شعراء جزائريون: التباعد بين الشاعر والناقد يشوش المسار الشعري

أكثر من 30 شاعرا وأديبا شاركوا في فعاليات "أيام الشعر العربي الفصيح".
الاثنين 2023/01/30
آراء تدرك أزمة الشعر وحلولها

بسكرة (الجزائر) - أجمع مشاركون في فعاليات “أيام الشعر العربي الفصيح” التي احتضنتها مدينة بسكرة على أن “انفراج العلاقة المتشنجة بين الشعر والنقد كفيل بكسب رهانات الشعرية الجزائرية”.

دامت “أيام الشعر العربي الفصيح” يومين شارك فيها أكثر من 30 شاعرا وأديبا وقد نظمتها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتنسيق مع المديرية الولائية للثقافة والفنون وتخللها تنشيط أمسيات شعرية ومحاضرات وندوات أدبية وتقديم عروض فلكلورية، فضلا عن تكريم عدد من المبدعين من الشعراء والأدباء.

عبدالقادر رابحي: غياب التفاعل مع الشعر يجعل الشاعر غير مهتم بالنقد
عبدالقادر رابحي: غياب التفاعل مع الشعر يجعل الشاعر غير مهتم بالنقد

وأبرز الشاعر والأستاذ بجامعة سعيدة، عبدالقادر رابحي أن “إشكالية التحديث الشعري لا تزال تثير أسئلة جوهرية حول العلاقة المتوترة بين الشعر والواقع عموما وبين الشعر والواقع النقدي”، مؤكدا أن “صناعة الرأي الشعري لدى المتلقي على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي التي أضحت بديلا عن الكتابة النقدية تتطلب تضييق الهوة بين الشعر والنقد لبناء آفاق شعرية جديدة من شأنها ترقية الإبداع”.

وأضاف أن تحول الحقل الإبداعي إلى دائرة منغلقة يغيب فيها التفاعل والتواصل لا تعطي نتائج إيجابية وقد انعكست سلبا على الشعر مما يستوجب دراسة معمقة بين الأسرة الثقافية للوصول إلى حلول تزيل النظرة النمطية الضيقة التي تذهب إلى القول إن الجمالية تنتهي عند الشعر الموزون، مبرزا أن غياب التفاعل يؤدي إلى جعل الشاعر غير مهتم بالناقد وكحتمية تشوش المسار الشعري.

وطرح الدكتور عاشور فني من جامعة الجزائر في مداخلة بعنوان “الشعرية الجزائرية – رهانات النقد والإبداع” إشكاليات تتعلق بكيفية كسب رهان الشعرية الجزائرية التي تحتاج -حسب رأيه- إلى وقفة لإعادة النظر لكسب رهان الحياة المرتبط بوجود هذا النمط الأدبي عبر وسائل التواصل والرهان الثقافي باعتباره وعاء يحتوي الثقافة الجزائرية لاستعادة مكانته والرهان الجمالي الذي يحدد مكانته وقيمته لدى المتلقي ورهان الكتابة كبديل للمسموع في المناسبات.

وتطرقت الأستاذة بكلية الآداب بجامعة بسكرة غنية بوضياف إلى إشكاليات “الكينونة المرتبكة في التجربة الشعرية”، حيث أوضحت أن النص الشعري النثري برزت فيه أقلام تحاول أن تجد موضع قدم لتجاوز القراءة السطحية للنصوص ومحاولة التجدد والتميز، لافتة الانتباه إلى أن الشعر الجزائري النسوي رغم التجاذبات التي أثرت عليه من ناحية المبنى والمعنى لا يزال ينشد الشعرية في أسمى معانيها لاسيما وأن هذه الأخيرة سمة مشتركة بين كل الأجناس الأدبية.

12