هل عاد ويليام بيرنز إلى شمال أفريقيا بسبب ليبيا

القاهرة - ظهر مدير المخابرات الأميركية ويليام بيرنز الاثنين في القاهرة خلال لقاء جمعه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد مرور أقل من أسبوع على زيارته إلى طرابلس وبنغازي، ما دفع مراقبين إلى التساؤل عما إذا كانت عودته إلى المنطقة بسبب ليبيا أم تتعلق بملف آخر؟

وتشير تقارير محلية إلى أن الولايات المتحدة حريصة على إجراء الانتخابات في ليبيا في أسرع وقت ممكن وتشكيل حكومة قوية قد تتحالف معها لاحقا لطرد مجموعة فاغنر الروسية من البلاد.

وتعارض الخطةَ الأميركية أطرافٌ محلية من بينها البرلمان والمجلس الأعلى للدولة اللذان يسعيان لتشكيل حكومة جديدة، ما يعني الدخول في مرحلة انتقالية أخرى، وهو ما يلقى دعما من القاهرة.

وبينما ينتظر الليبيون القاعدة الدستورية التي ستُجرى عليها الانتخابات، خرج رئيس البرلمان عقيلة صالح ليؤكد السبت أنه قدم مقترحا للمبعوث الأممي عبدالله باتيلي يقضي بتشكيل حكومة جديدة.

وقال عقيلة صالح إن “أمام بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا مقترحا حول آليات تشكيل الحكومة الجديدة”، مشيرا إلى أن “فرصة إيجاد حكومة جديدة لا تزال قائمة”.

ونقلت صفحة الناطق باسم مجلس النواب عن عقيلة صالح قوله إن “الانتخابات لا بد أن تكون في ظل حكومة واحدة”، لافتا إلى أنها “ليست غاية، إنما هي وسيلة لإرساء الاستقرار في البلاد”.

وبدوره ركز وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني خلال زيارته إلى القاهرة الأحد على ضرورة إرساء الاستقرار في ليبيا وإجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن، وهو ما بدا رسالة إلى مصر تفيد بالتوقف عن دعم مبادرة عقيلة صالح.

واستقبل السيسي الاثنين ويليام بيرنز، وذلك بحضور رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية بأن السيسي رحب بالمسؤول الأميركي وطلب نقل تحياته إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، مؤكدا متانة العلاقات المصرية – الأميركية والأهمية التي توليها مصر لتدعيم وتعزيز التعاون الراسخ بين البلدين فى مختلف المجالات، خاصة على الصعيد الأمني والاستخباراتي، ولدعم جهود استعادة الاستقرار بالشرق الأوسط في ضوء ما يشهده من تحديات.

من جانبه، نقل بيرنز إلى الرئيس المصري تحيات بايدن، وكذلك تأكيداته على أهمية وقوة العلاقات المصرية – الأميركية، مع تطلع واشنطن خلال الفترة القادمة إلى تطوير علاقات التعاون والشراكة مع مصر، التي تعتبر مركز ثقل منطقة الشرق الأوسط ودعامة الأمن والاستقرار فيه بقيادة الرئيس السيسي لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهد أزمات دولية وإقليمية.

وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين، فضلا عن تبادل وجهات النظر بشأن المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وكان ويليام بيرنز التقى الأسبوع الماضي رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة في طرابلس، والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر في بنغازي.

وقالت حكومة الوحدة الوطنية في بيان إن “الدبيبة استقبل بيرنز بديوان مجلس الوزراء في طرابلس، رفقة القائم بالأعمال في السفارة الأميركية والوفد المرافق له”.

ووفق البيان، حضرت اللقاء وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عادل جمعة.

ونقل البيان عن بيرنز تأكيده خلال اللقاء على “ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين”، مشيدا بـ”الاستقرار والنمو اللذين تشهدهما ليبيا خلال الفترة الأخيرة”.