صلالة (سلطنة عمان) - دخلت سلطنة عمان الأحد مرحلة جديدة في سياق خططها الطموحة في إنتاج واستخدام المصادر النظيفة، عندما دشنت أول منشأة لإنتاج الأمونيا في ولاية صلالة التابعة لمحافظة ظفار بتمويل من جهاز الاستثمار.

وتبلغ طاقة المصنع البالغة تكلفته 178 مليون ريال (465.3 مليون دولار) والذي يمثل أحد أبرز مشاريع شركة أوكيو العمانية للطاقة الحكومية، ألف طن يوميا من الأمونيا السائلة.

ويبرز في طيات التحول نحو إنتاج الطاقة النظيفة في السلطنة سباق بين دول الخليج العربي الأخرى، أملا في تطوير قطاع تجعلها تجني منه المزيد من العوائد مع تركيز قاعدة صناعية بهذا المجال.

وتعتبر الأمونيا مكونا رئيسيا في صناعة الأسمدة. ويشهد الطلب عليها نموا مطردا في الأسواق العالمية، حيث تدخل في صناعة العديد من المنتجات الأخرى كمنتجات التنظيف وأجهزة التبريد.

كما تُعد من بين العناصر المرتبطة بصناعة الهيدروجين الأخضر حيث تُستخدم كناقل لها ضمن مشاريع الطاقة البديلة.

ويتم إنتاج الأمونيا الزرقاء عندما يتم التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون الناتج أثناء الإنتاج التقليدي للأمونيا. ويمكن استخدام الأمونيا الزرقاء، والتي يمكن نقلها باستخدام السفن، في محطات الطاقة لإنتاج كهرباء منخفضة الكربون.

ومن المتوقع أن يُسهم المشروع في تعزيز الاستفادة من الموارد الطبيعية لأحد أضعف اقتصادات الخليج العربي، ودعم جهود وخطط التنويع الاقتصادي بالإضافة إلى تعزيز تصدير المنتجات العُمانية للأسواق العالمية.

ونقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية عن محافظ ظفار مروان بن تركي آل سعيد قوله خلال افتتاح المنشأة إن “مثل هذه المشاريع في قطاع البتروكيمياويات والتي ينفذها جهاز الاستثمار من خلال مجموعة أوكيو من شأنها أن تُسهم في تعزيز خطط النمو والتّنويع”.

وأوضح أن هذه الخطوات تتواكب مع التنمية الشاملة التي يقودها السُّلطان هيثم بن طارق لتعزيز التنويع الاقتصادي في البلاد بما ينسجم مع “رؤية 2040”.

وسيُسهم المصنع في مجال القيمة المحلية المضافة بإنفاق أكثر من 200 مليون دولار أثناء فترة البناء على المشتريات من الشركات المحلية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتوفير الوظائف المباشرة وغير المباشرة وبرامج التدريب وبناء قدرات الشباب.

وقال ملهم الجرف نائب رئيس جهاز الاستثمار ورئيس مجلس إدارة أوكيو “يُعد مصنع الأمونيا أحد مشاريع النمو الإستراتيجية وهو يتواءم مع توجهات جهاز الاستثمار نحو تعزيز الاستثمار في الصناعات الثقيلة والتحويلية والاستفادة من الموارد الطبيعية بهدف زيادة إسهاماتها في الناتج المحلي الإجمالي”.

ووفق البيانات المنشورة على المنصة الإلكترونية لأوكيو فإن الشركة تنشط في 17 بلدا حول العالم، لكن لا توجد معلومات دقيقة حول حجم استثماراتها الخارجية.

وتغطي عمليات أوكيو سلسلة القيمة الكاملة بدءا من الاستكشاف والإنتاج مرورا بالنقل والتخزين والمصافي والبتروكيمياويات وصولا إلى المنتجات النهائية وتوزيعها وتسويقها في أكثر من 60 بلدا وهو ما يجعلها إحدى الشركات الرائدة في قطاع الطاقة.

وقال طلال العوفي الرئيس التنفيذي لمجموعة أوكيو إن “المصنع يعمل على تحقيق أقصى استفادة من الغاز الغني بالهيدروجين الناتج من عمليات مصنع صلالة للميثانول لتعظيم الاستفادة منه وتحويله إلى أمونيا ليتم تسويقه إلى مختلف الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية”.

وأكد أن العمانيين يمثلون نحو 80 في المئة من إجمالي القوى العاملة بالمشروع، وهو ما يعطي دليلا آخر على حرص الحكومة على توطين الوظائف ومقاومة آفة البطالة على نحو أفضل.

وأشار العوفي إلى أن المصنع تمكن مؤخرا من تصدير خمس شحنات من الأمونيا عبر ميناء صلالة عن طريق شركة أوكيو للمتاجرة، الذراع التجارية للمجموعة، لتعزيز الصادرات العُمانيّة في الخارج.