الاضطرابات الاقتصادية تعمق تدهور عملات الأسواق الناشئة

الليرة التركية هي العملة الأكثر تأثرا حيث سجلت مستوى قياسيا منخفضا جديدا هو الأدنى على الإطلاق عند 18.85 ليرة لكل دولار.
الثلاثاء 2023/02/07
مؤشرات غير مبشّرة

لندن - عمقت الاضطرابات الاقتصادية العالميةُ تدهورَ عملات الأسواق الناشئة، والذي من المرجح أن يؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم على نحو قد يزيد من حدّة أزمات الغذاء والطاقة التي تشهدها الكثير من البلدان.

وأثرت التوترات الصينية الأميركية المتصاعدة على معنويات المستثمرين وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى تسجيل تراجع في الأسهم الصينية الاثنين.

ولئن كانت أسواق المال معتادة على مثل هذه الوضعيات فإن اللافت أن العملات في الكثير من الأسواق، مثل تركيا والهند ونيجيريا، تراجعت بشكل مقلق مع الضبابية التي تعتري الآفاق العالمية.

والعملة الأكثر تأثرا بما يحدث هي الليرة التركية التي سجلت مستوى قياسيا منخفضا جديدا هو الأدنى على الإطلاق عند 18.85 ليرة لكل دولار.

بيوتر ماتيس: الفيدرالي سيظل في وضع تشديد لفترة أطول من المتوقع
بيوتر ماتيس: الفيدرالي سيظل في وضع تشديد لفترة أطول من المتوقع

وجاء ذلك مع تجديد تقرير الوظائف الأميركية المخاوف من زيادة رفع الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي).

وقال بيوتر ماتيس، كبير محللي الفوركس في شركة إن توش كابيتال ماركتس، إن “جداول الرواتب الأميركية تشير إلى أن الفيدرالي من المرجح أن يظل في وضع تشديد لفترة أطول مما تتوقعه الأسواق حاليا، بينما يريد الرئيس رجب طيب أردوغان من البنك المركزي التركي خفض أسعار الفائدة”.

وأضاف لرويترز “مع استمرار التضخم في تركيا عند المستويات المرتفعة بشكل مذهل، فإن أسعار الفائدة الحقيقية، بافتراض أن البنك المركزي يخفض أسعار الفائدة قبل انتخابات مايو، ستنخفض بشكل أعمق إلى المنطقة السلبية. وهذا العامل يلقي بثقله على الليرة”.

ومما زاد الطين بلة أن زلزالا قوته 7.8 درجة في وسط تركيا وشمال غرب سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 2300 شخصا وإصابة الآلاف مع انهيار المباني في جميع أنحاء المنطقة، تبعه زلزال آخر بعد الظهر في جنوب شرق تركيا.

وانخفض مؤشر أم.أس.سي.آي لعملات الأسواق الناشئة بنسبة 0.8 في المئة، حيث أدت المخاوف من زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى ارتفاع الدولار، بينما انخفض مؤشر الأسهم بنسبة 2.2 في المئة واتجه إلى أسوأ أداء يومي له منذ ما يقرب من 3.5 شهر.

وأغلقت الأسهم الصينية على انخفاض حاد، مع انخفاض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 2 في المئة بينما أغلق مؤشر الأسهم الصينية سي.أس.آي 300 منخفضا بنسبة 1.3 في المئة.

وإضافة إلى العلاقات المتوترة بالفعل بين أكبر اقتصادين في العالم، أسقطت طائرة مقاتلة عسكرية أميركية بالون تجسس صينيا مشتبها به السبت الماضي، بعد أسبوع من دخوله المجال الجوي الأميركي لأول مرة.

كما ألغت الولايات المتحدة زيارة كان من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى بكين.

وقال إيبك أوزكاردسكايا ، كبير محللي السوق في بنك سويس كوتي، إن البالون كان “لحظة تحول في العلاقات التي تحسنت مؤخرا بين الولايات المتحدة والصين”.

Thumbnail

وأضاف “هناك الآن خطر متزايد من التصعيد وذلك يضر بالمشاعر الوليدة والتي لا تزال هشة في الأسهم الصينية”.

وفي الهند وسعت أسهم مجموعة أداني مبيعاتها، مما أدى إلى خسارة القيمة السوقية التراكمية إلى 112 مليار دولار، مع قلق بعض المحللين من انتقال العدوى إلى الأسواق الهندية الأوسع.

وتراجعت السندات المقومة بالدولار في نيجيريا بعد أن أكدت وكالة ستاندرد آند بورز الجمعة التصنيف الائتماني لمنتجي النفط في غرب أفريقيا عند بي/بي-، لكنها تحولت إلى سلبية فيما يتعلق بتوقعاتها، مشيرة إلى مخاطر على قدرتها على خدمة الديون.

وانخفضت الأسهم في جنوب أفريقيا بنسبة نصف نقطة مئوية. وأظهرت البيانات أن المستثمرين في الخارج اشتروا 1.17 مليار راند (67.03 مليون دولار) من أسهم جنوب أفريقيا في الأسبوع الماضي.

وتراجع الراند الجنوب أفريقي 0.3 في المئة مقابل الدولار في الوقت الذي كان فيه التركيز منصبا على مؤتمر الاستثمار في التعدين الأفريقي إندابا الذي تحتضنه مدينة كيب تاون.

10