مكاسب غير مسبوقة لنشاط قطاع الفوسفات في الأردن

استطاعت صناعة الفوسفات في الأردن اكتساب قدرة كبيرة على المنافسة في سوق عالمية آخذة في التنامي، بعد أن حققت قفزة غير مسبوقة في نمو الصادرات، والذي ترى السلطات أنه سيفتح الباب أمام زيادة الإنتاج في الأعوام المقبلة مع فتح أسواق جديدة.
عمّان - أكدت المؤشرات حول نشاط الفوسفات الأردني أن البلد تمكن بفضل خطط تطوير القطاع من تحقيق قفزة قياسية هي الأكبر على الإطلاق في كميات الإنتاج خلال العام الماضي، ما انعكس بوضوح على العوائد وأرباح الشركة الحكومية المشرفة على المجال.
ويحدو المسؤولين عن شركة مناجم الفوسفات المملوكة للدولة أمل أن تدعم النتائج التي تم تحقيقها في عام 2022 موقع الأردن بين كبار المنتجين في المنطقة العربية والعالم، خاصة وأنه يطمح لزيادتها خلال السنوات القادمة.
وحققت الشركة أرباحا إجمالية تشغيلية قياسية بلغت مليارا و58 مليون دينار (1.49 مليار دولار)، بزيادة قدرها 96 في المئة عن عام 2021.
ووصلت مبيعاتها إلى نحو 10.8 مليون طن، وشهدت ارتفاعا في كميات مبيعاتها من السماد لتصل إلى 724.2 ألف طن.
وتعتبر صادرات الفوسفات الأردني أحد المقومات الرئيسية للنمو الاقتصادي، والتي تعول عليها الحكومة في زيادة حجم الإيرادات، بينما تعترضها الكثير من التحديات لمعالجة اختلال التوازنات المالية.
وأظهرت الأرقام الرسمية أن مساهمة الشركة، التي أنتجت نحو 11.3 مليون طن خلال العام الماضي، بلغت نحو 3.085 مليار دولار في الميزان التجاري وميزان المدفوعات، كما رفدت خزينة الدولة بنحو 494 مليون دولار.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الذنيبات خلال إعلان النتائج هذا الأسبوع إن “نتائج أعمال العام الماضي أظهرت ارتفاعا كبيرا في كميات الإنتاج والمبيعات للفوسفات الخام والسماد وحامض الفوسفوريك”.
وأضاف “تم تحقيق أرباح قبل الضريبة بلغت 964 مليون دينار (1.49 مليار دولار)، وأرباح صافية بعد ضريبة الدخل بلغت 735.7 مليون دينار (أكثر من مليار دولار)، منها اثنان في المئة مكافأة الإنتاج للعاملين”.
ووفق الإحصائيات الرسمية بلغت كميات إنتاج الفوسفات الأردني لعام 2021 نحو عشرة ملايين طن من مناجم الحسا والوادي الأبيض والشيدية والرصيفة بعوائد مبيعات بلغت 704.3 مليون دولار.
وبلغت كميات الفوسفات الأردني المصدرة نحو 5.3 مليون طن، والكميات المستهلكة محليا حوالي 4.4 مليون طن.
ويترقب القطاع طفرة خلال المدة المقبلة، في ظل المساعي الحكومية لتبسيط الإجراءات من أجل جذب الاستثمارات الخاصة للعمل في قطاع الفوسفات.
ومن المتوقع أن تسهم الاتفاقية التي وقعتها شركة مناجم الفوسفات مع مجموعة أفكو الهندية في زيادة كمية مبيعات وتصدير الفوسفات بحوالي مليون طن سنويا وبالتالي زيادة الإيرادات.
وذكرت شركة مناجم الفوسفات الأحد الماضي في إفصاح لها على موقع هيئة الأوراق المالية وبورصة عمان أن الاتفاقية التي أبرمتها أخيرا مع أفكو “ستزيد حجم الصادرات بنحو 3 ملايين طن سنويا بدلا من 2.1 مليون طن سنويا، اعتبارا من العام الحالي”.
وأوضحت أنها “ستعمل على تعزيز تنافسية الشركة وحضورها في سوق الفوسفات كإحدى الشركات العالمية، وتعزيز دورها كرائد وداعم للاقتصاد المحلي، وتحقيق المزيد من مكاسب قطاع التعدين الأردني”.
