الخطوط التونسية تتلمس طريق التعافي مع تضاعف الإيرادات

الخطوط الجوية التونسية تعمل على تنفيذ برنامج إصلاح جديد يهدف إلى إنعاشها.
السبت 2023/02/18
التونسية في الطريق الصحيح

تونس - يعطي نمو أعمال الخطوط الجوية التونسية رغم الكثير من المنغصات فرصة أخرى للمسؤولين لالتقاط الأنفاس قبل مواصلة جهود تخفيف الاختلالات المالية المزمنة التي تعاني منها الشركة الحكومية.

وكشفت نتائج أعمال الشركة في إفصاح للبورصة المحلية الخميس الماضي أن الإيرادات تضاعفت العام الماضي بمقارنة سنوية مما يتيح لها تحسين أدائها في 2023، خاصة في ظل تزامنه مع انتعاش حركة الطيران والسفر واستئناف زخم قطاع السياحة.

وبحسب الإحصائيات فقد نمت العوائد بنسبة 107 في المئة بنهاية 2022 على أساس سنوي لتصل إلى 1.26 مليار دينار (403 ملايين دولار) مقارنة مع 600 مليون دينار (191 مليون دولار) قبل عام.

وتعمل الخطوط التونسية التي تعاني صعوبات مالية على تنفيذ برنامج إصلاح جديد يهدف إلى إنعاشها وبدأت شراء طائرات جديدة بهدف تجديد أسطولها.

403

ملايين دولار عوائد الشركة في 2022 بارتفاع بنسبة 107 في المئة على أساس سنوي

وكان الرئيس التنفيذي للخطوط التونسية خالد الشلي قد قال في تصريحات إعلامية في وقت سابق هذا الشهر إن الشركة لديها “القدرة على استعادة مكانتها أمام الشركات المنافسة على الرغم من الأزمة المالية”.

وأكد أن قيود الإغلاق أثرت بشكل كبير على نشاط الشركة التي تخطى عجزها المالي الملياري دينار (نحو 650 مليون دولار).

وفرضت الظروف المالية القاسية التي مرت بها الخطوط التونسية على الحكومة الإسراع في إعطائها نفسا جديدا لمواجهة التحديات الكثيرة التي أثرت على أعمالها خلال السنوات الأخيرة.

ودخلت الشركة منعطفا مهمّا منذ قرابة العامين، حيث يعكف المسؤولون على تنفيذ خطة لإعادة هيكلتها بالكامل، حتى تستعيد وتيرة نشاطها بعد أن فشلت الحكومات السابقة في إنقاذها.

وفتحت السلطات منذ التدابير التي اتخذها الرئيس قيس سعيد أواخر يوليو 2021 ورشة إصلاح كبيرة لإنقاذ الشركة الغارقة في الديون تهدف لإعادة هيكلتها وفق معايير شفافة.

وتشمل الخطة التي عجزت كل الحكومات السابقة منذ 2011 عن تجسيدها واقعيا، تعزيز الأسطول وخطة مرحلية لتسريح الموظفين لتعزيز قدرتها التنافسية التي تضررت بسبب شبهات فساد وسوء تسيير في إدارتها.

وكانت الشركة قد أبرمت صفقة في أكتوبر 2021 مع شركة سيل آند ليز باك المتخصصة في إيجار الطائرات لشراء 4 طائرات من طراز أيرباص 320 نيو على أن يتم التعاقد على شراء طائرة خامسة في مرحلة لاحقة.

الظروف المالية القاسية التي مرت بها الخطوط التونسية فرضت على الحكومة الإسراع في إعطائها نفسا جديدا لمواجهة التحديات الكثيرة التي أثرت على أعمالها

ولم يتم الكشف عن قيمة الصفقة، لكنها قالت في بيان حينها بعد توقيع العقد إنه “سيتم تسلّم الطائرة الأولى في ديسمبر 2021 أما بقية الطائرات فستحصل عليها الخطوط التونسية تباعا في العام 2022”.

كما ترتكز الخطة، التي يشرف على تنفيذها الرئيس التنفيذي الشلي الذي تم تعيينه في مارس العام الماضي خلفا لإلياس المنكبي، على تعزيز الأسطول وتقليص التكاليف وإعادة تنظيم الشركة، علاوة على تحسين جودة الخدمات خاصة على مستوى التموين.

وبحسب البيانات المنشورة على المنصة الإلكترونية للشركة، فإن أسطول الخطوط التونسية الحالي يتكون من 29 طائرة، من بينها 22 طائرة من نوع أيرباص، و7 طائرات بوينغ.

وتغطي شبكة الرحلات المنتظمة للخطوط التونسية 28 بلدا وأكثر من 44 مدينة في أوروبا والشرق الأوسط وقارة أفريقيا بمعدل 47 رحلة يوميا.

وخلال السنوات العشر الماضية شهدت وضعية الشركة الحكومية أزمة مالية خانقة انعكست بشكل مباشر على جودة الخدمات بدءا من التأخير المستمر في موعد الرحلات وإلغائها مرورا بالصيانة ووصولا إلى مسألة التموين.

11