"رسائل إلى جلجامش" معرض ليوم واحد بلوحة واحدة

الشارقة - أقامت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية ضمن فعاليات الدورة الثامنة والثلاثين من معرضها السنوي بمقرها في الشارقة، ندوة ومعرضا بعنوان “رسائل إلى جلجامش” التي تأتي في إطار مبادرة معرض اليوم الواحد واللوحة الواحدة، قدمها الباحث والأكاديمي إحسان الخطيب، بحضور سالم الجنيبي رئيس الجمعية، ولفيف من الفنانين والمهتمين والباحثين.

وبعد افتتاح المعرض استعرض الفنان العراقي المقيم في الإمارات مراحل تطور تجربته الفنية ومجموعته الأخيرة "سبع رسائل إلى جلجامش".

وفي هذه السلسلة من المعارض الفنية يطوع الفنان إحسان الخطيب ألوانه ليخط سبع رسائل إلى جلجامش، لتغدو لوحته أشبه بملحمة مسكونة بالشجن نقشت بألوان وبلغة تلائم أحزان جلجامش والفنان، وتتراءى بين صخب الأشكال والرموز مدينة “الأهوار” الغنية بالمياه والطبيعة الخضراء، وكأنه يخلدها بجمالها بعد أن أصبحت يائسة وقاحلة وبعد أن أدرك الفنان كما جلجامش أن الخلود معضلة أزلية، وأن الحياة التي تسعى في إِثرها لن تنالها أبدًا.

وتجسد لوحات الفنان إحسان الخطيب الواقع المؤلم المأساوي، ولكن ألوانه تحيلنا إلى عالم مليء بالحق والمثالية والجمال والتفاؤل.

وقال الجنيبي إن "الجمعية هي المظلة التي من خلالها يجد الفنانون التشكيليون والباحثون الأكاديميون المساحة والدعم لتقديم منتوجهم الفني والفكري والبحثي، وسنعمل مع جميع الشركاء من كافة المؤسسات الثقافية لرفد الساحة الفنية وإثراء تجربة المشهد الإماراتي الذي يتصدر اليوم العالم، ونحن نعمل جهدنا لتيسير مهمة الفنانين حتى يتسنى لهم الإبداع والإنتاج سواء على المستوى الفكري أو الفني"، ودعا الجنيبي في كلمته أثناء الندوة إلى تكثيف الحوارات والندوات الفنية.

يذكر أن مسيرة الفنان العراقي إحسان الخطيب المقيم في الإمارات منذ عام 1975، تمتد إلى أكثر من أربعين عاما، تحول فيها أسلوبه الفني من التعبيرية الواقعية إلى التجريدية التعبيرية. كما تحول بألوانه إلى أجواء نقاء الصوفية. وخلال مسيرته الفنية خاض الكثير من التجارب على صعيد اللون والخط والحروفية، والعلاقة بين اللون والمساحة. كذلك، شارك في العديد من المعارض المحلية والعربية والأجنبية.