الجزائر تحبط مخططا لداعش يستهدف مسؤولين ومصالح إستراتيجية

الجزائر - كشف الناشط في صفوف الجماعات الإسلامية المسلحة مراغني حاج علي، المدعو "عقيل"، في اعترافات له بثها التلفزيون الحكومي الجزائري، بأن قيادة غرب أفريقيا لتنظيم الدولة الإسلامية خططت لعمليات ميدانية تستهدف مسؤولين كبارا في الدولة، ومصالح إستراتيجية كمحطات النفط والغاز، كما أماط اللثام عن مختلف "التكتيكات" المنتهجة في التجنيد ودور دعاة في التغرير بالشباب المتحمس.
وكان المتحدث المنحدر من بلدة "قمار" التابعة لمحافظة وادي سوف الحدودية، قد قضى عقوبة ثلاث سنوات سجنا نافذا بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج، وهي جبهة النصرة السورية بعد العام 2014، إلا أنه أعاد ربط شبكة اتصالات مع جهاديين من تنظيم الدولة بعد خروجه من السجن.
ولفت العضو الذي تم توقيفه من طرف قوات الأمن الجزائرية خلال الأسابيع الأخيرة، إلى أن قيادات داعش كانت تركز على إعادة بعث قيادة منطقة غرب أفريقيا والساحل الصحراوي، لأغراض لم يذكرها، إلا أنها تمهد إلى خطة لإعادة انتشار التنظيم والخروج من مناطق الضغط إلى أخرى أكثر أمنا عليه، كليبيا والساحل الصحراوي.
وذكر أنه اقترح على محدثيه أن تكون بلدة “الدبداب” الحدودية بين الجزائر وليبيا مقرا لقيادة التنظيم، غير أن الإمكانيات المادية واللوجيستية خانت التنظيم، خاصة النزيف البشري والضربات المتلاحقة للجيش والأمن الجزائريين حالت دون تحقيق ذلك.
ويبدو أن تنظيم داعش الذي فقد خلية "جند الخلافة" العام 2015، التي أعلنت حينها في الجزائر، وقامت باختطاف واغتيال الرعية الفرنسية هيرفي غوردال، لم ييأس في إيجاد عناصر جديدة لتوسيع انتشاره، وهو ما أقر به عقيل في اعترافاته التي ضمنها إعلانه رفقة عناصر أخرى عن إنشاء قيادة غرب أفريقيا وإعلان الولاء والطاقة للقيادة المركزية.
◙ التنظيم يعتمد كثيرا في اتصالاته وحملات التجنيد على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى شبكة "تلغرام" تحديدا كونها توفر اتصالات أكثر أمانا لأصحابها
وحسب الشهادة التي أدلى بها في التلفزيون الحكومي، فإن التنظيم يعتمد كثيرا في اتصالاته وحملات التجنيد على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى شبكة "تلغرام" تحديدا كونها توفر اتصالات أكثر أمانا لأصحابها، وكشف عن نظام "الشيفرات" المعتمدة في نظام الاتصالات، وعلى الصفحات المجهولة الهوية في الفيسبوك، كما هو الشأن بالنسبة إلى صفحة "رجل الثلج" المملوكة لأحد عناصر التنظيم.
ولفت إلى أن تنظيم جبهة النصرة الذي التحق به في أول الأمر، مرورا بتركيا، يفتقد للعقيدة والانضباط الضروريين، وأن خطاب دعاة دين على غرار القرضاوي والعريفي، لعب دورا في حشد طاقات الشباب، غير أن الحقيقة والميدان شيء آخر تماما، وهو ما يكون قد دفعه للانسحاب منه بحجة بسيطة قدمها لقادته "الذهاب للعلاج" في تركيا، التي تحتضن مصالح وممتلكات قيادة التنظيم، قبل أن يسلم نفسه لسلطات بلاده، بحسب الاعترافات التي قدمها.
وذكر أن إقامته في بلدة الدبداب على الحدود بين الجزائر وليبيا لم تمنعه من ربط اتصالات في العاصمة وغرب البلاد تمهيدا لبعث قيادة التنظيم، وتهريب أحد العناصر المفتش عنها إلى طرابلس الليبية، وبدأ البحث في مخطط استعراضي يستهدف مسؤولين كبارا في الدولة، ومصالح إستراتيجية أخرى كمحطات النفط والغاز بالجنوب، غير أن عمل مصالح الأمن كان أكثر استباقية، حيث تم إلقاء القبض عليه خلال شهر سبتمبر الماضي ببيت أحد أقاربه في مدينة وادي سوف.
واللافت في اعترافات عقيل ارتباك تنظيم داعش بسبب المخاوف والملاحقات والضربات التي تلقاها خلال السنوات الأخيرة، حيث استغرق التكفل بالعنصر المفتش عنه أشهرا طويلة لإيجاد مأوى له في طرابلس الليبية، كما أنهم ظلوا يلحّون في اتصالاتهم على مدى وفائه والتزامه، مما يوحي إلى حجم الشكوك والخوف من الاختراق.
وجاءت اعترافات مراغني حاج علي بالموازاة مع إعلان قيادة الجيش في حصيلتها السنوية عن تحييد 39 إرهابيا وتدمير كميات من الذخيرة والأسلحة، وهو رقم يفوق حصيلة العام الذي سبقه، مما يؤكد استمرار الخلايا السرية والذئاب المنفردة في الولاء لأصولها الجهادية.