الصحافيون في "بي.بي.سي" يتعاملون مع القضايا الاقتصادية بالفطرة

صحيفة تلغراف: تغطية القضايا الاقتصادية في المملكة المتحدة مُعرّضة للخطر.
الأربعاء 2023/02/01
في دائرة الانتقاد

لندن - قالت صحيفة تلغراف البريطانية إنّ صحافيي “بي.بي.سي” يفتقرون إلى فهم أساسيات الاقتصاد، وفقا لمراجعة مُستقلة للتغطية الاقتصادية للمؤسسة، وجدت أن الصحافيين يتعاملون مع قضايا الاقتصاد “بالفطرة”.

وأضافت الصحيفة أنّ “المراجعة خَلَصت إلى أنّ النزاهة في تغطية القضايا الاقتصادية في المملكة المتحدة مُعرّضة للخطر، لأنّ بعض الصحافيين في المؤسسة يضعون افتراضات ولديهم فجوات في معرفتهم”. صحيفة تلغراف

وقيّم خبراء الاقتصاد ما إذا كان قد تمّ تحقيق الحياد الواجب في المواضيع الاقتصادية التي جاءت بتكليف من مجلس هيئة الإذاعة البريطانية، ولاسيما في تغطية موضوع الضرائب والإنفاق العام والاقتراض الحكومي والديون الحكومية.

الكثير من الصحافيين في "بي.بي.سي" يفتقرون إلى فهم أساسيات الاقتصاد أو يفتقرون إلى الثقة في نقلها

ووجدوا أن الكثير من الصحافيين يفتقرون إلى فهم أساسيات الاقتصاد أو يفتقرون إلى الثقة في نقلها، وهذا يجلب مخاطر عالية للنزاهة عند الصحافيين ووسيلتهم.

وأفادوا أنه خلال فترة المراجعة، لاحظوا أن بعض الصحافيين يتعاملون مع الموضوع الاقتصادي بالفطرة حيث يشعرون أن الديون هي ببساطة شيء سيء، ولا يبدو أنهم يدركون أن هذا يمكن الطعن فيه، وبنوا العديد من الافتراضات العامة على هذا الأساس دون أن يلاحظها أحد أو دون أن يصححها أحد.

وتمت ملاحظة الغرابة في تغطية “بي.بي.سي” بالقول إن “زيادة الإنفاق العام أمر جيد” و”التخفيضات الضريبية جيدة”.

وأشار التقرير إلى بيان واحد بث على الهواء قال فيه صحافي في “بي.بي.سي” إن الحكومة “ستضطر إلى كذا وكذا…”. وأضاف “نحن نقدر أن هذا حدث بسبب عرضه على الهواء وربما يكون غير مقصود. ومع ذلك، يجب على صحافيي ‘بي.بي.سي’ توخي الحذر الشديد قبل اقتراح أن الحكومة ستضطر إلى خيارات مثل رفع الضرائب، وخفض الضرائب، وخفض الإنفاق، وزيادة الإنفاق، وخفض الديون، وزيادة الديون، وما إلى ذلك، في أي مجال”.

وأشار الخبراء إلى أن تغطية صحافيي “بي.بي.سي” تتأثر بإغراء الضجة والإثارة وقالوا “نعتقد أن الضجة قضية حيادية. لا نريد أن نشعر بالملل أيضا، ولكن لا يجب أن نرى قصصا أو عناوين رئيسية تبدو وكأنها تطارد الإثارة من خلال تحريك البيانات أو الأدلة، ففي بعض الأحيان تم تقديم البيانات بأكثر الطرق إثارة للقلق”.

وقال التقرير إن الانتقاد كان موجها إلى المراسلين “غير المتخصصين”، لكنه أضاف أنه حتى كبار الصحافيين أظهروا أنهم لا يفهمون جميع الحجج بشكل كامل.

تمت ملاحظة الغرابة في تغطية "بي.بي.سي" بالقول إن "زيادة الإنفاق العام أمر جيد" و"التخفيضات الضريبية جيدة"

وذكر أحد الصحافيين في “بي.بي.سي” للخبراء “نحن نوع من فريق من خريجي الفنون، أساسا”.

وقال آخر إن الافتقار إلى “الرؤساء الحكماء” في غرفة الأخبار أدى إلى تكليف هيئة الإذاعة البريطانية بقصص صحفية شعبية تستند إلى “ما يبحث عنه الناس على غوغل”.

وردا على المراجعة، قال مجلس إدارة هيئة الإذاعة البريطانية “لقد قدم لنا هذا نظرة ثاقبة جديدة في كيفية فهمنا وتقديم الحياد الواجب في هذا المجال الحيوي من السياسة العامة. توفر المراجعة ككل مؤشرات واضحة لكيفية تحسين معايير التحرير وتأثير الجمهور نتيجة لذلك”.

وقال المجلس إنه طلب من تيم ديفي المدير العام وفريقه التنفيذي معالجة القضايا المثارة ووضع خطة عمل.

وقبل أيام، طالب حزب العمال في المملكة المتحدة بفتح تحقيق بعد مزاعم بأنّ رئيس هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” ريتشارد شارب ساعد رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون في ترتيب ضمان لقرض يصل إلى نحو 800 ألف جنيه إسترليني، قبل أن يوصي به جونسون، آنذاك، رئيسا جديدا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”.

5