استدارة سعودية للطاقة النووية مع تعثر كبح برنامج إيران النووي

الرياض - قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان اليوم الأربعاء إن المملكة تعتزم استخدام مواردها المحلية من اليورانيوم لتطوير صناعة الطاقة النووية في البلاد، ما يكشف اهتماما متزايدا من قبل الرياض بمشاريع متعلقة بالطاقة النووية والوقود النووي، وفي خضم مخاوف سعودية من البرنامج النووي الإيراني، في ظل رفض طهران الالتزام بتعهداتها النووية الواردة في اتفاق 2015.
وأضاف الوزير السعودي أن الاكتشافات الأخيرة أظهرت محفظة متنوعة من اليورانيوم في المملكة، وهي أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم.
وتمتلك السعودية برنامجا نوويا ناشئا ترغب في توسيعه ليشمل تخصيب اليورانيوم، بما له من حساسية نظرا لدوره في صناعة الأسلحة النووية. وأعلنت الرياض أنها تريد استخدام الطاقة النووية لتنويع مزيج الطاقة لديها.
ولم يتضح بعد إلى أين سينتهي طموح المملكة بعد أن أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 2018 أن بلاده ستطور أسلحة نووية إذا فعلت منافستها الإقليمية إيران ذلك.
ويثير برنامج إيران جدلا، لاسيما منذ انسحاب الولايات المتحدة في 2018 من اتفاق حول الملف النووي كانت طهران توصلت إليه مع الدول الكبرى، وتراجع إيران التدريجي عن التزاماتها في الاتفاق التي كان هدفها الإبقاء على الطابع المدني للبرنامج.
وأعلنت طهران مؤخرا أنها رفعت درجة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة، لتقف على بعد 30 في المئة فقط من النسبة المطلوبة لإنتاج سلاح نووي، وهي 90 في المئة.
ونددت الرياض مرارا برفض طهران الخضوع للالتزامات النووية، ودعت القوى الغربية إلى تشديد إجراءاتها لمنع إيران من إنتاج قنبلة نووية، ما ستكون له تداعيات كبيرة على أمن المنطقة.
وقال وزير الطاقة أمام مؤتمر لصناعة التعدين في الرياض "تعتزم المملكة استخدام مواردها الوطنية من اليورانيوم، بما في ذلك (إقامة) مشاريع مشتركة مع الشركاء الراغبين، وفقا للالتزامات الدولية ومعايير الشفافية".
وأضاف أن استخدام المملكة لمواردها من اليورانيوم يشمل "دورة الوقود النووي الكاملة التي تشمل إنتاج الكعكة الصفراء واليورانيوم منخفض التخصيب وتصنيع الوقود النووي، لاستخدامه على الصعيد الوطني وبالطبع للتصدير".
وتمتلك الإمارات العربية المتحدة أول محطة طاقة نووية متعددة الوحدات في العالم العربي، لكن السلطات الإماراتية تعهدت بعدم تخصيب اليورانيوم بنفسها وعدم إعادة معالجة الوقود المستنفد.
وتحتاج المفاعلات النووية إلى اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء حوالي 5 في المئة، لكن نفس التقنية يمكن استخدامها أيضا لتخصيب المعدن الثقيل إلى مستويات أعلى، بحيث تصبح صالحة للاستخدام في صنع الأسلحة.
وكانت هذه القضية جوهر المخاوف الغربية والإقليمية من برنامج إيران النووي، ودافعا وراء إبرام اتفاق عام 2015 بين طهران والقوى العالمية، الذي وضع حدا للتخصيب عند نسبة 3.67 في المئة.