قصف إسرائيلي على غزة ردا على صاروخ بعد وساطة أميركية للتهدئة

غزة – شنّت مقاتلات إسرائيلية غارات عدة على قطاع غزة، صباح الخميس، استهدفت من خلالها مواقع لصناعة الصواريخ تابعة لحركة حماس، دون التبليغ عن وقوع إصابات، فيما أعلنت فصائل مسلحة الرد بـ"رشقات صاروخية"، بعد ساعات قليلة على حث الولايات المتحدة جميع الأطراف على وقف العنف المتصاعد في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات، لكن تسبب القصف بحدوث انفجارات عنيفة، وأضرار بالمنازل المجاورة للمواقع.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن "الطائرات المقاتلة قصفت موقعا لإنتاج وتخزين المواد الخام الكيمياوية التي يستخدمها نظام إنتاج الصواريخ التابع لحركة حماس، وموقعا لإنتاج الأسلحة وكلاهما في وسط القطاع".
وأضاف أن "القصف جاء ردا على إطلاق صاروخ من القطاع إلى جنوب إسرائيل اعترضته القبة الحديدية، مساء الأربعاء".
وتابع "يشكل هذا الهجوم ضرارا كبيرا لقدرة حماس على تقوية وتسليح نفسها وتتحمل الحركة المسؤولية عما يحدث في غزة".
وهزت انفجارات قوية المباني وأضاءت ظلمة الليل في سماء غزة، بينما دوت صفارات الإنذار من جديد في مناطق إسرائيلية حول القطاع للتحذير من قدوم المزيد من الصواريخ قبل فجر الخميس.
وأعلنت كتائب عزالدين القسام الذراع المسلحة لحركة "حماس"، في بيان، قيام وحدات "الدفاع الجوي" التابعة لها بـ"التصدي للطيران الحربي الإسرائيلي المغير على غزة بصواريخ أرض - جو، وبالمضادات الأرضية"، دون المزيد من التفاصيل.
كما أعلن الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اليسارية أنه أطلق رشقات من الصواريخ على إسرائيل في وقت مبكر من الخميس، قائلا إن ذلك رد على الضربات الجوية والعدوان المنهجي على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ولم يصدر تعليق إسرائيلي على إعلان "القسام" و"المقاومة الوطنية"، إلا أن صحيفة "معاريف" العبرية ذكرت أن صفارات الإنذار انطلقت في مناطق غلاف غزة بسبب إطلاق صواريخ، دون تفاصيل أكثر.
ومساء الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض القبة الحديدة لقذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة تجاه إسرائيل.
وقال الجيش في بيان مقتضب "تم رصد إطلاق قذيفة صاروخية واحدة من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية تم اعتراضها من قبل القبة الحديدية".
ولم يصدر إعلان عن المسؤولية عن إطلاق الصاروخ الأربعاء من حماس أو من حركة الجهاد الإسلامي التي أطلقت صواريخ صوب إسرائيل الأسبوع الماضي.
ويسلط القصف المتبادل الضوء على التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين بعد مقتل سبعة أشخاص برصاص مسلح فلسطيني خارج معبد يهودي في القدس الشرقية، وبعدما أسفرت مداهمة إسرائيلية في مخيم لاجئين بالضفة عن مقتل عشرة فلسطينيين.
وحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الطرفين على التهدئة خلال زيارته للمنطقة الثلاثاء، حيث أعاد التأكيد على دعم واشنطن لحل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.
وظلت باربرا ليف، كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين المعنية بشؤون الشرق الأوسط، وهادي عمرو الممثل الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية في المنطقة لمواصلة محادثات التهدئة بين الجانبين.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن غفير في تغريدة بعد إطلاق الصاروخ الأربعاء، إنه سيمضي قدما في خطط لجعل أوضاع الأسرى الفلسطينيين أكثر صعوبة.
وذكر بن غفير أنه طلب من مجلس الأمن المصغر الانعقاد، وقال "إطلاق الصاروخ من غزة لن يمنعني من مواصلة الجهود لإلغاء الأوضاع التي يعيش فيها الإرهابيون القتلة، والتي تشبه المخيمات الصيفية".
وتنفذ إسرائيل مداهمات شبه يومية في الضفة الغربية منذ سلسلة من الهجمات شنها فلسطينيون في إسرائيل العام الماضي. وأدت المداهمات إلى سقوط 35 قتيلا من المسلحين والمدنيين الفلسطينيين في يناير.