إسرائيل تنشّط سياسة الاغتيالات في الضفة الغربية

الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات اغتيال "علنية" للقادة الفلسطينيين.
الأحد 2023/01/15
البحث عن هدف جديد

جنين (الضفة الغربية) - أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في جنين السبت، أن الجيش الإسرائيلي قام باغتيال ناشطيْن في صفوفها عند مدخل بلدة جبع في جنوب جنين بعد استهدافهما داخل مركبة، في خطوة يرى مراقبون أنها تنشيط لسياسة الاغتيالات الإسرائيلية.

ويرى خبراء أن اغتيال إسرائيل لنشطاء من حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية لن يكون نهاية لمسلسل التصفيات، ويعتبرون أنها ستواصل تلك السياسة رغم مخاطر التصعيد الناجمة عنها.

وخلال العملية العسكرية الأخيرة التي شنتها على قطاع غزة من الخامس وحتى السابع أغسطس الماضي، تمكنت إسرائيل من اغتيال اثنين من كبار قادة سرايا القدس، وهما تيسير الجعبري وخالد منصور. وردا على ذلك، أطلقت الحركة المئات من الصواريخ باتجاه المناطق الإسرائيلية المحاذية للقطاع.

أحمد رفيق عوض: إسرائيل تتعامل مع الاغتيالات كسياسة ثابتة
أحمد رفيق عوض: إسرائيل تتعامل مع الاغتيالات كسياسة ثابتة

وكانت آخر عملية اغتيال شنتها إسرائيل (قبل اغتيال الجعبري ومنصور) في نوفمبر 2019، حينما صفّت بهاء أبوالعطا القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة الجهاد.

ومنذ انتهاء الحرب الرابعة على غزة (عام 2014) لم تنفذ إسرائيل عمليات اغتيال “علنية” للقادة الفلسطينيين.

وخلال انتفاضة الأقصى (2000 - 2005) شنت إسرائيل عمليات اغتيال واسعة شملت معظم قيادات الصف الأول لحركة حماس، وعلى رأسهم زعيمها أحمد ياسين. كما شملت حملة الاغتيالات قيادات بارزة في الفصائل الفلسطينية الأخرى من بينهم أبوعلي مصطفى زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

ويرى المحلل السياسي أحمد رفيق عوض رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس (بالضفة الغربية) أن إسرائيل “لن تتخلى عن سياسة الاغتيالات”.

وقال عوض إن “إسرائيل تتعامل مع سياسة الاغتيالات كسياسة ثابتة، وإن قادها ذلك إلى دفع ثمن كبير”.

وتشكل مخيمات اللاجئين في جنين منذ إقامتها مصدر قلق لإسرائيل، خاصة مخيم جنين الذي تحوّل بالنسبة إلى الفلسطينيين إلى رمز للمقاومة.

وتقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “مخيم جنين لا يسبب حرجا فقط لإسرائيل بل للسلطة الفلسطينية نفسها التي لم تستطع حتى الآن فرض سيطرتها عليه”.

وتشير في تقرير إلى أن “تعاظم قوة المسلحين في مخيم جنين كان سببه اتساع رقعة الاتجار بالسلاح من إسرائيل إلى الضفة الغربية من خلال ثغرات في جدار الفصل”، وزعمت أن غالبية السلاح دخلت إليه من مدينة أم الفحم.

ووصفت الصحيفة المخيم بأنه “قنبلة موقوتة” و”غزة جديدة”، بعد أن فهم المسلحون فيه آليات العمل الإسرائيلية واستنسخوا تجارب القطاع المحاصر.

وبينت أن “الفصائل الفلسطينية وخاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي تجري في المخيم تدريبات عسكرية لعناصرها، كما تواجه قوات الجيش الإسرائيلي التي تحاول دخوله مقاومة من خلال إطلاق النار ونصب العبوات المتفجرة، وهو ما لا يجرى بمثل هذا الشكل في أي مخيم آخر بالضفة الغربية”.

تعاظم قوة المسلحين في مخيم جنين كان سببه اتساع رقعة الاتجار بالسلاح من إسرائيل إلى الضفة الغربية من خلال ثغرات في جدار الفصل

وهدد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي بشن عملية عسكرية على محافظة جنين في شمالي الضفة الغربية بعد تصاعد الهجمات على تل أبيب من داخلها.

وقال كوخافي في مقابلة مع القناة الإسرائيلية 12 “إذا زاد حجم الهجمات التي تنطلق من مدينة جنين بشكل عام، أو مخيم اللاجئين (مخيم جنين) بشكل خاص، فقد يكون من الحتمي أن تكون عملية تطهير الخلايا الإرهابية في هذه المنطقة أمرًا حتميًا”.

ويعرف مخيم جنين بصلابته في مواجهة الجيش الإسرائيلي، حيث خاض معارك ضارية ضده.

وتشهد الضفة الغربية منذ أشهر تطورا لافتا في بروز مجموعات مسلحة غير تقليدية تنشط في شن هجمات ضد أهداف إسرائيلية وتكتسب زخما شعبيا متصاعدا.

وبينما تركزت عمليات تلك المجموعات في كل من جنين ونابلس في شمال الضفة الغربية، فإنها سرعان ما انتقلت إلى مناطق أخرى بنفس الحدة تقريبا سواء في الخليل جنوب الضفة أو رام الله العاصمة الإدارية للسلطة الفلسطينية.

وأبرز هذه المجموعات كتيبة جنين التي نشأت في جنين، وعرين الأسود ومقرها في نابلس، والأخيرة حظيت بالتفاف شعبي واسع النطاق حولها.

3