زيارة العاهل الأردني إلى قطر تكتسي طابعا أمنيا

توجه قطري – أردني لتوسيع دائرة التنسيق الاستخباري.
الجمعة 2023/01/27
وجود مدير المخابرات الأردني إلى جانب أمير قطر يحمل أكثر من دلالة

اتخذت زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى قطر طابعا استثنائيا هذه المرة بالنظر إلى الوفد المرافق للملك والذي يعد من الحلقة الضيقة المقربة منه، فضلا عن حضور مدير المخابرات أحمد حسني، والذي يشي بأن الجانب الاستخباري كان حاضرا بامتياز في هذه الزيارة التي استقبلتها القيادة القطرية بحفاوة لافتة.

الدوحة - حملت زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والوفد المرافق له، إلى قطر، دلالات عميقة تتجاوز مجرد البحث عن دعم مالي في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعانيها المملكة.

وأصبغ حضور اللواء أحمد حسني مدير المخابرات العامة الأردنية، وجعفر حسان مدير مكتب الملك وزيد مفلح اللوزي سفير الأردن فوق العادة في قطر، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، برفقة العاهل الأردني بعدا سياسيا وأمنيا على الزيارة.

وعلى خلاف الزيارات السابقة التي كانت ذات طابع غير رسمي وتجري تحت غطاء “أخوي”، فإن الزيارة الجديدة للملك عبدالله إلى الدوحة حملت في مضمونها وفق البيان الأردني زيارة عمل، ما يعكس الطابع الرسمي لها.

ويرى مراقبون أن زيارة الملك عبدالله إلى الدوحة الأربعاء تعكس توجها نحو تنسيق أمني وسياسي واستخباري أوسع بين الدوحة وعمان، في التعاطي مع الملفات الإقليمية الساخنة على غرار الملف الفلسطيني، وأيضا ملف إيران.

وجاءت زيارة العاهل الأردني بعد زيارة مفاجئة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الأردن حيث اجتمع بالملك عبدالله، الذي تتسم العلاقة معه بالتوتر.

ويقول المراقبون إن ذهاب الملك عبدالله مع الحلقة الضيقة المقربة منه، إلى الدوحة والحفاوة التي لقيها، يشيان بوجود تحولات في العلاقة بين الطرفين.

ويشيرون إلى أن الأردن، الذي تراجع دوره الإقليمي بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد اتفاقيات “إبراهيم”، يحاول اليوم تدارك الوضع واستعادة جزء من بريق دبلوماسيته، مراهنا في ذلك على حضوره الاستخباري النشط في أكثر من ملف.

في المقابل فإن قطر تسعى اليوم لاستغلال المتغيرات الإقليمية والدولية، ولاسيما انتهاء المقاطعة العربية التي عانت منها لنحو أربع سنوات، وشارك فيها الأردن جزئيا بخفضه تمثيله الدبلوماسي في الدوحة، إلى إعادة تعزيز حضورها العربي والإقليمي وزيادة التنسيق مع محيطها العربي والخليجي وهو ما يفسر السيولة الحاصلة على خط عمان وأبوظبي، كما المنامة.

ووفقا لبيان الديوان الأميري القطري، “فقد بحث الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، وأخوه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، سبل تعزيز الروابط الأخوية وعلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والاستثمارية بما يحقق التطلعات المشتركة للشعبين الشقيقين، وذلك خلال اللقاء الذي عقد مساء الأربعاء”.

زيارة الملك عبدالله والحلقة الضيقة المقربة منه إلى الدوحة، والحفاوة التي لقيها، يشيان بتحول في العلاقات الثنائية

وذكر البيان الأميري أنه تمت مناقشة أبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأوجه تعزيزها بما يحقق الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة. وأقام أمير قطر مأدبة عشاء تكريما للملك عبدالله والوفد المرافق، وحضر المأدبة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس الديوان الأميري وعبدالله بن محمد الخليفي رئيس جهاز أمن الدولة.

ولفتت صورة لمدير المخابرات الأردنية أحمد حسني وهو بجانب الشيخ تميم خلال مأدبة العشاء أنظار المتابعين. ويرجح المتابعون أن يكون اللقاء قد ركز على بحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، لاسيما في ظل التصعيد الإسرائيلي الجاري، وحيث تملك كلتا الدولتان مصالح خاصة في هذه الساحة.

وكانت العلاقة بين الدوحة وعمان قد تأثرت جزئيا بالمقاطعة العربية في العام 2017، قبل أن يجري تصويب الأوضاع بينهما في العام 2019 بتعيين الملك عبدالله اللوزي سفيرا فوق العادة ومفوضا للمملكة في دولة قطر في قطر.

وكان اللوزي قبل تعيينه بمثابة الرجل الثاني في وزارة الخارجية الأردنية، حيث تولى منصب أمين عام الوزارة والمشرف على الأطقم الدبلوماسية للأردن بالخارج، وتعتبر مرتبة “فوق العادة” الأعلى في مراتب السفراء، وتمكن صاحبها من إمكانيات استثنائية لأداء مهامه.

3