شارلي إيبدو تتحدى التهديدات الإيرانية برسوم ساخرة جديدة

الحرس الثوري الإيراني يتوعد العاملين في مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية بالانتقام.
الخميس 2023/01/12
صوت مزعج للملالي

طهران - توعد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي بالانتقام من العاملين في مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية، بعد نشرها رسوما ساخرة من المرشد الإيراني علي خامنئي ولرجال الدين.

ونقلت وكالة أنباء “إيرنا” الإيرانية عن سلامي قوله “المسلمون سينتقمون عاجلا أم آجلا.. مصير الظالمين سيكون كمصير سلمان رشدي. سيتم الانتقام من العاملين في الصحيفة عاجلا أو آجلا، وقد تعتقلون المنتقمين لكن الأموات لن يحيوا من جديد”.

ونشرت مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة رسوما جديدة تنتقد النظام الإسلامي في إيران، بعد أن أثارت رسومها الكاريكاتورية لرجال الدين في إيران الأسبوع الماضي أزمة دبلوماسية بين باريس وطهران، كما هدد مسؤولون إيرانيون بالانتقام.

وكتب مدير تحرير المجلة المعروف بـ”ريس” في العدد الأخير الذي صدر الأربعاء “رجال الدين ليسوا سعداء. لا يبدو أن الرسوم الكاريكاتورية لمرشدهم الأعلى… تضحكهم كثيرا”.

300

رسم ساخر أرسلها إيرانيون منفيون خصوصا اختيرت منها الأكثر نجاحا في توصيل الفكرة

ومن بين الرسوم الـ300 التي أرسلت إلى المجلة والتي رسمها إيرانيون منفيون خصوصا، اختيرت “الأكثر نجاحا في توصيل الفكرة والأكثر أصالة”، كما أوضح ريس في افتتاحية العدد المثير للجدل.

وفي وقت سابق، وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان نشر الرسوم الكاريكاتورية لخامنئي في “شارلي إيبدو” بأنها “إهانة للمقدسات”، وقال إن “اللوبي” الإسرائيلي متورط في تصرفات هذه المجلة. وأضاف “على الدول الإسلامية ألا تسمح للغرب بإهانة المقدسات”. وتابع عبداللهيان “إن العمل المهين وغير اللائق الذي تقوم به صحيفة فرنسية في نشر رسوم كاريكاتورية ضد السلطة الدينية والسياسية لن يمر دون رد حاسم وفعال، ولن نسمح للحكومة الفرنسية بأن تتجاوز حدودها”. وحذر الحكومة الفرنسية من أنه “لن نسمح لها بتجاوز حدودها”.

وجاء رد فعل وزير خارجية إيران على مسابقة الرسوم الكاريكاتورية التي أطلقت عليها “شارلي إيبدو” “خلع خامنئي!”، وأعلنت عن الرسوم الكاريكاتورية المختارة في الأيام الأخيرة. وكتبت المجلة الأسبوعية عن هذه المسابقة “في الثامن من ديسمبر من العام الماضي، أطلقنا مسابقة رسوم كاريكاتورية لمرشد جمهورية إيران الإسلامية. أردنا دعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية من خلال الاستهزاء بهذا المسؤول الديني رفيع المستوى، الذي ينتمي إلى عصر آخر وإلقائه في مزبلة التاريخ”.

ونشرت “شارلي إيبدو” الرسوم الكاريكاتورية في إصدار خاص بمناسبة ذكرى الهجوم الدامي على مكتبها في باريس في السابع من يناير 2015، والذي نفّذه مهاجمون أعلنوا أنهم يتصرفون باسم القاعدة، انتقاما من قرار المجلة نشر رسوم كاريكاتورية تمثل النبي محمد.

وتجمع العشرات من الإيرانيين الأحد أمام السفارة الفرنسية في طهران حيث أحرقوا الأعلام الفرنسية، فيما تعرّض موقع “شارلي إيبدو” لهجمات إلكترونية.

ودخل حلفاء إيران أيضا على خط الدعم للملالي، حيث دعا حزب الله اللبناني السلطات الفرنسية إلى معاقبة مجلة “شارلي إيبدو”.

ووصف الحزب نشر المجلة الفرنسية لهذه الرسوم بـ”العمل القبيح”، وقال إن “الاختباء خلف مقولات حرية الرأي وحرية التعبير وحرية الإعلام أصبح مكشوفا ولا ينفع أصحابه”.

ووصفت مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية تهديدات النظام الإيراني ضدها بأنها مؤشر على هشاشة وضعف الدكتاتورية الدينية في إيران.

الشبكة العالمية للدفاع عن حقوق رسامي الكاريكاتور تؤكد أن النظام في إيران يهدد "شارلي إيبدو" لتحويل انتباه العالم عن جرائمه

وفي إشارة إلى الهجمات على موقع المجلة، كتبت “شارلي إيبدو”، “الملالي غير راضين. يبدو أن الرسوم الكاريكاتورية للمرشد الأعلى المنشورة على هذه الصفحات الأسبوع الماضي، لم تضحكهم”. وأضافت المجلة “لقد شعر نظام الملالي بالتهديد إلى درجة أن مهاجمة موقع إلكتروني لإحدى الصحف الفرنسية أمر حيوي لوجوده. من ناحية، إنه شرف (لنا) ومن ناحية أخرى، هو بشكل خاص دليل على أنهم يشعرون بالهشاشة في قوتهم… ما الذي يفهمه الملالي عن الرغبة والعاطفة؟”. وأشارت “شارلي إيبدو” إلى أن “ما يحدث في إيران ليس مجرد ثورة ديمقراطية، إنه تمرد للرغبات والمتعة. أولئك الذين حكم عليهم بالإعدام في طهران ليسوا كبار السن من الرجال والنساء الذين عاشوا حياة عاطفية. إنهم شباب في فجر حياتهم مفعمون بالأمل والرغبة”.

وأعلن مكتب المدعي العام في باريس عن فتح تحقيق في الهجوم على الموقع الإلكتروني لمجلة “شارلي إيبدو”. ووفقا للتقارير، تم اختراق الموقع الخميس، وتم تعطيل قسم المبيعات عبر الإنترنت. جاء هذا الهجوم بعد نشر صور كاريكاتورية عن خامنئي في هذه المجلة. وتشهد إيران منذ السادس عشر من سبتمبر احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام على توقيفها من جانب شرطة الأخلاق، لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

ومنذ ذلك الحين، حكم على 18 شخصا بالإعدام على خلفية الاحتجاجات، وفقا لإحصاء جمعته وكالة فرانس برس من إعلانات رسمية، وقد نفّذ الحكم بأربعة رجال حتى الآن، ما أثار موجة غضب دولية.

يذكر أن الشبكة العالمية للدفاع عن حقوق رسامي الكاريكاتور، في إشارة إلى تصرفات النظام الإيراني باضطهاد وسجن وإعاقة وقتل الفنانين والصحافيين والأكاديميين والرياضيين داخل البلاد وخارجها، قالت إن النظام في إيران يهدد “شارلي إيبدو” لتحويل انتباه العالم عن جرائمه. وأشارت في بيان إلى أن الرسوم الكاريكاتورية لخامنئي التي نشرتها صحيفة “شارلي إيبدو”، والتي تدين الرقابة والإعدام ووحشية الشرطة، هي نفس الأعمال التي تنشر في معظم المنشورات الأوروبية.

5