أمازون تعتزم شطب وظائف أكثر من المتوقع

سياتل (الولايات المتحدة) - فاجأ عملاق تجارة التجزئة عبر الإنترنت أمازون المحللين بالإعلان الخميس أنه يعتزم شطب وظائف أكثر من المتوقع، في أحدث علامة على زيادة التباطؤ بقطاع التكنولوجيا.

وقال آندي غاسي الرئيس التنفيذي للشركة إن "تسريحات العاملين في أمازون.كوم ستزيد الآن إلى أكثر من 18 ألف وظيفة كجزء من تخفيض القوة العاملة الذي كشفت عنه سابقًا".

وأعلن غاسي عن التخفيضات، التي تمثل حوالي واحد في المئة من موظفي أمازون، في مذكرة للموظفين الأربعاء، مؤكدا أنها “تتبع عملية التخطيط السنوية للشركة”.

وأشار إلى أن قرارات التسريح ، التي ستعلنها أمازون اعتبارا من الثامن عشر من يناير الجاري، ستؤثر بشكل كبير على مؤسسات التجارة الإلكترونية والموارد البشرية للشركة.

وجاءت ملاحظة غاسي في أعقاب تقرير في صحيفة وول ستريت جورنال يفيد بأن التخفيض سيكون أكثر من 17 ألف وظيفة. وقال إن أمازون “اختارت الكشف عن الخبر قبل إبلاغ الموظفين المتضررين بسبب حدوث تسرب”.

وبدأت عمليات الإقصاء العام الماضي وكان من المتوقع في السابق أن تؤثر على حوالي 10 آلاف موظف. وتتركز الخطوة في صفوف الشركات التابعة لأمازون ومعظمها في قسم التجزئة ووظائف الموارد البشرية.

ومن المتوقع أن تصل التخفيضات إلى 6 في المئة من القوة العاملة في شركة أمازون التي يبلغ قوامها 300 ألف شخص تقريبا، وتمثل منعطفًا سريعًا لبائع التجزئة الذي ضاعف مؤخرًا سقف الرواتب الأساسي للتنافس بقوة أكبر على المواهب.

وبنهاية سبتمبر الماضي كان لدى الشركة أكثر من 1.5 مليون عامل بما في ذلك موظفو المستودعات، مما يجعلها ثاني أكبر صاحب عمل خاص في السوق الأميركية بعد شركة وول مارت.

وهذا العدد يستثني الموظّفين الموسميين الذين تستعين بهم الشركة خلال الفترات التي يزداد فيها الطلب على خدماتها ولاسيما خلال موسم العطلات.

وفي الواقع فإنّ عملاق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت وظف أعدادا كبيرة من المستخدمين إثر تفشّي جائحة كوفيد – 19 وتضاعف الإقبال على الشراء عبر الإنترنت. وبين مطلع 2020 ومطلع 2022 زاد عدد موظفي أمازون حول العالم بنسبة الضعف.

وقال غاسي في المذكرة إن التخطيط السنوي “كان أكثر صعوبة بالنظر إلى الاقتصاد غير المؤكد وأننا وظفنا بسرعة خلال السنوات العديدة الماضية”.

واستعدت أمازون لنمو أبطأ على الأرجح حيث شجع التضخم المرتفع الشركات والمستهلكين على خفض الإنفاق وانخفض سعر سهمها إلى النصف في العام الماضي.

وبدأت الشركة في السماح للموظفين بالذهاب في نوفمبر من قسم الأجهزة التابع لها، وكان مصدر قال لرويترز في ذلك الوقت إنها “كانت تستهدف حوالي 10 آلاف تخفيض”.

وتنضم أمازون إلى عمالقة التكنولوجيا الآخرين في إجراء تخفيضات كبيرة للوظائف، وفقا لموقع التتبع لايوفز دوت فاي، وهو رقم مستمر في النمو.

وأعلنت شركة سيلزفورس الأربعاء الماضي عن خطط للتخلص من حوالي 10 في المئة من عمالها، والذين بلغ عددهم حوالي ثمانية آلاف موظف، كما تتخلص من أصولها العقارية عبر بيعها.

وكان انعكاس ثروات أمازون صارخًا، فقد تغيرت من شركة تعتبر ضرورية خلال الوباء لتوصيل البضائع إلى المنازل المغلقة، إلى شركة مفرطة في الطلب.

تجاوز تسريح العمال الآن التخفيضات البالغة 11 ألف موظف التي أعلنتها مجموعة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك العام الماضي.

ولا يزال يتعين على أمازون تقديم إخطارات قانونية معينة حول التسريح الجماعي للعمال، وهي تخطط لدفع تعويضات إنهاء الخدمة.

وقال غاسي "لقد نجحت أمازون في تجاوز اقتصادات صعبة وغير مؤكدة في الماضي، وسنواصل القيام بذلك".

وبالتوازي مع هذه الخطوة، أعلنت أمازون توقيع اتفاق قرض جديد بقيمة 8 مليارات دولار تستحق لمدة عام واحد قابل للتمديد لعام إضافي، تعتزم استخدامها لتمويل الأغراض العامة للشركة.