حكومة نتنياهو تجس نبض حماس بغارات جراحية في غزة

مقتل فلسطيني وإصابة سبعة آخرين في اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة نابلس في الضفة الغربية، فيما تجري المخابرات المصرية اتصالات للتهدئة.
الاثنين 2023/02/13
توتر متصاعد من الجانبين

غزة – شنّ الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح الاثنين سلسلة غارات على أهداف تتبع حركة حماس في قطاع غزة، ردا على إطلاق صواريخ قبل يومين، كما اقتحم مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، ما أسفر عن ضحايا وإصابات، فيما تجري مصر اتصالات للتهدئة، بحسب مصادر أمنية.

وقال الجيش إنّ طائرات حربيّة "أغارت على موقع لإنتاج المواد الخام الصاروخيّة تحت الأرض تابع لحماس في وسط قطاع غزّة"، بينما أكّدت المصادر الأمنيّة أنّ الغارات أسفرت عن "أضرار جسيمة في الموقع ومحيطه" من دون إصابات.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنّ الغارات جاءت ردّا على "صاروخ أطلق من غزّة مساء السبت" باتجاه المناطق الإسرائيلية واعترضته منظومة القبّة الحديدية المضادّة للصواريخ، محمّلا حماس المسؤولية.

وقال مصدر أمني في غزّة إنّ المقاتلات الإسرائيلية "نفّذت 8 غارات على موقع للمقاومة (تابع لكتائب القسّام الجناح العسكري لحماس) قرب شاطئ البحر في منطقة الشيخ عجلين، جنوب غرب مدينة غزّة، ما أسفر عن دمار كبير وأضرار في منشآت في محيطه".

وأشار إلى أنّ "مدفعيّة الاحتلال استهدفت أيضا بالقذائف نقطتين للرصد قرب السياج الفاصل (الحدودي) شرق بيت حانون (شمال قطاع غزّة) وخان يونس (جنوب)، ما أدّى إلى أضرار تدميريّة في النقطتين".

وأطلقت كتائب القسّام النار باتّجاه الطيران الإسرائيلي، بحسب الناطق باسم حماس حازم قاسم.

وأعلنت كتائب "المقاومة الوطنيّة"، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطيّة، أنّها أطلقت "عددا من الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة".

وقال مصدر في الفصائل الفلسطينيّة إنّ "مسؤولا في المخابرات المصريّة أجرى اتّصالات مع فصائل المقاومة ومع الجانب الإسرائيلي لوقف التصعيد وتهدئة الأوضاع". وتابع "المقاومة ستردّ على أيّ عدوان، وتلتزم التهدئة بقدر التزام الاحتلال بها".

وفي الضفة الغربية، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني فجر الاثنين أن القوات الإسرائيلية قتلت شابا فلسطينيا وأصابت 7 آخرين خلال اقتحام مدينة نابلس.

وقالت جماعة عرين الأسود، وهي مجموعة من المسلحين الفلسطينيين تتمركز في مدينة نابلس وجنين المجاورة وتعرضت لهجمات إسرائيلية مكثفة خلال العام الماضي، إنها نصبت كمينا لوحدة من الجيش. ولم يصدر بعد أي تعليق من إسرائيل على ذلك.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت مدينة نابلس وحاصرت إحدى البنايات السكنية، في شارع سفيان قرب المجمع الغربي للمركبات، وسط إطلاق نار كثيف، وسماع دوي انفجارات في المكان. 

ونقلت عن مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر أحمد جبريل قوله إن العشرات من الشبان أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز السام في المواجهات التي اندلعت في محيط شارع سفيان بالمدينة.

ولفتت الوكالة إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت 48 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري (4 منهم برصاص المستوطنين)، بينهم 10 أطفال وسيدة مسنّة، وأسير في سجون الاحتلال.

وكانت حماس قد سيطرت على قطاع غزة في عام 2007 وخاضت منذ ذلك الحين عدة حروب مع إسرائيل. وعندما تشن الفصائل الأصغر في غزة هجمات على إسرائيل تقوم إسرائيل بالرد على حماس.

ودوت صفارات الإنذار في البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة للتحذير من هجمات صاروخية محتملة.

ويسلط القصف المتبادل الضوء على التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين بعد مقتل ثلاثة إسرائيليين، بينهم طفلان شقيقان، في عملية دهس نفذها سائق فلسطيني الجمعة الماضي عند محطة لانتظار الحافلات قرب حي راموت الاستيطاني، وقبلها بأسبوعين قُتل سبعة أشخاص برصاص مسلح فلسطيني خارج معبد يهودي في القدس الشرقية، وبعدما أسفرت مداهمة إسرائيلية في مخيم لاجئين بالضفة عن مقتل عشرة فلسطينيين.

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات قليلة على إعلان مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر مساء الأحد، موافقته على طلب وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير بالاعتراف بتسع بؤر استيطانية أقيمت في الضفة الغربية المحتلة، وسط توقعات بأن تثير الخطوة توترا مع الولايات المتحدة، التي تعارض إقامة مستوطنات جديدة على أراض يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها.