشعارات الدينية والقومية لزيادة شعبية أردوغان قبل الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة يوم الرابع عشر مايو.

وتنسق وحدة “سادات” الإجراءات مع الدبلوماسيين والمسؤولين الدفاعيين الأتراك وفقًا لعلي كامل مليح تانريفيردي الرئيس التنفيذي للوحدة وابن مؤسسها عدنان.

وأعلن عدنان خلال مؤتمر الاتحاد الإسلامي لعام 2019 أن منظمته كانت “تعمل على تمهيد الطريق للمهدي الذي ينتظره العالم الإسلامي بأسره”. وكان المعنى أن أردوغان هو القائد المنتظر.

5