بري يرفض الدعوة لحوار بذريعة جمود الطبقة السياسية

رئيس مجلس النواب اللبناني يقول ان البلد على النار بسبب استمرار الفراغ الدستوري بينما تتهم قوى سياسية حليفه حزب الله بالتورط في استدامة الأزمة.
الأحد 2023/01/01
انخفاض منسوب التفاؤل لدى بري بحل الازمة السياسية

بيروت - دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري جميع الأطراف إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه بلدهم، وقال "آن الأوان لكي يتحمل الجميع مسؤولياتهم تجاه لبنان"، مشددا على عدم استجابة القوى السياسية لدعواته المتكررة إلى الحوار في حين يتهم حليفه حزب الله من قبل قوى ساسية بأنه وراء استفحال الازمة.
كما طالب بضرورة حصول حراك جدي بداية السنة الجديدة لحسم الملف الرئاسي سريعاً فيما يتضاءل أمل اللبنانيين في إيجاد مخرج للازمة.
وقال بري، لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية في عددها الصادر اليوم السبت:"أعود وأكرر من جديد أنّ الفراغ في رئاسة الجمهورية يتحمل بضعة أسابيع، وليس أشهراً، فحالة البلد بالويل، بل أقول انّه على النار، وهذا ما يفرض التوافق على انتخاب الرئيس وإعادة إطلاق عجلة البلد".
وأكد أنه لن يبادر الى الدعوة الى الحوار من جديد، قائلا "فقد حاولتُ ولم يستجيبوا، ففي هذه الحالة ما نفع الدعوة إلى الحوار".
وحسم بري الطريق إلى الحل، قائلا "من البداية قلتُ وما زلت أقول وأؤكّد أنه لا مجال لانتخاب رئيس للجمهورية من دون التوافق، وبغير هذا التوافق ما بيمشي الحال".
وأضاف أنه في "هذا المجلس النيابي لا توجد أكثرية وأقلية، ولا توجد أكثرية تستطيع أن تميل الدفة كما تريد، كلّنا أقليات، ولذلك الحوار هو الأساس، والمطلوب بلا أي إبطاء أن تبادر جميع الأطراف إلى أن تجلس مع بعضها البعض والعين على العين، وبنيّات صافية ومسؤولية صادقة، حتى بلوغ التوافق، وبناء على هذا التوافق ننزل الى المجلس النيابي وننتخب رئيس الجمهورية".
وبشأن ما يتردد عن أن المشاورات التي يمكن أن تحصل لن تنحصر فقط بانتخاب رئيس الجمهورية بل بسلّة متكاملة، قال بري:"الاساس هو انتخاب رئيس للجمهورية، امّا بالنسبة إلى ما خَص الحديث عن السلّة، فلنعد قليلاً إلى الوراء، فلقد سبق ودعوتُ إلى حوار في عين التينة، ويومها كان الحديث عن السلة، وأما النتيجة فكانت أننا فشلنا ولم نتمكن من الاتفاق... وذهبنا إلى الدوحة".
ويتعرض حزب الله حليف حركة امل التي يقودها بري لانتقادات واسعة حيث حمل مسؤولية تعطيل التوافقات بشان انتخاب رئيس جديد لخلافة الرئيس السابق العماد ميشال عون في حين تنفي الجماعة الموالية لإيران علمها عما ما تردد من معلومات عن مبادرة قطرية لحل أزمة الشغور الرئاسي.
وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حذر الشهر الجاري من مخطط لاستهداف لبنان مشيرا إلى أن كل المعطيات السياسية تؤكد وجود توجه لإحداث شغور رئاسي إضافة لفراغ دستوري يعقد بشكل كبير انتخاب رئيس للجمهورية خلفا لميشال عون.
ومثلت شروط حزب الله استمرارا للازمة في بلد تمزقه الصراعات السياسية وأزمة مالية طاحنة دفعت لبنان إلى حافة الإفلاس والانفجار الاجتماعي حيث طرحت قيادة الحزب مواصفات الرئيس المقبل وهي مواصفات على المقاس.
وطالب الحزب ان يكون رئيس لبنان المقبل "غير خاضع للولايات المتحدة" و"مطمئن للمقاومة" بينما تدعو القوى السياسية اللبنانية برئيس قادر على لم الشمل ومواجهة أزمة اقتصادية عاصفة.
ومع تراجع الآمال للتوصل الى حلول بالنسبة لبري أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الجمعة، عدم التخلي عن الأمل بنهوض لبنان وعودة الأمور إلى طبيعتها.
وقال الرئيس ميقاتي خلال استقباله موظفي رئاسة الحكومة بمناسبة نهاية العام "سنظل نقوم بواجباتنا ولن نتوقف عند العراقيل والمصاعب".
وتمنى رئيس الحكومة "أن تكون السنة الجديدة بداية خروج لبنان من الأزمة الخانقة التي يمر بها، وأن تتلاقى كل الإرادات الطيبة لمعالجة الملفات الكثيرة ووضع البلد على سكة الحل".
وأضاف "لقد مر لبنان عبر تاريخه بصعوبات وظروف قاسية، ولكنه كان ينهض دائما وينطلق من جديد. وهذه الانطلاقة ليست صعبة بتعاون كل الإرادات وبوجود جنود مجهولين مثلكم يعملون بصمت رغم الأوضاع القاسية".