وتمكنت شركة مناجم الفوسفات الأردنية في يونيو الماضي من جني مكاسب خططها الإستراتيجية في هذا القطاع بعدما ضمها بنك مورغان ستانلي الأميركي إلى مؤشراته رسميا لتكون أحدث كيان محلي يدخل هذا النطاق.
وأتاح مؤشر أم.أس.سي.آي مارك اندكس لصناديق الاستثمار العالمية المتخصصة منذ الثلاثاء الماضي إمكانية الاستثمار في الفوسفات الأردني، وهو ما يمنح الشركة فرصة لتحقيق نمو أكبر في المستقبل.
وأصبحت الشركة رابع كيان أردني يدخل مؤشر مورغان ستانلي بعد البنك العربي والبنك الإسلامي وشركة مصفاة البترول التي بدت أسهمها متاحة أمام المستثمرين العالميين منذ مطلع سبتمبر 2021.
وتشير الكثير من التقارير الدولية إلى أن الأردن يعد أحد أبرز منتجي ومصدري الفوسفات بفضل مواصفاته عالية الجودة، إذ يحتوي على ما بين 67 و73 في المئة من ثلاثي فوسفات الكالسيوم، إلى جانب البوتاس والأسمدة الكيميائية.
وبحسب بيانات وزارة الطاقة والثروة المعدنية يمتلك الأردن خامس أكبر احتياطي فوسفات في العالم بواقع 3.7 مليار طن، بعد كل من الصين والمغرب والولايات المتحدة وروسيا.
وتنتج البلاد خام الفوسفات عبر أربع شركات على ملك الدولة، بالإضافة إلى شركة فودجي الأردن للأسمدة التي تنتج يوميا نحو 1.35 ألف طن من فوسفات الأمونيوم ونحو 1.67 ألف طن من اليوريا.
أبرز نتائج 2022
- 3.085 مليار دولار من بيع 10.8 مليون طن
- 1.49 مليار دولار أرباح الشركة الحكومية
- 96 في المئة نسبة نمو الصادرات قياسا بعام 2021
- 11.3 مليون طن من الفوسفات حجم الإنتاج الفعلي
وينتج مجمع الأسمدة الصناعي، الذي تساهم فيه الحكومة بحصة مع مناجم الفوسفات، مادة ثنائي فوسفات الأمونيوم وحامض الكبريتيك والفوسفوريك وفلوريد الألمنيوم. كما تنتج الشركة الهندية الكندية للكيماويات حامض الفوسفوريك.
وبالإضافة إلى الأسمدة المركبة، والتي تقوم الشركة اليابانية - الأردنية بإنتاجها وتصديرها بالكامل إلى اليابان، تقوم شركة هيدرو أغري – الأردن بإنتاج حامض الفوسفوريك والأسمدة المركبة وثنائي فوسفات الأمونيوم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مناجم الفوسفات عبدالوهاب الرواد إن “التقرير أظهر تحسنا في أداء الشركات التابعة والحليفة”.
وأشار إلى ارتفاع كميات إنتاج الشركة الهندية - الأردنية للكيمياويات المملوكة بالكامل للشركة لتبلغ نحو 308 آلاف طن من حامض الفوسفوريك، وارتفاع مبيعاتها بواقع 302 ألف طن.
كما حققت الشركة الأردنية - الهندية للأسمدة (جيفكو) ارتفاعا في إنتاجها من الحامض ليبلغ ما يزيد على 487 ألف طن، وارتفاعا في مبيعاتها بواقع 488 ألف طن.
وأكد الرواد أن شركة الأسمدة الأردنية - اليابانية حققت خلال العام الماضي ارتفاعا غير مسبوق في الأرباح منذ التأسيس، بعد أن ارتفع حجم إنتاجها ليبلغ 244 ألف طن، مقابل ارتفاع في مبيعاتها التي وصلت إلى 232 ألف طن من أنواع الأسمدة المختلفة.
وبين أن المشروع الأندونيسي المشترك حقق أرباحا غير مسبوقة خلال 2022، بلغت نحو 28.3 مليون دولار، وإنتاجا كبيرا لحامض الفوسفوريك بلغ نحو 181 ألف طن نتيجة للجهود التي بذلت للارتقاء بالعملية التشغيلية للمصانع وبمساهمة فاعلة من الجانب الأردني.