طوكيو - تعمقت متاعب مجموعة سوفتبنك اليابانية مع إعلانها الثلاثاء عن تسجيل خسارة صافية بنهاية الربع الأخير من العام الماضي مع تهاوي الاستثمارات التقنية.

وظلت وحدة الاستثمار العملاقة فيجن فاند في المنطقة الحمراء للربع الرابع على التوالي، في حين تسببت عمليات بيع التكنولوجيا العالمية في تراجع تقييمات شركات محافظها.

وأعلن صندوق الرؤية، الذي قلب عالم التكنولوجيا رأساً على عقب برهاناته الكبيرة على الشركات الناشئة، عن خسارة استثمارية قدرها 730.36 مليار ين (5.52 مليار دولار) في الفترة بين أكتوبر وديسمبر الماضيين.

أما سوفتبنك نفسها، فقد بلغ إجمالي خسارتها الصافية 783.42 مليار ين (5.92 مليار دولار)، مقارنة بأرباح تخطت بقليل نحو 29 مليار ين (220 مليون دولار) في العام السابق.

وتستثمر المجموعة في مئات من الشركات، بما في ذلك شركة الاتصالات المحمولة سوفتبنك ومزود خدمات الويب ياهو وشركة ديدي لتأجير السيارات وشركة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية.

كما أنها تدير صندوق رؤية الذي يضم مستثمرين عالميين آخرين من بينهم صندوق الاستثمارات العامة السعودية (الصندوق السيادي).

وشكلت الخسارة الصافية أيضا تحولا حادا من أرباح سوفتبنك البالغة 3 تريليونات ين (أكثر من 20 مليار دولار) التي تم الإبلاغ عنها في الربع السابق، في الفترة من يوليو إلى سبتمبر، عندما كانت مدعومة ببيع بعض حصتها في مجموعة علي بابا.

وقالت المجموعة في إفصاح للبورصة إن صندوق رؤية قلص بشكل كبير من الاستثمارات الجديدة وتواصل بيع بعض الاستثمارات القديمة كجزء من “الإدارة المالية الدفاعية الحكيمة” وسط بيئة السوق الصعبة.

وتُظهر النتائج كيف أدى ارتفاع أسعار الفائدة وتعميق التوترات بين الولايات المتحدة والصين والحرب في أوكرانيا إلى إضعاف شهية المستثمرين للأصول ذات المخاطر العالية، مما ألقى بظلاله على محفظة المجموعة الضخمة لاستثمارات الشركات الناشئة.

وجاء الجزء الأكبر من الخسارة في وحدتها صندوق رؤية من الانخفاض الحاد في تقييم الاستثمارات في الشركات غير المدرجة. وكان للوحدة استثمارات في 348 شركة حتى نهاية ديسمبر، منها 305 شركات خاصة.

ومن بين شركات الحافظة المدرجة، ساهمت في هذه الخسارة شركة غوتو غوجيك توكوبيديا Goto الإندونيسية للتجارة الإلكترونية، ومنصة التجارة الإلكترونية الكورية الجنوبية كوبانغ ومزود مساحات العمل وي.وورك.

واستثمر ماسايوشي سون مؤسس سوفتبنك ورئيسها التنفيذي، بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي وغيرها من الشركات الناشئة عالية التقنية من خلال صندوق رؤية في السنوات الأخيرة، حيث حقق أرباحا قياسية وتفاؤلا قويا بشأن التقييمات المستقبلية.

ومنذ ذلك الحين، اضطر إلى تقليص النشاط الاستثماري وخيب أمل السوق في نوفمبر الماضي عندما لم تعلن الشركة عن المزيد من عمليات إعادة شراء الأسهم.

ويُنظر الآن إلى الإدراج المخطط لمصمم الرقائق البريطاني آرم، أحد جواهر التاج لمجموعة سوفتبنك، على أنه أمر بالغ الأهمية لتحسين أدائها المالي وتعزيز عوائد المساهمين.

وأكدت المجموعة أن الطرح من غير المرجح أن يتم خلال سنة المالية الحالية التي تنتهي في مارس المقبل بسبب ظروف السوق، لكنها تهدف إلى طرح آرم للاكتتاب بحلول نهاية 2023.