سلطنة عمان تحتفي بالفن الفوتوغرافي بصفته أهم الجسور الثقافية

مسقط - نظم المتحف الوطني العماني ممثلًا بمركز التعلم بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى سلطنة عُمان الثلاثاء جلسة نقاشية بعنوان “عُمان في عيون المصورين: تجربة سينوغرافية من خلال عدسة المصورين العُمانيين والفرنسيين”. وحضر الجلسة فيرونيك أولانيون سفيرة الجمهورية الفرنسية لدى سلطنة عُمان وعددٌ من المهتمين بمجال التصوير والفنانين والطلبة.
وتطرق الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني مؤسس جماعة التصوير في جامعة السلطان قابوس في بداية الجلسة النقاشية إلى المراحل التي مر بها التصوير الفوتوغرافي في سلطنة عُمان منذ عام 1970 وحتى اليوم.
وتناول الحسني بداية ملامح قصة الصورة في سلطنة عُمان في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي وظهور بعض الاجتهادات الفردية لعدد محدود من المصورين العُمانيين.
معرض "دروب عطرة" يزخر بروائع من المقتنيات والأعمال الفنية المرتبطة بثقافة الطيب لأبرز الحقب الزمنية
كما ركز على البداية المؤسسية للتصوير الضوئي في عام 1988 من خلال تأسيس مجموعة مصغرة للتصوير الضوئي في النادي الثقافي حيث كانت معارض الصور – على قلتها – انبهارا بالطبيعة الصامتة أو حياة الناس أو العمارة العُمانية مع بعض المحاولات للتجديد.
وأشار الحسني إلى أن تأسيس جماعة التصوير في جامعة السُّلطان قابوس كان بطريقة منظمة في عام 1990، ثم الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية عام 1993، وجمعية التصوير في عام 2012.
وسلط الضوء على ظهور المؤسسات الطلابية وفريق صالة ستال للفنون إضافة إلى بعض المصورين المستقلين الذين درسوا فن التصوير الضوئي ويقدمون تجاربهم بطريقتهم الخاصة بعيدًا عن التأطير المؤسسي.
من جانبها تطرقت الدكتورة جنفييف جاليانو كبير أمناء متحف الفنون الجميلة في ليون إلى تاريخ متحف الفنون الجميلة في ليون وأنشطته وأقسامه، وبينت أسباب دعوة المتحف للمصور الفرنسي فرانتي والغرض الفني لهذا التعاون.
واستعدادًا للمرحلة الثانية من هذا التعاون، دعت السفارة الفرنسية المصور الفرنسي فيرانتي لتصوير المناظر الطبيعية والمواقع الأثرية في سلطنة عُمان من أجل تحديد سياق العرض المتحفي للقطع الأثرية العُمانية للمشاركة في المعرض الذي سيطلقه المتحف الوطني في متحف الفنون الجميلة في ليون، بدءًا من مايو 2023 ثم في المتحف الوطني في عام 2024.
من جهته استعرض المصور فرانتي عمله في تصوير الآثار وعن مهمة عمله في سلطنة عُمان وأبرز الأفكار التي ستظهر من السينوغرافيا التي يعمل عليها مع الدكتورة جنفييف جاليانو، إضافة إلى مشاركة أفكاره حول تصوير جوهر السلطنة وترجمته الفنية والتقنية في التصوير الفوتوغرافي.
كما شاركت المصورة العُمانية ريم الشيخ المتخصصة في الفنون الجميلة التجريدية خطوات مسيرتها والدوافع وراء عملها الذي قادها إلى أن تكون مصورة كما هي عليه اليوم، وكيف بنت هويتها الفنية؟ وكيف تنعكس هذه الهوية في رحلتها من التصوير إلى التجريد؟
وتحدث المصوران محمود الزدجالي وإسراء البلوشية من صالة ستال للفنون عن تجربتهما في كونهما من المصورين الشباب في سلطنة عُمان، ومهماتهما تجاه الشباب، وتطرقا إلى أهداف المصورين المحترفين في عُمان ودورهم في تمثيل سلطنة عُمان في المحافل الدولية.
ووضحا كيف أن التصوير الفوتوغرافي يعزز قيم التواصل بين الأجيال، وبين الأبعاد الجغرافية وكيف يقوي الروابط الثقافية والفنية.
وصاحب الجلسة معرض مصغر لمجموعة من الصور الفوتوغرافية تم التقاطها من قبل المشاركين في الجلسة النقاشية والتي تبرز لمحات من المناظر الطبيعية والمواقع الأثرية في سلطنة عُمان.
الجدير بالذكر أن الجلسة النقاشية قدمت بانوراما عالمية حول فن التصوير الفوتوغرافي كما يُمارس في الوقت الحاضر من خلال استعراض تجارب المصورين الفرنسيين والعُمانيين في التقاط المناظر الطبيعية والمواقع الأثرية في سلطنة عُمان.

وأتاحت الجلسة فرصة للتجربة التفاعلية للجمهور في فهم نطاق فن التصوير الفوتوغرافي في المنطقة وتحدياته واحتياجاته وآفاقه بالإضافة إلى مد جسور التواصل بين المصورين الفرنسيين والعُمانيين المشهورين والناشئين، كما ناقشت عدة تساؤلات حول الهوية والذاكرة والإرث.
وتم خلال الجلسة التركيز على الروابط السينوغرافية بين أشكال الفن المتعددة وكيفية تنفيذ التصوير الفوتوغرافي الحديث في معرض يستعرض مقتنيات أثرية من العصور القديمة.
وتأتي استضافة المتحف الوطني للجلسة النقاشية في إطار التعاون المتحفي والثقافي بين المتحف ومتحف الفنون الجميلة في ليون والذي أثمر عن إقامة معرض “دروب عطرة” في بيت جريزة من السابع عشر من أكتوبر الماضي إلى الـ7 من مايو 2023.
وتجدر الإشارة إلى أن معرض “دروب عطرة” يزخر بروائع من المقتنيات والأعمال الفنية المرتبطة بثقافة الطيب لأبرز الحقب الزمنية بدءًا من العصر الفرعوني وصولًا إلى الفن الطلائعي الذي يتجسد في تحفة فنية من الفخار المزجج للفنان العالمي بابلو بيكاسو، وهي المرة الأولى التي تعرض فيها أعمال لهذا الفنان العالمي في سلطنة عُمان.