عميد الأسرى الفلسطينيين يعانق الحرية بعد اعتقال 40 عاما

السلطات الإسرائيلية لم تخبر عائلة كريم بالإفراج عنه وأنزلته في منطقة رعنانا في محاولة لإفشال استقباله الحاشد.
الخميس 2023/01/05
فرحة منقوصة

رام الله - عانق عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب كريم يونس الفلسطيني الحرية إثر إفراج السلطات الإسرائيلية عنه الخميس، بعد أن أمضى 40 عاما في سجونها، لكنه اعتبر فرحته بإخلاء سبيله منقوصة لتركه خلف القضبان أربعة آلاف وخمس مئة أسرى.

وجرى الإفراج عن الأسير الفلسطيني بشكل مفاجئ دون إبلاغ عائلته، فقد أنزلته القوات الإسرائيلية في منطقة رعنانا بالقرب من تل أبيب، حيث قام يونس بالاتصال بعائلته من أجل إحضاره من مدينة رعنانا، وذلك بعد أن تُرك وحيدا هناك في محاولة لإفشال استقباله الحاشد، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية.

وأكد يونس أن فرحته بالإفراج عنه منقوصة بسبب بقاء 4 آلاف و500 أسرى في سجون إسرائيل، لكنه أكد أن ما يعزيه هو أنه ترك الأسرى موحدين في وجه تهديدات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، داعيا الفصائل الفلسطينية إلى الاقتداء بهم والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية.

وإيتمار بن غفير هو وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية الجديدة الذي هدد مرارا بالتقييد على الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وتابع يونس "رسالة الأسرى واحدة، فهم يقولون لا بن غفير ولا سياسة بن غفير ستؤثر عليهم، فالأسرى منذ سنوات موحدون في وجه هذا الطاغوت القادم، وهم عندهم استعداد للتضحية بأرواحهم من أجل وقف بن غفير وهذه الهجمة، معركتهم هذه هي أم المعارك، معركة الحرية إن شاء الله".

وأكد أنه "على استعداد لأن نضحي 40 سنة أخرى من أجل شعبنا وأهلنا وحرية أبناء شعبنا في كل مكان".

وأشار يونس، وهو عضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، إلى أنه "سيكمل مشواره السياسي بعد الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية".

وقال "طالما هناك شعب مناضل فأنا جزء من هذا الشعب، لقد خرجت من السجن لأكمل المشوار مع هؤلاء ولأنشد نشيد بلادي وأستمر معهم".

وأضاف "أنا أحيي أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم حتى في الشتات ومخيمات اللجوء، في القدس وغزة والضفة الغربية، وأنا أعلم أنهم جميعا يحتفلون اليوم بخروجي من السجن، يمكنني لأنني شكلت سابقة، ولكن بالأساس هذه بادرة ونور وضوء في سماء فلسطين من أجل الآتي".

وفور الإفراج عنه توجه إلى قبري والديه في عارة، واللذين رحلا أثناء وجوده في السجن.

وهنأ الرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه وفصائل فلسطينية الخميس عميد الأسرى بالإفراج عنه من السجون الإسرائيلية.

ومشيدا بصموده، قال الرئيس محمود عباس إن "المناضل كريم يونس (66 عاما) يمثل رمزا من رموز شعبنا الفلسطيني وأحرار العالم في الصمود"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

وأضاف أن "قضية الأسرى هي قضية الشعب الفلسطيني بأسره، وملف الأسرى على رأس أولوياتنا، وسنبذل كل جهد ممكن لإطلاق سراحهم من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي".

كما هنأ رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، وفق الوكالة، كريم يونس بالإفراج عنه، وقال إن "جميع الأسرى والأسيرات في معتقلات الاحتلال سينالون حريتهم".

ودعا أشتية المنظمات الحقوقية الدولية إلى التدخل للإفراج عن جميع الأسرى، خاصة الأسيرات والأطفال والمرضى منهم.

وواصفة صموده بـ"الأسطوري"، قالت اللجنة في بيان إن يونس "شكل عنوانا أصيلا لكل أحرار العالم ممّن عقدوا العزم على رفض الظلم والاضطهاد والعنصرية".

وتابعت "إذ نحيي جموع الأسيرات والأسرى، نؤكد استمرار مسيرة النضال وصولا إلى حرية فلسطين وإطلاق سراح جميع الأسرى".

كما أعربت حركة "المبادرة الوطنية" الفلسطينية عن "الفرحة والسعادة العارمة التي عمت فلسطين بإطلاق سراح الأسير كريم يونس".

وأشادت الحركة، عبر بيان، بـ"الصمود الأسطوري الذي جسده يونس طيلة السنوات الأربعين، متنقلا من سجن إلى آخر، تاركا خلفه الآلاف من الأسرى الفلسطينيين".

وأكدت أنه "انتصر بإرادته الصلبة على السجّان الصهيوني"، وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان إن الأسير يونس "جسد خلال مدة اعتقاله أبهى صور التحدّي والصمود والصبر".

ودعت إلى "تواصل الفعاليات وحشد كل الطاقات تضامنا مع الأسرى حتى نيلهم الحرية وتنسّمهم عبقها في أرجاء الوطن بإذن الله".

واعتبرت حركة "الجهاد الإسلامي" أن "فرحة الشعب الفلسطيني بحرية كريم يونس تجسد الأمل بتحرير جميع الأسرى".

وتابعت الحركة، عبر بيان، أن "هذا العرس الوطني يبعث عزيمة في نفوس المقاومين الأبطال الذين يعملون بكل جد وإصرار من أجل حرية الأسرى".

أما "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" فأكدت أن "اعتقال الأسير كريم يونس هذه المدة، التي تعتبر من فترات الأسر الأطول على مستوى العالم، سيظل جرحا غائرا يدلل على فاشية وإجرامية الاحتلال".

وقالت الجبهة، عبر بيان، إن "تحرر الأسير يونس يجب أن يتحول إلى يوم وطني ترفع خلاله رايات فلسطين وشعارات المقاومة والوحدة".

وفي السادس من يناير 1983 جرى اعتقال يونس بتهم، بينها الانتماء إلى حركة فتح المحظورة آنذاك والانخراط في المقاومة المسلحة وقتل جندي إسرائيلي، وحُكم عليه بالإعدام شنقا ثم خُفف الحكم إلى المؤبد المفتوح، وفي 2015 حددت إسرائيل المؤبد بالسجن 40 سنة.
ويونس من بلدة عارة شمالي إسرائيل، ويحمل سكان المدن والقرى الفلسطينية داخل الخط الأخضر الجنسية الإسرائيلية، ويشكلون نحو 20 في المئة من عدد المواطنين في إسرائيل (1.8 مليون شخص)، وينحدرون من سلالة نحو 154 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم عقب إعلان تأسيس إسرائيل عام 1948 على أراض فلسطينية محتلة.