واشنطن لحفتر: يجب توحيد الجيش الليبي تحت قيادة مدنية منتخبة

بنغازي (ليبيا) - بحث نائب قائد القوات الجوية الأميركية في أفريقيا الجنرال جون دي لامونتاني مع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الأربعاء، “أهمية إعادة توحيد الجيش الليبي تحت قيادة مدنية منتخبة ديمقراطيا”.
جاء ذلك بعد أيام قليلة من لقاء جمع قائد الجيش الليبي مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام جوزيف في بنغازي، فيما يعكس اهتماما أميركيا متزايدا بالوضع في ليبيا، ولاسيما بجهود توحيد المؤسسة العسكرية.
وقال المكتب الإعلامي للجيش الليبي في بيان مقتضب إن حفتر التقى الأربعاء في مكتبه بمدينة بنغازي (شرق) نائب قائد القوات الجوية الأميركية والقائم بأعمال السفارة الأميركية ليزلي أوردمان. وفي حين لم يتطرق البيان إلى تفاصيل اللقاء، قالت السفارة الأميركية لدى ليبيا عبر تويتر إن “الجنرال لامونتاني ناقش مع قائد الجيش الوطني الليبي (قوات الشرق) خليفة حفتر التنسيق الأمني، ومن ضمنه (…) أهمية إعادة توحيد الجيش الليبي تحت قيادة مدنية منتخبة ديمقراطيا”.
ويرى مراقبون أن هذه اللقاءات الأميركية المتواترة تعكس وجود مقاربة أميركية يجري العمل عليها خلف الكواليس في ليبيا، ويشكل توحيد المؤسسة العسكرية وإجراء انتخابات عامة خلال العام الجاري أحد مرتكزاتها.
ويشير المراقبون إلى أن إشارة السفارة الأميركية في بيانها إلى وجوب وجود “قيادة مدنية منتخبة”، لا تخلو من دلالة سياسية في علاقة بتحفظات أميركية على ترشح حفتر للانتخابات الرئاسية المنتظرة، بصفته عسكريا.
ويصر حفتر على المشاركة في الانتخابات المقبلة، ويضغط على مجلس النواب لتضمين مشاركة العسكريين في القاعدة الدستورية، التي لا تزال محل خلاف حتى اليوم.
وكان القائم بأعمال السفارة الأميركية بحث الثلاثاء مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح “أهمية بناء الوحدة ورأب صدع الخلافات لخدمة مصالح الشعب الليبي وتحقيق مطلبه في اختيار قادته الذي طال انتظاره (عبر إجراء الانتخابات)”، وفق تغريدة للسفارة.
والتقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في 12 يناير الجاري كلا من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس (غرب) وحفتر في بنغازي.
لقاءات المسؤولين الأميركيين مع الفرقاء الليبيين تعكس وجود مقاربة يجري العمل عليها خلف الكواليس
وفي الخامس من ذلك الشهر أعلنت الولايات المتحدة دعمها لدعوة مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا عبدالله باتيلي إلى توافق وطني في ليبيا حول تحديد جدول زمني واضح للانتخابات.
وتعذر إجراء انتخابات في ليبيا في الرابع والعشرين من ديسمبر 2021 بسبب خلافات بين مؤسسات الدولة، لاسيما بشأن قانون الانتخاب.
وتتصارع على السلطة، منذ مارس 2022، حكومتان إحداهما برئاسة فتحي باشاغا وكلفها مجلس النواب بطبرق (شرق) والأخرى معترف بها من الأمم المتحدة وهي حكومة الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة يكلفها برلمان جديد منتخب.
ولحل هذه الأزمة أطلقت الأمم المتحدة مبادرة قادت إلى تشكيل لجنة مشتركة من مجلسي النواب والأعلى للدولة (نيابي استشاري) للتوافق على قاعدة دستورية تقود إلى إجراء الانتخابات.
وتشهد هذه اللجنة تعثرا في ظل خلافات بين الطرفين حول مشاركة العسكريين ومزدوجي الجنسية.