استقالات وإقالات في الحكومة الأوكرانية بعد فضيحة فساد

كييف – أعلن عدد من كبار المسؤولين الأوكرانيين الثلاثاء استقالاتهم من وزارة الدفاع والحكومة على خلفية سلسلة فضائح هزت كييف، بعد أن كشفت وسائل الإعلام عن عمليات شراء إمدادات للجيش بأسعار مبالغ بها على ما يعتقد، وفق ما ذكرت السلطات، في وقت تواصل روسيا هجومها العسكري على البلد.
ومن بين المسؤولين المستقيلين نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف الذي كان مسؤولا عن الدعم اللوجستي للقوات المسلحة، ومساعد مدير الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو، ونائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أثارت تقارير إعلامية أوكرانية ضجة واسعة بعد اتهامات وجهت لوزارة الدفاع بالاحتيال عن طريق إبرام اتفاق لتقديم خدمات التموين للوحدات العسكرية المتمركزة في مناطق جيتومير وكييف وبولتافا وسومي وتشيركاسي وتشرنيهيف، بأسعار تزيد ثلاث مرات عن أسعار التجزئة.
وبلغت قيمة العقد الذي أشرف عليه شابوفالوف 13 مليار هريفنيا (371 مليون دولار). ولم تكن المواد الغذائية مخصصة للقوات المسلحة الأوكرانية في الخطوط الأمامية، ولكن في المناطق النائية.
وذكر بيان على موقع وزارة الدفاع على الإنترنت أن استقالة فياتشيسلاف شابوفالوف، كانت "عملا جديرا" من شأنه أن يساعد في الحفاظ على الثقة في الوزارة.
وأكدت وزارة الدفاع في بيان "وإن كانت هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة" فإن مغادرة شابوفالوف "ستسمح بالحفاظ على ثقة المجتمع والشركاء الدوليين، وكذلك ضمان موضوعية" الجهود الرامية إلى الكشف عن ملابسات هذه القضية.
ويأتي ذلك بعد أن أقالت الحكومة نائب وزير تنمية البلديات فاسيل لوزينسكي بشبهة تلقيه رشوة بقيمة 400 ألف دولار "لتسهيل إبرام عقود شراء معدات ومولدات بأسعار مبالغ فيها"، بينما تواجه أوكرانيا نقصا في الكهرباء بعد الضربات الروسية على منشآت الطاقة.
وبرز تيموشينكو، أحد المتعاونين القلائل مع الرئيس منذ انتخاب فولوديمير زيلينسكي في عام 2019، والذي أشرف بشكل خاص على مشاريع إعادة إعمار المنشآت التي تضررت من القصف الروسي، في عدد من الفضائح قبل غزو موسكو وخلاله.
وفي أكتوبر، اتُهم خاصة باستخدام سيارة دفع رباعي منحتها مجموعة جنرال موتورز لأوكرانيا لأغراض إنسانية. وبعد الكشف عن ذلك، أعلن تيموشينكو نقل السيارة إلى منطقة قريبة من خط المواجهة.
وبينما اتهمت صحيفة "أوكراينسكا برافدا" الأوكرانية النافذة سيمونينكو بأنه سافر مؤخرا إلى إسبانيا في إجازة، في حين يحظر على الرجال الأوكرانيين في سن القتال السفر إلى الخارج إلا لأغراض مهنية.
وبحسب الصحيفة، ذهب على متن سيارة مملوكة لرجل أعمال أوكراني يرافقه الحارس الشخصي لهذا الأخير.
وقال زيلينسكي في خطابه الليلي الاثنين إن المسؤولين لن يكون بوسعهم بعد الآن السفر إلى الخارج لأغراض لا علاقة لها بالعمل الحكومي.
وأعلن زيلينسكي مساء الاثنين أن مجموعة من المسؤولين الأوكرانيين سيغادرون مناصبهم.
وأقالت الحكومة الثلاثاء خمسة من حكام المناطق، حسبما أعلن أوليه نمتشينوف، وهو وزير بالحكومة، على تطبيق تيليغرام.
وفي تغيير آخر بعد اندلاع الحرب، أُقيل رئيس جهاز الأمن التابع لجهاز الأمن العام والمدعي العام للدولة من منصبيهما في يوليو الماضي. وكان زيلينسكي يعتبرهما حليفين مقربين، لكنه قال إنهما فشلا في اجتثاث الخونة في منظمتيهما.