السيسي يحذر العالم من تداعيات استمرار حرب أوكرانيا

الرئيس المصري يطمئن شعبه بأن البلاد تسير على الطريق الصحيح وإن كانت تعاني، داعيا إياهم إلى عدم الاصغاء إلى الشائعات.
السبت 2023/01/07
رسائل طمأنة

القاهرة - حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الجمعة، من تأثر "دول كثيرة" بأزمة اقتصادية حال استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022، في حين بعث برسائل طمأنة لجموع شعب بلاده.

وقال السيسي في خطاب للمصريين أثناء حضوره جزءا من قداس ليلة عيد الميلاد الرئيسي بالبلاد، وعقب تقديمه التهنئة بعيد الميلاد، "أرى وأسمع أن الناس في مصر قلقة وخائفة (..) من فضلكم لا تخافوا وأنا سعيد بخوفكم على مصر".

وزار السيسي الكاتدرائية لتقديم التهنئة للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية والأقباط، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، كما صافح عشرات الأقباط بمجرد وصوله كما التقط صور سيلفي مع عدد منهم، وسط استقباله بأعلام مصر ولافتات التحية والترحيب.

وطمأن المصريين بأمرين قائلا "أولا ربنا موجود وهو أعز وأكبر من الكل ويقدر يعمل كل حاجة لنا ونحن نعمل لنستحق ذلك، وثانيا إننا كحكومة ودولة حريصون على التعامل مع الأزمة الكبيرة الموجودة بالعالم".

وأضاف "الأزمة الموجودة بالعالم (جراء حرب أوكرانيا) تأثيراتها ضخمة، والأحوال ستبقى بعدها مختلفة عما قبلها، والأزمة الاقتصادية ستؤثر في دول كثيرة لو الحرب استمرت هذا العام أو أكثر".

وعن الأوضاع بمصر، قال السيسي "الحمد لله نسير بشكل جيد وإن كنا نعاني، ولكن لا نخاف ولا نقلق ولا نسمع للشائعات".

ووفق مراقبين، تأثرت مصر التي تعتمد على استيراد القمح والزيوت لا سيما من أوكرانيا وروسيا، بتداعيات حربهما مثل دول بالمنطقة، وأطلقت الحكومة عدة مبادرات للحماية الاجتماعية عبر رفع رواتب وتدعيم سلع وإطلاق حملات رقابة على الأسواق لمواجهة ارتفاع الأسعار مع تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار.

ويأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه وكالة بلومبرغ الأمريكية، الأربعاء، إن الشركات المصرية خفضت الإنتاج وقلصت الوظائف، في ظل معاناتها مع تأثير الخفض الدراماتيكي لقيمة العملة المصرية، وهو قرار اتخذته السلطات المصرية للحصول على صفقة قروض من صندوق النقد الدولي.

قال ديفيد أوين، الخبير الاقتصادي لدى شركة "إس آند بي غلوبال ماركت إنتليجنس" (التي تقيس أداء اقتصاد القطاع الخاص غير النفطي)، إن "الإنتاج تراجع، وتراجعت الأعمال الجديدة تراجعاً حاداً، لكن بمعدلات أضعف، إذ تربط الشركات تراجع المبيعات، بشكل رئيسي بالضغوط التضخمية".

وأوضح أوين أنه بينما تُحمِّل الشركات نسبةً أكبر من مصروفاتها على العملاء، فإن الشواغل حول التكاليف دفعتها إلى "تقليل عدد العمالة لديها، وخفض مخزونات المدخلات في ديسمبر ، مما أدى إلى زيادة إضافية في تراكمات العمل".

ومصر، صاحبة أكبر تعداد سكاني في الشرق الأوسط، تأثرت تأثراً شديداً بالتداعيات الاقتصادية التي خلّفها الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في فبراير 2022، كما تآكلت الاحتياطيات الأجنبية، إلى جانب أن أزمة العملة الناتجة تسببت في تعطُّل بضائع بقيمة مليارات الدولارات في الموانئ.

كان الإنتاج في مصر محدوداً في شهر ديسمبر 2022، بسبب الانخفاض الحاد في النشاط الشرائي، فضلاً عن ضعف السيولة ونقص الإمدادات بسبب ضوابط الاستيراد، وذلك وفقاً لاستبيان لشركة "إس آند بي غلوبال".

وخفضت السلطات المصرية قيمة الجنيه المصري مرتين في 2022، وتعهدت في أكتوبر 2022، بتبنّي سياسة سعر صرف مرنة للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار.

لكن إضعاف العملة رفع مستوى التضخم إلى أعلى مستوى له تقريباً منذ خمس سنوات، مما يضع مزيداً من الضغوط على كاهل المستهلكين. وتراجع الجنيه المصري، الأربعاء 4 يناير الثاني 2023، إلى أكثر من 26 للدولار، وكان الجنيه المصري قبل أقل من عام يجري تداوله داخل نطاق ضيق دون 16 جنيهاً للدولار، وفقاً لوكالة رويترز.

تعاني مصر من نقص حاد في العملة الأجنبية على الرغم من خفض قيمة الجنيه، والإعلان عن حزمة دعم من صندوق النقد الدولي، وأدى نقص الدولار إلى تقييد واردات مدخلات المصانع وتجارة التجزئة.

وذكر أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر في ديسمبر 2022، أن التضخم بمصر قفز إلى أعلى مستوى في خمس سنوات عند 18.7 بالمئة في نوفمبر 2022.

يحتفل أقباط مصر في مختلف كنائس وأديرة البلاد بليلة عيد الميلاد تحت حراسة أمنية مشددة، بينما تزينت دور عبادة ومتاجر بـ"أشجار الكريسماس"، وسط أجواء احتفالية في مختلف الشوارع بحلول العيد، وفق إعلام محلي.

ويحتفل مسيحيو مصر وفق التقويم الشرقي بعيد الميلاد ليلة 7 يناير كل عام، وبحسب تقديرات كنسية يبلغ عددهم نحو 15 مليونا، من إجمالي عدد السكان البالغ 103 ملايين نسمة.