غارات إسرائيلية على غزة بعد هجمات دموية استهدفت جنين

غزة - شنت طائرات حربية إسرائيلية فجر اليوم الجمعة ثلاث غارات على الأقل على قطاع غزة الذي رد مسلحون فيه بإطلاق قذائف صاروخية، وذلك على إثر مقتل 10 فلسطينيين في اقتحام إسرائيلي لمدينة جنين بالضفة الغربية.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بعدد من الصواريخ ثلاثة مواقع لجماعات مسلحة في وسط قطاع غزة وشماله.
وأوضحت المصادر أن الغارات أدت إلى سماع أصوات دوي انفجارات ضخمة وأضرار مادية دون وقوع إصابات.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف في إحدى الغارات موقعا تحت الأرض يتبع لحركة حماس مخصصا لإنتاج الصواريخ وسط قطاع غزة، محملا الحركة "مسؤولية كل ما يحدث في غزة".
فيما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن دفاعاتها الجوية تصدت للطيران الحربي "المعادي" في سماء قطاع غزة بصواريخ أرض - جو وبالمضادات الأرضية.
وخلال الغارات ذكرت مصادر إسرائيلية أنه تم رصد إطلاق عدة قذائف صاروخية من قطاع غزة اعترضتها القبة الحديدية، فيما سقطت قذيفتين في منطقة مفتوحة.
وعند منتصف الليلة الماضية أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة باتجاه مدينة عسقلان. ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن ذلك.
وجاء هذا التطور بعد مقتل 10 فلسطينيين الخميس برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، من بينهم 9 في عملية عسكرية تخللتها اشتباكات مسلحة مع مسلحين فلسطينيين في مخيم جنين للاجئين.
وهذه أكبر حصيلة يومية للتوتر الحاصل في الضفة الغربية منذ عدة أشهر، في وقت ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري إلى 30 برصاص الجيش الإسرائيلي.
وبعد العنف في جنين أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية أنها ستوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل في الضفة الغربية، والذي يُعزى إليه على نطاق واسع المساعدة في الحفاظ على النظام في الضفة الغربية ومنع حدوث هجمات على إسرائيل، فيما انتقدت الولايات المتحدة القرار الفلسطيني بوقف التنسيق الأمني. وسبق أن جمدت السلطة الفلسطينية التعاون مع إسرائيل عدة مرات كتعبير عن الاحتجاج.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تتطلع إلى تصعيد الوضع، على الرغم من أنه أصدر أوامر لقوات الأمن بالبقاء في حالة تأهب في مختلف القطاعات.
وتحدث مسؤولون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول عربية مع المسؤولين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية للحيلولة دون تحول الاشتباكات في جنين، وهي ضمن مناطق شهدت عمليات إسرائيلية مكثفة في الضفة الغربية، إلى مواجهة أوسع نطاقا.
وأثارت تصريحات قيادات في اليمين الديني المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية مخاوف فلسطينية وعربية ودولية من عودة العنف إلى الأراضي الفلسطينية، خاصة بعد اقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باحة المسجد الأقصى في القدس الشهر الماضي.
وحذر بن غفير قبل يومين من عملية عسكرية وشيكة تستهدف قطاع غزة، داعيا إلى تعزيز الأجهزة الأمنية وإنشاء جهاز للحرس الوطني في خطاب يحرض على العنف وتهديد السلم في المنطقة.